المحلل السياسي محمد الشافعى يكتب : الاجتماع الطارئ للعرب والمسلمين..اختبار الإرادة فى مواجهة البلطجة الإسرائيلية


*سياق التصعيد الإسرائيلي والإلحاح العربي
في ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق الذي يشمل ضربات عسكرية في سوريا ولبنان، وتوسعاً استيطانياً في الضفة الغربية، وتدميراً ممنهجاً لقطاع غزة، وانتهاكات للسيادة الوطنية لدول عربية آخرها دولة قطر التى هى وسيط لوقف القتال واسترجاع الاسرى ،
يعقد العرب والمسلمون اجتماعاً طارئاً يمثل اختباراً حاسماً لإرادتهم الجماعية. هذا الاجتماع يأتي في لحظة تاريخية قد تكون الأخيرة لوقف تحول إسرائيل إلى قوة إقليمية توسعية تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
**الرؤية التوسعية الإسرائيلية
يوما بعد يوم يتكشف أن إسرائيل تتبنى مشروعاً توسعياً يستند إلى مراجع توراتية تحت اسم "إسرائيل الكبرى"، والذي يهدف إلى السيطرة على أراضي ثماني دول عربية تشمل فلسطين التاريخية ولبنان والأردن وأجزاء من سوريا والعراق ومصر والسعودية والكويت .
هذا المشروع ليس حديثاً بل يعود إلى تأسيس الحركة الصهيونية، حيث قال ديفيد بن جوريون عام 1937: "إقامة الدولة، حتى لو كانت على جزء بسيط فقط من الأرض ، هي التعزيز الأقصى لقوتنا في الوقت الحالي ودفعة قوية لمساعينا التاريخية، سنحطم الحدود التي تفرض علينا، ليس بالضرورة عن طريق الحرب" .
**آليات التنفيذ على الأرض
• في سوريا: بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، توغل الجيش الإسرائيلي في محافظة القنيطرة واحتل مدن السلام وخان أرنبة وقطنا والقنيطرة، والجانب السوري من جبل الشيخ . أنشأت إسرائيل ست نقاط عسكرية في المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة، وحفرت خندقاً بطول 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية .
• في لبنان: على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في فبراير 2025، لا تزال إسرائيل تحتل خمس مواقع على التلال اللبنانية، وتوسع هذه المواقع بإزالة الأشجار وإقامة جدران حماية .
• في غزة: تدمير ممنهج للبنى التحتية وتجويع السكان ضمن عملية أطلق عليها اسم "عربات جدعون" التي تهدف إلى تهجير قسري شامل لسكان غزة، وهي تذكرنا بعمليات التهجير التي حدثت خلال نكبة 1948 .
**انتهلكات لسيادة الدول
الاعتداء على قطر.. قامت إسرائيل بضرب حركة فتح في الدوحة، مما يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر التي كانت تلعب دوراً وسيطاً في محاولات إيقاف إطلاق النار وتبادل الأسرى. هذا الاعتداء يضعف ثقة الدول العربية في إمكانية اللجوء إلى الدبلوماسية الدولية لحماية سيادتها.
** التحرشات مع مصر .. واجهت مصر تحرشات كلامية من إسرائيل، على الرغم من دورها التاريخي في التنسيق من أجل إيقاف إطلاق النار ومحاولة إرجاع الأسرى. هذه التحرشات تشكل تحدياً لمصر ودورها الإقليمي، وتستدعي رداً واضحاً وحاسماً.
** المواقف العربية السابقة: بين الإدانة والتفعيل
*بيانات الإدانة دون فعل ..
- في أغسطس 2025، أصدر وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية بياناً أدانوا فيه مشاريع الاستيطان الإسرائيلية، وخاصة مشروع البناء في منطقة "E1"، ومحاولات التهجير القسري، وجرائم الإبادة الجماعية في غزة .
- أكد البيان على الموقف العربي الموحد في رفض المزاعم الإسرائيلية حول ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، والتأكيد على التمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
** محدودية تأثير البيانات
مع ذلك، ظلت هذه البيانات حبراً على ورق دون أن تترجم إلى إجراءات عملية ملموسة.
"على المجتمع الدولي الانتقال من مرحلة التنديد إلى فرض إجراءات عملية لوقف هذه السياسات العدوانية" . . وهذا يعكس الحاجة إلى تحول من الخطابة إلى الفعل.
الاجتماع الطارئ: الفرصة الأخيرة للعمل الحاسم
1- إجراءات اقتصادية وسياسية وعسكرية مشتركة .. يجب أن يتضمن الاجتماع فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وربما الدعم العسكري المباشر للدول المتضررة.
2-. متابعة دولية: ملاحقة قادة إسرائيل أمام المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
3- دعم فلسطين : تقديم دعم مالي وعسكري وسياسي لأهالى غزة والضفة الغربية.
4- حملة دبلوماسية عالمية: كشف الطبيعة التوسعية لإسرائيل ومشروع "إسرائيل الكبرى" للرأي العام العالمي.
5- التلويح بالقوة العسكرية .. ضد أى عمل إجرامى تجاه أى دولة من دول المواجهة أو غيرها من الدول العربية .
6- التلويح بالتوقف عن التعاون الاقتصادى مع الدول التى تساعد إسرائيل فى جرائمها ضد الدول العربية .
7- اطلاق مشروع السوق العربية الإسلامية المشتركة
8- تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك وتكوين قوة عربية اسلامية لها من القوة أن توقف أى عدوان على الدول العربية والاسلامية .
** نحو موقف عربي موحد وحاسم
الاجتماع الطارئ للعرب والمسلمين ليس مجرد اجتماع طارئ آخر، بل هو محك حقيقي لإرادة الدول العربية والإسلامية في الدفاع عن وجودها وسيادتها.. إن تقاعس العرب عن اتخاذ إجراءات حاسمة سيشجع إسرائيل على مواصلة توسعها، ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
الخيارات واضحة: إما عمل عربي موحد وحاسم، أو استمرار التوسع الإسرائيلي وتهديد كيان الدول العربية. لحظة الحقيقة قد حانت، والعرب أمام مسؤوليتهم التاريخية.