الأربعاء 29 أكتوبر 2025 05:53 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة لدعم أوروبي لمدة 2-3 سنوات قادمة

زيلينسكي
زيلينسكي

في كلمة واضحة وصريحة، حدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، المدة الزمنية التي تتطلع فيها بلاده لاستمرار الدعم الأوروبي، مشيراً إلى أن كييف تحتاج إلى دعم حلفائها في القارة العجوز لمدة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات إضافية على الأقل. جاء هذا التصريح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء بلجيكا، ألكسندر دي كرو، في كييف، في إطار جولة دبلوماسية مكثفة يخوضها الزعيم الأوكراني لتأمين التزامات طويلة المدى لدبلوماسية بلاده.

**تقييم واقعي لاحتياجات المعركة الطويلة**

لم يعد خطاب زيلينسكي يركز على طلب المساعدات العاجلة للطوارئ فقط، كما كان الحال في الأشهر الأولى للحرب، بل تحول إلى استراتيجية أكثر عمقاً وتخطيطاً للمستقبل. طلبه بدعم لمدة 2-3 سنوات هو تقييم واقعي لطبيعة الصراع الذي تحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد. هذا الطلب يعني أن القيادة الأوكرانية تدرك أن طريق النصر، أو على الأقل تحقيق موقف تفاوضي قوي، شاق وطويل، وأنها لا تستطيع سلوكه بمفردها. إنه اعتراف بأن اقتصاد أوكرانيا وقدراتها الصناعية العسكرية، رغم صمودها المذهل، تحتاج إلى ظهر أوروبي قوي لمواصلة المواجهة.

**محاور الدعم: من الأسلحة إلى إعادة الإعمار**

لم يكن طلب زيلينسكي عاماً، بل حدد مجالات حيوية للدعم الأوروبي خلال هذه الفترة الحرجة:

1. **الدعم العسكري:** وهو الركيزة الأساسية. تحتاج أوكرانيا إلى تدفق مستمر وممنهج من الذخيرة، خاصة المدفعية والصواريخ، وأنظمة الدفاع الجوي لحماية سمائها، بالإضافة إلى الدبابات والمدرعات والطائرات بدون طيار. أي انقطاع في这条线 (هذا الخط) اللوجستي قد يكلف أوكرانيا خسائر بشرية وإقليمية فادحة.
2. **الدعم المالي:** تعاني ميزانية أوكرانيا من ضغوط هائلة لتغطية النفقات العسكرية الهائلة وفي نفس الوقت الحفاظ على أدنى خدمات الدولة للمواطنين. المساعدات المالية الأوروبية هي التي تمنع الانهيار الاقتصادي الكامل وتسمح للدولة بالاستمرار في العمل.
3. **الدعم السياسي والدبلوماسي:** شدد زيلينسكي على أهمية بقاء أوكرانيا على أجندة الاتحاد الأوروبي، ومواصلة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على روسيا، والمضي قدماً في عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التي تمنح الشعب الأوكراني الأمل في مستقبل أفضل.

**رسالة إلى الحلفاء المتعبين**

هذا الطلب المحدد زمنياً هو أيضاً رسالة ذكية إلى الحكومات والشعوب الأوروبية التي قد يبدأ التعب بالتسلل إليها بسبب التكاليف الاقتصادية والمعيشية المرتفعة. بوضع إطار زمني واضح (2-3 سنوات)، يحاول زيلينسكي تحويل الدعم من التزام مفتوح العهد إلى استثمار استراتيجي محسوب المدة والنتائج. إنه يقول لأوروبا: "الاستثمار فينا الآن لمدة ثلاث سنوات سيحمي أمنكم لعقود قادمة، وبدون هذا الاستثمار، فإن التكلفة الأمنية والسياسية على أوروبا ستكون أعلى بكثير."

**الاختبار الحقيقي للتضامن الأوروبي**

في الختام، يضع زيلينسكي الكرة في الملعب الأوروبي بشكل لا لبس فيه. الطلب بوضوح ليس من أجل مساعدة خيرية، بل هو شراكة استراتيجية في الدفاع عن القيم والأمن المشترك. الاستجابة الأوروبية لهذا الطلب ستكون مقياساً حقيقياً لمدى جدية أوروبا في الدفاع عن مبادئها، وقدرتها على النظر beyond (ما بعد) الأزمات الاقتصادية الداخلية القصيرة المدى. السنوات الثلاث القادمة ستحدد ليس فقط مصير أوكرانيا، ولكن أيضاً طبيعة النظام الأمني في أوروبا ومكانة الاتحاد الأوروبي كفاعل جيوسياسي قادر على حماية مصالحه.

زيلينسكي