د.سندس الشاوى تكتب: القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية!!!

انعقد اليوم في دوحة قطر قمة التنمية الاجتماعية والهدف الرئيسي منها هو تسليط الضوء على معالجة التحديات الاجتماعية الكبيرة في العالم مثل الفقر والبطالة والتفاوت الاجتماعي ودمج الفئات المهمشة. أما الوثيقة الرئيسية في هذه القمة تؤكد على التزام الدول نحو الأهداف الاجتماعية والتنموية. ومن أبرز برامج القمة القضاء على الفقر والبطالة والعمل على دمج الفئات المهمشة مع النسيج الاجتماعي.
كما يتم عرض جميع الحلول والمبادرات. منتديات للقطاع الخاص والمجتمع المدني وعرض الحلول وتوقع النتائج. مع انشاء منصة إلكترونية تتيح مبادرات ومشروعات عملية لمعالجة التحديات الاجتماعية. من المتوقع انعكاسات إيجابية على المنطقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن تلك الانعكاسات فرص تمويل وتعاون دولي من خلال الوثيقه النهائية للقمة قد تفتح آفاق جديدة لتمويل اكبر شراكات إقليمية لدعم مشاريع تنموية. وهو امر مهم في منطقة تواجه فجوات تنموية . وايضا تعزيز السياسات الاجتماعية. وبذلك تستفيد دول المنطقة من التزامات جديدة لتطوير أنظمة الحماية الاجتماعية في تشريعات العمل الائق.. توقيت القمة مهم في المنطقة لأنها تواجه تحديات كبيرة في بطالة الشباب والتهرب من العمل و التفاوت في الدخل والخدمات. وفرصة للاستفادة من تجارب الدول الأخرى. في هذا المجال. من جانب اخر فأن الاعلان الدولي المعتمد من هذه القمة من الدوحة ان يعزز مكانة قطر كمركز دولي للحوار والتنمية. ويعطي زخما لجهود التعاون الإقليمي في مجالات الحماية الاجتماعية وتمكين المرأة وخلق فرص عمل. وربما يسهل وصول التمويل والمبادرات التنموية الي المنطقة نظرا لان منصة الحلول تعنى بتوفير مساحة للمبادرات التي يمكن نقلها او تكيفها محليا. ومن الانعكاسات الأخرى للقمة تعميق الشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع المدني في المنطقة. إذ يشير البرنامج إلى دور مهم للمبادرات غير الحكومية MsmE(المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) في التنمية. للقمة أهمية كبيرة لان مازال هناك في العالم تقريبا مليارين انسان يعيشون في فقر مدقع متعدد الأبعاد. ولأن القمة تجمع اكثر من ٤٠ رئيس دولة وحكومة ومئات من الوزراء والاف المشاركين من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لذلك لها أهمية كبرى على جميع الاصعدة. ربما تكمن أهميتها في هذا التوقيت الحرج في عصر التحديات المناخية والتكنولوجيا. الهجرة الصراعات والأزمات الاقتصادية اذ يستدعي كل ذلك تطوير نهج جديد وشامل للتنمية. أما تأثيرها الايجابي على الوضع في السودان واعادة توجيه الأهتمام الدولي نحو السودان يعتبر من المواضيع الأكثر اهمية في هذه القمة حيث ركز الخطاب السياسي أولوية للدول الهشة التي تعاني من النزاعات في إعلان الدوحة السياسي ولأن السودان تعاني من الاقتتال فقد يكون لها الفائدة وحصة الاسد في المساعدات والمبادرات في مجالات إعادة الأعمار الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز دور الفئات النازحة وتعزيز الأمن الغذائي ومشاريع الحماية الاجتماعية ودولة قطر بصفتها الدولة المستفيدة سوف تلعب دورا هاما في قنوات التمويل والتنمية طويلة الاجل داخل السودان وقد يحصل السودان على دعم فني ومالي اذا طرح مشاريع في التعليم من وكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص وبذلك يمكن ادماج الفئات المهمشة من النساء وذوي الإعاقة في مشاريع صغيرة ومتوسطة كما يمكن تعزيز التعليم المهني والتقني كاداة لبناء مهارات مابعد النزاع وبذلك يمكن دمج الشباب المتأثرين بالحرب بسوق العمل وكل هذا يؤدي إلى إصلاح مؤسسي في السودان من جانب اخر فأن التعاون العربي الإقليمي يساهم بصورة فعالة من خلال منصة الحوار العربي الافريقي التي وفرتها القمة لتحقيق التنمية الاجتماعية من خلال تبادل المعرفة والخبرة في مكافحة الفقر والبطالة ومعالجة مشاكل النازحين من الصراع الداخلي بالتعاون مع الدول المجاورة للسودان مصر العربية والتشاد وتعاون إقليمي من خلال إمداد سلاسل غذائية وقد يحقق انعكاسات إيجابية اذا ما طبق اعلان الدوحة.

دكتورة سندس الشاوي5/11/2025