الإثنين 24 نوفمبر 2025 06:03 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة مريم بو علي تكتب : :دور المجتمع المدني في نشر الوعي وإحياء التراث.

دكتورة مريم بو علي
دكتورة مريم بو علي

للجمعيات والمجتمع المدني دور في نشر الوعي بقطاع التراث المادي واللامادي والمساهمة في احياؤه والحفاظ عليه، إن أول اهتمام بالتراث كفرع من فروع العلوم الإنسانية كان بعد حضوري ندوة علمية حول دور القيم الاجتماعية ودورها في التماسك الاجتماعي ، اثر دعوتي من مدير مهرجان التراث بالمحرس للحضور ، منذ مايقارب العامين ونصف تقريبا بعد هذه المشاركة العلمية المتميزة ، دفعني شغفي بالمجال الثقافي للتوجه للعمل مع المجتمع المدني ،فحضرت العديد من الفعاليات الثقافية سواء مهرجان التراث و مهرجان الفنون التشكيلية بالمحرس، ومهرجان العوابد للفروسية أو مهرجان الحاجوجة بمشاركة جمعية صيانة المدينة وكانت بتغطية اعلامية من اذاعة صفاقس جانفي الفارط، أو كذلك جمعية نيلسون مانديلا لحقوق الانسان وتنظيمها للمهرجان الدولي لفنون الطهي ، ودور كل من هذه المهرجانات لا في التوعية الجماعية بأهمية الثقافة والتراث بل أيضا تثمينه واحياءه والمحافظة عليه، ويظهر ذلك من خلال اهتمام العديد من الجمعيات في الدفاع عنه وتأصيله ، والتوعية باستمراريته وذلك من خلال تنظيم أكاديمية المالوف بصفاقس لملتقيات في هذا المجال ،وترغيب الناشئة عليه واحياء العديد من الحفلات في مختلف الولايات لضمان استمرارية هذا الفن الأصيل جيلا بعد جيل، كذلك اهتمام جمعية صيانة المدينة بالاهتمام بصيانة المدينة العتيقة، وتخصيص فضاءها الواسع مجانا لبعض التظاهرات الثقافية والموسيقية، والأمسيات الشعرية واحيائها لتظاهرة الحاجوجة التي تحولت من حادثة تاريخية لحادثة انتصار صفاقس على النورمان ، وللاحتفاء بأطباق وأكلات خاصة بهذه الحادثة تعرف بها ولاية صفاقس، وهي الرفيسة والمريسة وكذلك جمعية التنمية المستديمة بمدنين التي تأسست يوليو 2000 ، ونظمت العديد من الملتقيات للتوعية بقيمة البذور الأصلية ،ومن أهمها الملتقى المتوسطي للبذور المحلية وذلك للمحافظة على البذور الأصلية من طرف الفلاحين، وصون التراث الفلاحي البيولوجي الصحي، وكذلك أخيرا جمعية غمراسن التي تأسست سنة 1999، والتي كنت قد حضرت بدعوة منها نوفمبر الحالي وحضوري الندوة الفكرية حول تقديم كتاب ولد الفطائري لمحمد البوبكري وقد قدمه السيد الدكتور عبد الواحد المكني، ثم قامت الجمعية بعد انتهاء الندوة الفكرية بالتحسيس بقيمة الفطائر كتراث لا مادي لمدينة غمراسن والاحتفاء به مساء بساحة 100متر وسط مدينة صفاقس ، صاحبته خيام لمنتجات بعض الحرفيات في مجال المنتجات التقليدية لمنطقة غمراسن، ويجدر القول أن جمعية غمراسن هي معنية اليوم في مبادرة مجتمعية مواطنية تحت اشراف المعهد الوطني للتراث ، بترميم كل من قصر البوغالي وقصر الفرش بالجنوب التونسي .
أخيرا يمكن القول ان التراث التونسي تراث غني جدا سواء تراث مادي أو لا مادي، ويجب أن تتكاتف كل من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني للتوعية به وصيانته والمحافظة عليه ، وأن لا تغفل العيون عنه حتى لا يطاله النسيان، ولا يزال العمل دؤوبا للتعريف بالعديد من الملابس والحرف التقليدية كالسفساري والشاشية والجبة التونسية، و ايضا الزربية القيروانية والتطريز التونسي ، وكذلك أطباق الفطائر بغمراسن والمقروض والقيرواني وحلويات تطاوين التقليدية ، وكذلك الحضرة والمالوف التونسي كأنماط موسيقية فنية والعديد من المعالم كقصور الجنوب و المعمار التوزري والمدينة العتيقة بصفاقس لتسجيلها باليونسكو للمحافظة عليها وضمان استمراريتها للأجيال القادمة .

دكتورة مريم بو علي دور المجتمع المدني في نشر الوعي وإحياء التراث .