السبت 27 أبريل 2024 12:59 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : الفساد وسنينه السودة

الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار
الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار

يبدو أن الفساد فى مصر كالماء والهواء بالنسبة لمعظم المصريين، يبدو أن وصف مصر بـ (أم الصابرين) جاء تحريفا لـ (أم الفاسدين)، وإلا كيف نفسر ظاهرة سقوط عشرات الفاسدين خلال الفترة الماضية ،لدرجة أننا يمكن أن نطلق على المرحلة القادمة موسم سقوط أباطرة الفساد
وأنا من جانبى ومن كل قلبى وإحساسى وادراكى بمعظم بلاوي مصر والمصريين، أؤكد لكم انه لو تمت محاكمة كل فاسد لن يبقى مواطن مصري منا خارج دائرة الاتهام وبدرجات متفاوتة، ولكن يبقى حلمى أن تستمر عملية تطهير البلد من الفاسدين، ولا تكون مجرد هوجة مؤقتة مثل أى هوجة مصرية، باعتبارنا جميعًا من أولاد اللحظة، نحب بسرعة ونكره بسرعة ونسخن بسرعة ونبرد بسرعة، لا أحد ولا شيء فى مصر يستمر على حالته إلا الفساد ورغم اننى لدى معلومات مؤكدة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قرر إشهار سيفه فى وجه الفساد والفاسدين والمفسدين , بعد أن وصلته تقارير من أجهزة رقابية حول أباطرة الفساد وناهبى أموال وأراضى الدولة إلا أننى لست متفائلا.

وربما تكون المفاجأة فى بعض الشخصيات العامة والإعلامية ممن صدعونا بأحاديث الشرف وطاردونا بملاحم النزاهة وحاصرونا بأسطوانات طهارة اليد . وحسنا تفعل الآن الأجهزة الرقابية التى تتحرك حاليا لتضييق الخناق على حضرات السادة الفاسدين ومنع بعضهم من الهروب خارج البلاد وبدأ أباطرة الفساد يتساقطون وبعضهم ممن يطلق عليهم رموزا للوطن وحراسا على أموال شعبه ومحاربين للفساد أو مدعى الشرف.

أصابع الاتهام فى قضايا فساد فتحت ملفاتها وقضايا أخرى ستفتح خلال الأيام القليلة القادمة تشير إلى تورط سياسيين وإعلاميين وشخصيات عامة من الذين يفرضهم على المصريين إعلام خاص معظمه مملوك لشخصيات تبحث عن كرباج ومظلة تحميهم من مطاردة القانون ومقصلة العدالة .
وبصفتى صحفيا ومنتميا لمهنة الصحافة أكثر من 36 عاما أطالب كل الجهات الرقابية بإعلان الذمة المالية للزملاء من الإعلاميين الذين تحوم حولهم الشبهات لنعرف من الصالح ومن الطالح ومن الحرامى ومن البريء ومن الجلاد ومن المحمود ومن المذموم ...بدلا من أن يظلوا فى دائرة الشبهات , لنعرف الحقيقة العارية بدون رتوش.. ولنعرف من هم الذين تاجروا بالوطن وخدعوا المواطن .
وعلى الرئيس السيسى ألا يتوقف ولا يتزعزع ولا يهاب لحظة واحدة من أباطرة الفساد ويدرك أن الروح المعنوية للمصريين سوف ترتفع مع سقوط السادة الفاسدين . رغم أن يقينى أن داخل كل منا فاسد .
وحسبنا الله ونعم الوكيل..