السبت 27 أبريل 2024 02:22 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة سلوى سليمان تكتب : جائحة كورونا محنة ومنحة

دكتورة سلوى سليمان
دكتورة سلوى سليمان

تنتاب العالم أجمع أزمة صحية، تلك الأزمة التي سوف تحدد معالم المستقبل للمجتمعات الإنسانية بل تعد في حد ذاتها اختبارا لعزمنا وقدرتنا على التصدي للازمة، أيضا قياس مدى ثقتنا في العلم وما لدينا من احساس ببعضنا البعض
واي أزمة وان أخذت وقتا من الزمن سوف تنتهي، كما انتهت كثير من الأزمات التي مررنا بها ولكن المحك الرئيسي أن نتعلم ونغير في أمور كثيرة كنا بحاجة إلى تغييرها.
فلماذا لا نستثمر هذه المحنة ونحولها إلى منحة بتغيير اسلوب تفكيرنا بأن نفكر خارج الصندوق لعبور المحنة واستشراق المستقبل وهي الخطوة الأهم في الأزمة
وفعليا رغم أن أزمة كورونا كانت حرفيا وباء وابتلاء ومحنه الا انها كانت للكثيرين منحه على مستوى أفراد ومجتمعات
فعلى مستوى المجتمع :
استجابة منظمات ومؤسسات المجتمع المدني للدعوات المطالبة بتفعيل دورة حيث قامت بالعديد من المبادرات مثل مبادرة الدعم الوقائي من خلال توفير المستلزمات الطبية كدور مؤسسة مصر الخير
والمبادرة المصرية لإنتاج ٥٠٠ جهاز تنفسي صناعي
ومبادرات تحفيز العمل التطوعي وحماية الفر ق الطبية
أيضا لا نغفل تشكيل الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية غرفة عمليات مع وزارة التضامن الاجتماعي في إطار التكافل من أجل رفع المعاناة عن الأسر المتضررة من أزمة كورونا اما على المستوى الاجتماعي فقد فعلت الجائحة ماعجزت عن فعله المؤسسات الاجتماعية والأسرية من حدوث تقارب اجتماعي معنوي في محيط الأسرة، وتجديد العلاقات بين الجميع على غير العادة. إجمالا كانت الجائحة حلا للكثير من المشاكل الاجتماعية.
اما عن المستوى الفردي بدأ الكثيرين وخاصة الشباب يعيدون ترتيب أولوياتهم واهتماماتهم واستغلال وقت فراغهم الناتج عن العطلة الإجبارية من العمل والمتزامنة مع وجوب البقاء في المنزل؛ فالكثير وجد في القراءة والممارسة الرياضية متنفسا في ظل هذه الأزمة وفرصة أيضا للاهتمام بالنفس والتنمية المهنية والذاتية بحضور دورات اونلاين
فنستطيع مجملا أن نقول إن هذة الجائحة كانت حلا للكثير من المشاكل الاجتماعية لدينا وخاصتا في الدول التي تعاني من أزمة التباعد الاجتماعي بين الأفراد داخل الأسرة الواحدة
ولا اخفي أمرا أن ازمة كورونا ساهمت بطريقة غير مباشرة في خلق بيئة إيجابية تظهر الاهتمام والتعاطف من قبل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني مع المصابين والمتعرضين للوصم والتنمر الاجتماعي بسبب عدم الوعي بالفيروس وطرق العدوى والوقاية....
فحقا كانت جائحة كورونا منحة رغم أنها في حد ذاتها محنة....