الدكتورة سلوى سليمان تكتب : امنح الحياة فرصة اخرى
الجارديان المصرية"أنا لا أؤمن بالظروف، فالناس الذين يتقدمون في هذه الحياة هم
أولئك الذين يستيقظون في الصباح للبحث عن الظروف التي يريدونها "
جورج برناردشو
ألم تصادفك تلك اللحظة التي تداعب خيالك، وتشاكس فكرك وتنثر احساسك بين شتات عقلك وثنايا طرقات حياتك تبحث عن وطن يضم بقاياك.. تذكرك بعبق الوطن تتأرجح بين حنين وعتاب بين شكر وضجر بين آمال وخيبات إنها لحظة الرجوع إلى الذات تتأمل فيها ما مر عليك من مواقف وصعاب، لتأخذ دروس وعبر تغربل أشخاص ومواقف كي تحصد صفوة الأشياء وأيضا الأشخاص فنحن نعيش الحياة مرة واحدة
نتعثر ونمر بمواقف وأزمات قاسية تقتل أجمل ما فينا، تهز قوانا بل تتركنا احيانا أشلاء بلا ملامح و تجعلنا احيانا نفقد الأمل والتفاؤل بالحياة.
لذلك لما نستسلم ونقف عند عقبات الحياة في حين اننا نستطيع أنْ نكمل المسيرة، ونتعلّم من أخطائنا، فتمتلئ الحياة بمواقف ومصاعب نأخذ منها عبر، ونتعلم دروسا كي نتفادى أخطاء وهفوات مرت علينا ومررنا بها، وهنا تراودنا مرات فكرة أن نبدأ من جديد لكن نخاف ونتراجع.
فلماذا لا نمنح الحياة فرصة أخرى لإسعادنا؟ لماذا لا نبحث في زحامها على يد حانية تربت على أكتافنا المثقلة؟واحتواء صادق لنفوسنا المتهالكة، والعبرة ليست بالظواهر بل ببواطن الأمور، فلماذا لا نكون جميعا بخير من دواخلنا؟ فنبدأ بالتغيير من الداخل أولا لما لذلك من تأثير قوي لدعم ذواتنا، واكسابنا قوة رائعة كي نواصل، ولكن برؤية جديدة ومن زاوية مغايرة، ورغبة قوية في عدم تكرار ما سبق، فمن يوقن ذلك يرسم
حياة جديدة ذات طابع خاص، تلك كلمات اكتبها لنفسي ولكم.
فقد يؤدي بنا الأمر أن نرحل عن أشخاص أو أماكن اعتدنا عليها وكانت مانحة الطاقة والسعادة ولكن نضطر للرحيل كي نستمر وهي مازالت بداخلنا نعيش على ذكرياتنا معها، فقد يكون الرحيل ترياق لنا من كل ألم ووجع، حرفيا هو مر لكنه شفاء لأنفسنا المتهالكة.
ومن هنا هناك حاجة ماسة لمواجهة ذاتك والتغلب على صعوبات وضغوطات حياتك والبحث عن حلول وبدائل حلول والسماح لكل الأشياء الغير مفيدة المستهلكة لك والمستنفذة لطاقتك والمسببة لألمك أن تخرج من حياتك إلى الأبد، دعها بلا تردد أو صخب. رحب بالبدائل واستقبلها بكل حفاوة، وكن قوياً فلا شيء يستحق….
تعالو سويا نبتر كل ما يستنفذ قوانا ويحبط عزيمتنا ولا نرضى بأنصاف الأشياء، فكن قويا وكن سيد قرارك وامنح نفسك والحياة فرصة أخرى…..