الخميس 25 أبريل 2024 06:09 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : رسالة السد ...إحنا مايهمناش حد

المحلل السياسى محمد الشافعى
المحلل السياسى محمد الشافعى

** اذا وصلت الشخصية الى مداها الجبار اصابها الغرور فتنهار .. هذا هو حال آبى احمد رئيس الوزراء الأثيوبى اصابه الغرور بأنه يمتلك مياه النيل وأن له القدرة على ادارة الأمور بأفريقيا كلها وخيلته شخصيته الفارغة أنه الأقوى بلا رادع .

** كان متوقعا فشل مفاوضات سد أثيوبيا ،نظرا للتصرفات الإثيوبية خلال الـ10 سنوات الماضية من تعنت والمراوغة ضد مصر ، فهم يحاولون التلاعب بمصير الشعوبولم لم يستجيبوا الي المطالب المصرية المشروعة بحماية حقوقها المائية المشروعة ، ونتسائل ؟ اين الاتحاد الأثيوبى من مضايقات أثيوبيا لمصر طوال العشر سنوات الماضية والتعنت المستمر أمام المصالح المائية ؟

** يجب ان يشعر العالم واثيوبيا ان هناك قوة ردع قوية للانتهاكات الاثيوبية في ازمة السد ؛ مصر اثبت لكل العالم ان هناك ضرر واضح ويجب ان يتم التراجع عنه ، وان مصر قدمت الكثير فى المفاوضات العديدة لكى تحل تلك الأزمة بطريقة ودية ، ولكن أثيوبيا ترفض على طول الخط ، ولا تدرى مدى العواقب التى ستحل بجيرانها ، وأن ما تريده من تنمية يمكن توفيره بطرق أخرى غير سدود المياه وحتى اذا أصرت فهناك توافق وتنظيم وترتيب لتشغيل تلك السدود ، ولكنها ترفض رفضا تاما أى اتفاق أو توافق .

** وحتى فى مفاوضات كينشاسا الأخيرة رفضت أثيوبيا كل المقترحات لاستئناف المفاوضات ، لذا فإن أن مصر والسودان ستتوجهان إلى المؤسسات الدولية المؤثرة لاطلاعهم على تطورات أزمة السد الأثيوبى ، وثبت بما يدع مجالاً للشك لقدر المرونة والمسئولية التي تحلت بها كل من مصر والسودان، و رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت كل الأطروحات مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات.

** الرئيس السيسي يؤكد دائما وفي كل مناسبة أنه يفضل الحل السلمي، ولكنّ في الوقتِ نفسه يرفض إملاء سياسات فرض الأمر الواقع فيما يتعلق بالنيل ومِياهه، فهذه القضية بالنسبة إلى مِصر قضية وجود وحقوق مشروعة كفلتها معاهدات دولية ولن نتنازل عن نقطة مياه واحدة من مياه النيل .

** مصر ليس من سياساتها التهديد ولا حتى التلويح بالحرب ، ولكن إذا وصلت الأمور إلى أن تهدد مصالحها ومصالح الشعب المصرى ، " فلايلوم أحدا إلا نفسه " ، لإننا قدمنا الكثير فى سبيل الحل السلمى ، وسيكون البديل للحفاظ على حقوقنا المشروعة هو حلا سيؤدى إلى اضطراب المنطقة بأكمالها ، ولا يستطيع أحد ان يعتبر نفسه بعيد عن قدرات مصر وقوتها .

** وتظل مصرا مستمرة فى اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفى إطار محددات القانون الدولى لحماية هذه الحقوق وسيظل النيل الخالد يجرى بقوة رابطاً الجنوب بالشمال برباط التاريخ والجغرافيا وستستمر مصر هبة النيل .