الخميس 25 أبريل 2024 09:50 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الإعلامية ماريان نبيل تكتب : وانا مالى

الإعلامية ماريان نبيل
الإعلامية ماريان نبيل

«أنا مالى»، اصبح هذا هذا المصطلح هو الأكثر سماعا فى كل مكان حاليا ،يحاصرنا فى البيت والعمل والشارع والنادى وعلى المقاهى وفى وسائل النقل العام وفى كل مكان تقريبا .
وأحيانا نردده داخل انفسنا مللا وزهقا وضيقا من كل مايحدث حولنا . فجاة وبدون مقدمات ماتت اشياء كانت اجمل مافينا ،النخوة ،الجدعنة ،المشاركة المجتمعية ،اصبح كل منا محور إهتمامه ذاته فقط ،الكل يرفع شعار: (انا ومن بعدى الطوفان) او (هو انا ناقص ) ..حتى داخل البيت الواحد ،كل فرد مهموم بذاته فقط ،لم يعد رب الأسرة يستعمل لتفاصيل ومشاكل اسرته وكذلك الام والابناء ..(الأنامالية) هى لغة الجميع ، لم يعد هناك من ينتفض لنجدة فتاة تتعرض للتحرش فى الشارع او لحماية مسن تنتهك آدميته على يد شاب اوشباب فى عمر أحفاده .
حتى الجيران اصبحوا جزرا منعزلة ،لم يعد هناك من يتدخل لحل مشكلة او ازمة لجاره ،اصبحنا نكتفى بمصمصة الشفاة .
( انا مالى ) أصبح مصطلحا يترجم سلوكا مجتمعيا شبه عام ، حتى الجلسات العرفية التى كان يلجا إليها البعض ﻹحتواء اى خلافات داخل افراد المجتمع ، اختفت ،تبخرت ،لم يعد لها وجودا نهائيا .وكان الناس جميعا فقدوا اجمل مافيهم ،اثبحنا شعبا منزوع النخوة وخالى من الشهامة إلا من رحم ربى ..ماذا تغير فينا ؟..من افقدنا إنسانيتنا ،تعاطفنا ،نخوتنا ..من مسخ هذا الشعب الذى كان يضرب به المثل فى الجدعنة .
تخيلوا لوكان ركاب قطار الموت قد تعاملوا بإيجابية مع الشخص العاجز عن دفع ثمن التذكرة هل كان سيلقى بنفسه تحت عجلات القطار ،هل كان سيضطر للموت شهيدا لثمن التذكرة .
،بالتأكيد كان يمكن إنقاذه لو تحرك احد شهود الواقعة من الركاب وجمع او دفع ثمن التذكرة، إلا أن آفة «أنا مالى» سيطرت وهيمنت على الجميع ،فدفع ثمنها الجميع من خلال زهق أرواح، و اغتصاب اعراض وحقوق .
تخيلوا ان البعض يفضل تصوير وقائع مشينة تحدث امامه بالموبايل عن تدخله لانقاذ مايمكن انقاذه .
(انا مالى) و(ياعم كبر)...شعارات تضاعفت معها حالات التنمر والتحرش والسطو والبلطجة والعنف ،
ويبقى التساؤل من وراء الانقلاب الاخلاقى وتفشى ظاهرة (الانامالية) ؟