الخميس 25 أبريل 2024 11:53 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : من الانكسار إلى الانتصار

لمحلل السياسى محمد الشافعى
لمحلل السياسى محمد الشافعى

تحتفل مصر فى تلك الأيام بالذكرى الــ39 لعيد تحرير سيناء فى 25 ابريل 1982 ، هذا العيد أحد الأيام الفارقة في تاريخ الدولة المصرية خلال العصر الحديث، والذي شهد تتويج معركة الحرب والسلام، بداية من حرب أكتوبر العظيمة عام 1973، والتي استطاع فيها الجيش المصري تحقيق الانتصار واستعادة كبرياء العسكرية المصرية، ومن ثم البدء في مفاوضات السلام، حتى تمت استعادة كل شبر من أرض سيناء ورفع العلم المصرى عليها .

وفى سبيل تحرير سيناء خاضت مصر كفاحا مسلحا منذ عام 1967 وحتى النصر فى 1973 ثم بدأت مصر كفاحا آخر فى معركة السلام والتى بدأتها مصر بمبادرة سلام فى نوفمبر 1977 والتى استكملت بإتفاقيات كامب ديفيد وانتهت بمعاهدة السلام فى عام 1979 والتى على أثرها حررت ورجعت سيناء إلى حضن مصر .

- شهدت الخطوات الأولى على طريق التحرير، والتى بدأت بعد أيام معدودة من هزيمة 1967 بحرب استنزاف ضارية، أعادت للجندية المصرية شرفها، وتسببت في خسائر فادحة للمحتل الصهيونى ولم تتوقف نيرانها إلا بلجوء المعتدى الغاشم لاستهداف المدنيين فى مصنع أبو زعبل، بل واﻷطفال فى مدرسة بحر البقر الابتدائية.

- اندلعت الشرارة ـ "بدء حرب أكتوبر"، الثانية وخمس دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973م العاشر من رمضان ، حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975، كما أسفرت حرب التحرير الكبرى عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمي والمحلي .

- مهدت حرب أكتوبر الطريق للسلام واعادة الأرض عن طريق التفاوض بمبادرة مصرية فى نوفمبر 1977 والتى على أثرها تم عقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى سبتمبر 1978 م ، ثم تم التوقيع على المعاهدة المصرية الاسرائيلية للسلام فى مارس 1979 اقتناعا من الجانبين بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.

- وفي يوم ‏25‏ إبريل ‏1982‏ تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلاً في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصرى المكثف‏ ورجعت آخر بقعة فى 1989 " استرداد طابا "

- وستظل مصر تحتفل بإنتصاراتها فى الميادين العسكرية وميادين السلام والتفاوض والتى حققت فيهما الانتصار بعد الانكسار ، ونزهو ا بما حققناه وما جعل العالم كله يقف احتراما لمصر وجيش مصر وقادة مصر الشرفاء المخلصين من أبناء القوات المسلحة المصرية الذين بفضل الله انتصروا وصنعوا السلام ، ومهدوا للتنمية والثورة الانشائية العظيمة التى تقام على أرض مصر خلال تلك الحقبة من الزمان ، وسيظل اسم مصر مرفوعا وسنردد جميعا " تحيا مصر " .