السبت 20 أبريل 2024 06:07 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين الزيات المالكى يكتب : بالورقة والقلم

الكاتب حسين الزيات المالكى
الكاتب حسين الزيات المالكى

للعنوان ابعاد كثيرة وكبيرة فعندما نسمع الاغنية كاملة نأخذ من جوانبها المعانى ونحاول جاهدين تسخير الجانب الايجابى والذى يصب فى الصالح العام محاولين تغيير ملامح الصورة والذى توقف البث عنها منذ رحيل الابناء والعيش بالقاهرة العاثمة الام تاركين قراهم تغرق فى هموم ومشاكل لا حصر لها.

ولو نظرنا لمن مسك بالورقة والقلم سنجد منهم اعداد كثيرة تعيش بالعاصمة منذ زمن طويل وبالتفتيش فى حقائبهم القديمة سنجد ان الاصول تعود لقرى ونجوع صعيد مصر ومنهم من تعود اصوله لدلتا مصر ومع هذا او ذلك نتوقف لنذكرهم بطفولتهم وشبابهم ولماذا فضل الكثير منهم العيش بالقاهرة واهمال الجزء الاهم وهو الجانب الروحى بالقرية.

ومع التفكير الطويل فى تلك الجوانب نجد ان من سمح لنفسه الابتعاد المتعمد عن القرية وعدم التفكير فيها وهى من صنعت يومآ شخصيته وكانت من الاسباب الرئيسية لتكوين ملامحه التى يعيش بها الان وهو متخفى خلف نظارته السوداء تارك القرية التى عاش طفولته وشبابه بين جدرانها تغرق فى مستنقع من الاهمال دون ان يقدم لها يد العون.

ما جعلنى افتش وامسك بالورقة والقلم لنعيد معا حسابات الماضى وهل من حق القرية او النجع اخذ نصيبهم منهم ام لا ، ووجدت من واجبى وانا احد ابناء تلك القرى ان اذكرهم وان اطرح عليهم وجهة نظر لعلها تكون صائبه من حقهم القبول او الرفض.

لماذا لا يفتش كل من عاش بالعاصمة الام من الصحفيين والكتاب والمفكرين للعودة مره اخرى لحنين القرية لا لزيارتها فقط ولكن للتفتيش بين جدرانها ومعرفة العوائق التى تقابل اهلها من اهمال طال الزراعات والرى ومن عوائق بنوك التسليف وغيرها من طرق متدنيه ووسائل مواصلات لا تليق بأهلها الطيبين ورفع كل هذا الامر الى الوزراء المعنيين بالقاهرة والعمل على حل تلك المشاكل.

اليس من حق القرى على ابنائها الزود عنها والعمل على النهوض بها وعودتها لطبيعتها قرية مصرية نموذجية تليق بأبنائها قرية تنتج ولا تستهلك فقط.

اليس من الواجب على ابنائها العودة لها ومنحها جزء من الحنين والدفء الذى تنعم به يوما فى طفولته وفى ريعان شبابه وقتما كان يعيش بها وينعم فى خيراتها.

حان الوقت لعودة الطيور المهاجرة والتى تعيش بالقاهرة ليس للعيش الدائم بالقرية ولكن لاستخدام الورقة والقلم والعمل على النهوض بقراهم والتفتيش الدائم عن نواقصها من صحة وتعليم وزراعة ورى ونقل الصورة كما هى لصناع القرار بالقاهرة الا يكون هذا ردا للجميل والمساعدة فى رسم صورة مغايرة تماما للقرية المصرية على ايدى ابنائها ونوعا من رد الجميل لهذه الاماكن والتى كانت يوما الملاذ الامن لهم ولزويهم ام اضوء القاهرة ستظل تخطفهم والعيش بها بين الورقة والقلم متناسيين قراهم ولن يعودوا لها الا عندما يكشف النقاب عن موعد الرحيل ليوارى الثرى بين جدرانها لينعم بمرقدة الاخير كما كان ينعم يوما بطفولته وشبابه دون تقديم يد العون يوما لتنعم هى الاخرى بمجهود ابنائها ليت العقول تفكر وتراجع نفسها قبل فوات الاوان.