الخميس 25 أبريل 2024 01:05 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل اقول...( لماذا تخلى عنا الآخرون...؟! )

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

سؤال نسأله لأنفسنا كل يوم وليلة ولم نجد له جواب ولم نتوصل لحقيقته ، وعلى الرغم من ذلك ندور فى كل ليلة فى فلك ومدارات المعرفة لعلنا نتوصل إلى إجابة عن هذا السؤال .. ولم نتوصل ولم يكفنا البحث والتنقيب إلّا الإرهاق والتعب والصداع من كثرة التفكير ومحاولة الوصول وإكتشاف إجابة له لعلنا نهدأ ونستكين ونستطيع النوم ونتذوق طعم الراحة ...

إلّا أننى إستطعت إلى أن أتوصل إلى إجابة هذا السؤال لماذا تخلى عنا الآخرون !؟ وتوصلت إلى الإجابة وهى : لأننا كُنا الملجأ حين الفزع وكنا المسكّن حين الوجع ، كُنا الصادقون ... رغم نُدرة الصدق و كُنا المسامحُون رغم قلةُ العفو ، كُنا الدفء وقت الشتَاء وَكُنا الحقيقةُ وقت الزَيف .. كُنا الصمت حِين البكاء وَكُنا المرافقونَ وقت الوحدَة ..
كُنا الضوء لأعينُهم حِين الظلام و كنا الهواء حِين الإختنَاق ...

و لأنهم كانوا الخَيار الأصعب و دونهم خيارات سهلة و متاحة فاخترناهم رغم هذه الصعوبة فَتخلوا عنا و بكل سهولة ، أو ربما غرتهم أنفسهم لأننا أعطيناهم قدر في قلوبنا يَفوقُ البشر ، أو لعل الظروف كانت أقوى من حبِهم لنا ...

لكنّ و الله كان حُبنا لهم أقوى من أي ظُروف ومن أى أعذار ومبررات ...

فإليك أيها الشخص الذي يجلس الآن في غرفته المظلمة مختبئاً خلف شاشة هاتفه المُضيئة هرباً من الليل حتى لا يُذكّرُه بأنهُ وحيد ، أعرف بأنك تُصارع النوم في كل ليلة وأنَّك تخسر في كل ليلة ، وأعرف أيضاً أنَّك الآن رغم فراغك تهرب من الحديث مع البعض ، لكنك تُريد بشدة التحدُث لشخص ما ، وأعرف أنَّك تكره دوماً هذا التوقيت من اليوم ، فبرغم كرهك لضجيج النهار إلا أنهُ دائماً ما يجعلك تتناسى همومك و آلامك و يشوش عليها ..

أعرف أنك تُعاني من هذا الإحساس الكريه كل ليلة ، فأصبحت لا تهتم بأي يوم نعيش ، و تظل هكذا حتى تُنهك و تنام من التعب ، فلن يفهموك يا صديقي ، لن يفهموا لحظات صمتك الطويلة ، وجلسات مُراجعة و مُحاسبة النفس ، وعشرات القرارات المؤلمة التي تُتّخذ ليلًا ، لن يفهموا إبتسامتك البلهاء الآن و هي تخترق حاجز الصمت ...

لذلك كُن قوياً لأجلك ، و لا تنتظر مني شيئًا ، فَالحل بيدك لا بيدي ..

أردت فقط أن أُخبرك بأن هُناك من يعرف ما بداخلك...
و أنا هنا أقول لمسمعك ياصديقي أنت جميل بكل تفاصيلك حتى بكل بعيوبك قبل حسناتك...
فأعرض عنهم ولا تبالى فهم الخاسرون .