الخميس 25 أبريل 2024 03:45 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

صبري الموجي يكتب : مَشاهِد تقتُل الغيرة !

الكاتب الكبير صبري الموجي
الكاتب الكبير صبري الموجي

فى إعادةِ عرضه، رغم إنتاجه وعرضه برمضان منذ سنوات، وفي حفلة دعته إليها طليقتُه، لبس الدكتور فوزي جمعة، وقام بدوره النجم الكبير عادل إمام أفضل ثيابه، واصطحب معه تلميذيه النجيبين، وما إن التقى جمعة طليقته حتى قابلها بالأحضان الدافئة والقُبلات الحارة على مرأى الحضور ومنهم زوجُها الجديد .
رغم حميمية اللقاء إلا أنه لا يُضيف للمُشاهِد أية قيمة أخلاقية، بل يقتلُ الغيرة فى مَهدها، إذ كيف تسمح امراةٌ من صفوة المُجتمع أن يُقبلها رجلٌ غريب عنها على مرأى الناس ويمدح جمالها وأنوثتها ؟!
ولو سلّمنا بأن طليقته سكتت عن ذلك التصرف من طليقها كنوع من المجاملة المقيتة، أو ( الإتيكيت)، فكيف يقبلُ زوجُها الحالى على نفسه ذلك دون أن يتمعرَ وجهُه غضبا ويثأر لشرفه؟
إن ديننا دينُ غيرة ونخوة، وهى التى جعلت سعدَ بن معاذ يُعلنُها قوية : والله لو رأيتُ رجلا مع امراتى لضربتُه بالسيف غير مُصفح، فجاءه التأييدُ من النبى : أتعجبون من غيرة سعد والله لأنا أغيرُ منه، واللهُ أغيرُ منى ومنه.
والعبارة السابقة تُبين حِرصَ السلف على الشرف، وصونهم للعرض، أما ما يفعله د. فوزى جمعة وأمثاله فى (أستاذ ورئيس قسم) فإنه يجعلُ المرأة كلأ مُباحا يرتعُ فيه كلُ من كان فى قلبه مرض، وهو ما يأباه الإسلام .
والحفاظ على الشرف ليس مُهمة الرجل وحده، بل هو غايةُ المرأة الحُرة، التى تحرص على أن تكون مِلكا لزوجها فقط، فتتجنب الأحضان الدافئة والقبلات الحارة فى الحفلات والسهرات، التى يُدعى إليها الجنسان، فيختلطُ فيها الحابلُ بالنابل، وتقتلُ فيها العفةُ، ويُراق فيها دمُ الشرف !
فكان أولى فى مسلسل بقيمة ( أستاذ ورئيس قسم) ضم كوكبة من الفنانين على رأسهم الزعيم، والمتألقة نجوى إبراهيم، وكتبه أديبٌ لامع كيوسف معاطى أن يحرص على غرس قيم أخلاقية واجتماعية، ويتفادى تلك المشاهد التى تضيعُ معها حمرةُ الخجل.
كما أن ثمة مشهداً آخر استوقفنى فى ذلك المسلسل، وهو قيام الدكتور فوزى جمعة رئيس قسم الحشرات بضرب زميله د. نافع بالحذاء، وأيا كانت درجة الخلاف فليس لائقا أن تبدر عن قدوة علمية كبيرة كـ ( فوزى جمعة) مثل تلك التصرفات، التى تتنافى مع أدب الحوار، وتؤصل لمجتمع الفوضى والغاب.
وأخيرا نودُ ياسادة أن نستمتعَ بأعمال تحضُ على القيم وتدعو للفضائل، لا أن نشاهد مسلسلات تروج للتفسخ الأخلاقى والقيمى، وبرامج تعجُ بالمقالب التى تقطعُ الخلف، ويشتعل لها الرأس شيبا، فضلا عن مشاهد العري، التي تتلاشي معها حُمرةُ الخجل .