الجمعة 29 مارس 2024 04:49 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

سياسة الولايات المتحدة في ليبيا من الجمود الى الغليان

الجارديان المصرية

تستعيد الولايات المتحدة الأمريكية زخمها السياسي في منطقة شمال إفريقيا وخاصة في ليبيا، بعدما كانت بعيدة عنها لفترة من الوقت، في محاولة لكسر شوكة الروس الذين أصبح لديهم ثقلهم في ليبيا والقارة الإفريقية ككل.
حيث تروج الإدارة الأمريكية لمبادرة المبعوث الأممي الى ليبيا عبدالله باتيلي، والتي تقضي بإجراء انتخابات في البلاد قبل نهاية العام الجاري، وتحاول فرض نفسها كساع حقيقي لإستقرار ليبيا.
مع العلم بأن الحال التي وصلت إليه ليبيا اليوم من فوضى أمنية وصراع سياسي، جاء بعد إسقاط حلف الناتو بقيادة أمريكا لنظام حكم الرئيس القذافي في عام 2011 بشكل عسكري تعسفي جائر.
كما أن دعم الغرب الأمريكي ومن خلفه الأمم المتحدة لحكومات إنتهازية وشخصيات سياسية فاسدة دون إيجاد حلول فعالة أبقى البلاد رهينة للأجندات المتعددة الضامنة للفوضى ومسرحاً للصراع على مدار أكثر من عشر أعوام.
وتأتي تحركات واشنطن في ليبيا عبر إجتماعات وزيارات قامت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف مع الأطراف السياسية في شرق ليبيا وغربها تزامناً مع نشاطات المبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند في نفس السياق.
وقد كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن أن بلاده تعمل بنشاط لاستئناف حضورها الدبلوماسي في ليبيا، على الرغم من امتناعه عن تحديد موعد لإعادة فتح السفارة الأمريكية هناك.
فيما أن هدف الإدارة الأمريكية زيادة تعقيدات المشهد الليبي، وتجاوز التوافق الليبي، عبر دعم مبادرة باتيلي والضغط على الأطراف للقبول بها، مما يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الليبية.
كما أن وجود الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر الى جانب الجيش الوطني في الشرق، والتي صنفتها واشنطن بأنها منظمة إجرامية عابرة للحدود، يؤرق الأمريكان اللذين إعتادوا على الهيمنة الفردية على العالم وفرض رؤيتهم وأجنداتهم على الشعوب.
وهو ما أكده المسؤولون الأمريكيون في لقاءاتهم مع المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، زاعمين بأن دور فاغنر مزعزع للاستقرار، دون أن يتطرقو لوجود قوات تركية ومرتزقة سوريين وميليشيات تهدد السلم والأمن على الجانب الآخر في العاصمة طرابلس.
من جهة أخرى، ورداً على إملاءات واشنطن، كشفت مصادر مطلعة عن تحضيرات سرية للتسرب بشكل سلمي إلى طرابلس إلى أن يحين وقت السيطرة عليها، يقوم بها صدام حفتر قائد لواء طارق بن زياد مع أسامة الجويلي خلال النصف الثاني من شهر رمضان.
تحضيرات أكدتها مخاوف آمر اللواء 111 عبدالسلام زوبي (غرب) الذي إجتمع بآمر جهاز دعم الإستقرار غنيوة الككلي ووزير داخلية حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي.
وبحسب المراقبين، فإن حالة الإنسداد السياسي في البلاد التي جرتها إليها سياسات الأمم المتحدة التي تتحكم بها واشنطن، وإستعصاء حكومة في طرابلس بقيادة عبدالحميد الدبيبة وعرقلتها لإنتخابات ديسمبر 2021، هي التي ستسفر عن مواجهة عسكرية مرتقبة جديدة.
وبالتالي ستتحقق خطط الإدارة الأمريكية سواء بإنتخابات مصطنعة عبر مبادرة باتيلي أو بمواجهة، تُبقي على حالة الفوضى والوهن التي تعاني منها ليبيا.