السبت 5 أكتوبر 2024 04:35 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : سيزيف..صديقى ومثلى الأعلى

الكاتب الصحفي عبدالنبي عبدالستار
الكاتب الصحفي عبدالنبي عبدالستار

من بين عشرات الشخصيات الأسطورية الأغريقية توقفت كثيرا كثيرا أمام شخصيتين هما سيزيف وبروميثيوس , دائما أشعر أننى من سلالتهما، واننى امتداد لهما.
فسيزيف صديقى ومثلى الأعلى كان عنيدا، متمردا مثلى، رفض أن يكون من القطيع، تمرد على آلهة الاوليمب، أعلن عصيانه على أن تتحكم الآلهة فى ميلاده ووفاته طالبا أن يعيش للأبد، رافضًا فكرة الموت.
فقررت الآلهة الإستجابة له بشرط أن يحمل حجرا ضخمًا من أسفل الجبل ليضعه فوق قمته. ،وظل صديقى سيزيف يحمل الحجر وقبل أن يصل به إلى قمة الجبل يسقط منه، فيضطر للهبوط اسفل الجبل ليعيد حمل الحجر، ليتكرر المشهد دواليك، ليقضي عمره فى حمل حجر لم يستقر على قمة الجبل، وبالتالى لم يستفد من عمره الابدى، هكذا انا أحاول مرارًا الوصول إلى سقف احلامى دون جدوى.
أما صديقى الآخر بروميثيوس فأنا توامه، فقد اعتدت على التحدى،والعناد، والمخاطرة من أجل الآخرين مثله تمامًا، فإذا كان بروميثيوس قد تحدى الآلهة وسقط منهم النار لينير طريق البشر، ليخرجوا من الظلمات إلى النور، ويعرفوا الفنون.
وعاقبته الآلهة بأن يقيد بالسلاسل فى الجبل لتنهش الطيور الجارحة جسده، ليموت معذبا، ثم يخلق من جديد لينهش جسده من جديد.
وأنا أيضًا أشعر اننى ظللت طوال عمرى، معذبا دافعًا ثمن عشقى للآخر وايمانى بحقه فى الحياة.
ظللت طوال عمرى خليطا من بروميثيوس وسيزيف، نصف وزنى عناد وتحدي واصرار، أشعر اننى أواجه أيضًا آلهة النيل، أو من يتقمصون شخصية الإله الأسطورة.
لم اعش من أجلى، لم أعذب من أجلى، أشعر دائمًا اننى خلقت من أجل من حولى، من أجل الآخرين، هكذا انا وأعتقد اننى سأظل هكذا إلى آخر نبضة فى صدرى مثل صديقى سيزيف وتوامى بروميثيوس.

(وحسبنا الله ونعم الوكيل)