السبت 27 يوليو 2024 02:17 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

جرجس بشرى يكتب: أهمية دعوة الكنيسة للمشاركة فى التظاهرات السلمية لدعم القضية الفلسطينية

الكاتب الكبير جرجس بشرى
الكاتب الكبير جرجس بشرى

سعدت جدا ببيان صادر عن نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن " مطران نقادة وقوص ورئيس دير الملاك ميخائيل بنقادة ومُقرر لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس" يدعو في
أصحاب النيافة الأباء المطارنة والأساقفة لحشد ابناء الكنيسة للمشاركة في مسيرات اليوم الجمعة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتأييد القرارات المزمع أن يتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسي لحماية الأمن القومي المصري والتنديد بالجرائم التي ترتكبها دولة الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل ،وأنشر للقاريء العزيز بيان نيافته نصا كالتالي : [ أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء أبائي المطارنة والأساقفة والكهنة ؛ب عد تقبيل أياديكم و طلب الحل والبركة.. نظرا للأحداث الجارية التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق وقد انعكس ذلك بوضوح على كلمة صاحب القداسة البابا المعظم الانبا تواضروس الثانى في عظته الأسبوعية بخصوص الأوضاع الإنسانية المحزنة وقصف مستشفى الأهلي المعمدانى متحديين كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ،وتأييدا لموقف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص الأحداث الجارية في فلسطين، ورفض سيادته فكرة نقل الأشقاء الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ، وايماناً بدور الكنيسة الإيجابي على مر العصور ،فلذلك نرجو من نيافتكم الاهتمام والتشجيع للخروج في المسيرات والحشد الجماهيرى لأبناء الكنيسة بجميع فئاتهم الأباء الكهنة والخدام والشباب و الكشافة غدا الجمعة 20 / 10 /2023م الساعة الواحدة ظهراً لمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق و مناهضة الإعتداءات الغاشمة على الأبرياء والمدنيين ، ولذلك توجب علينا أن نقوم بنبذ العنف والتعبير عن رأينا بطرق سلمية ، و نصلى أن يحل الله بسلامه في العالم بأسره راجين من الرب أن يحفظ بلادنا الحبيبة مصر سالمة بصلواتكم وصلوات أبينا الحبيب صاحب الغبطة والقداسة البابا تواضروس الثاني ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية .
صلوات نيافتكم تسندنا
الأنبا بيمن ،مطران نقادة وقوص ،
ورئيس دير الملاك ميخائيل بنقادة ومقرر لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس ] .انتهى نص البيان ، ولعل المدقق في كلمات هذه الدعوة فلسوف يجد أنها تحمل رسائل ودلالات وطنية غاية في الأهمية والوطنية ,وأنني شخصيا اوافق عليها وأدعمها وأشجعها دون شرط ، حيث أن هذه الدعوة من الكنيسة القبطية الارثوذكسية تأتي إنطلاقا من دورها الوطني الراسخ والمشهود له في مساندة الدولة الوطنية المصرية ، ولتوجيه رسالة هامة ذات دلالات خطيرة لنفسية صانع القرار السياسي بدولة الكيان الصهيوني مفادها أن مخطط التطبيع الديني الذي تحلم به دولة الكيان الصهيوني أصبح تحت اقدام كل المصريين ، وأن سياسة إسرائيل في جعل إحتلال الاراضي الفلسطينية والتوسع في بناء المستوطنات واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية امرا واقعا ، سياسة غير مقبولة جملة وتفصيلا ، وما هي سوى أضغاث أحلام !!، ومن المؤكد أن مشاركة الاقباط مع إخوتهم المسلمين في التظاهرات والمسيرات السلمية المنددة بجرائم دولة الإحتلال والتي كان آخرها مجزرة مستشفى المعمداني بغزة ستكون بمثابة رسالة مدوية لدولة الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية والإتحاد الأوروبي ، بأن المخطط الذي يتم طبخه من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل بزحزحة سكان غزة الفلسطينية إلى سيناء المصرية مرفوض جملة وتفصيلا من كافة مكونات النسيج المصري الواحد ، ويجب التأكيد هنا على أن مشاركة أبناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية العريقة الذين هم ايضا ابناء مصر في هذه المسيرات لا يمكن أن يندرج تحت بند إقحام الكنيسة في السياسة ،كما يردد ويشيع بعض المغرضين !!! بل هي ضرورة مُلحة وعمل وطني خالص ، لان الكنيسة بقياداتها الدينية وشعبها هي جزء لا يتجزأ من الشعب المصري الواحد ، وأي محاولة لسلخ الأقباط و منعهم من المشاركة في هذه المظاهرات الداعمة للدولة الوطنية المصرية وترابها المقدس والقضية الفلسطينية تحت هذه المبرر السخيف والخبيث هي محاولة ضالة لمنع الوطن من قوة من اهم القوى الناعمة التي تمتلكها الدولة المصرية وهي ( الكنيسة ) ،كما أن محاولة عرقلة ابناء الكنيسة " كهنة وشعبا " عن المشاركة في هذه المظاهرات الإحتجاجية والمسيرات الحاشدة المنددة بجرائم دولة الإحتلال الصهيوني سيُضعف من قوة الرسالة السياسية الموجهة إلى العالم الخارجي وخاصة العدو الإسرائيلي والغرب ، وسيوحي للمجتمع الدولي والمصريين في الداخل ايضا بأن الأقباط سلبيين ويعيشون في عزلة وبمنآى عن مشاركة إخوتهم المسلمين في هموم الوطن !! وأن المصريين متفرقين وليسوا واحدا .. ، ولعل هذا المبرر السخيف الذي يقذف به البعض ابناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية وخاصة في مثل هذه الظروف ينطوي بلا محالة على مآرب خبيثة تستهدف إضعاف الوطن والكنيسة معا ،خاصة وأن هذه التظاهرات ليست فئوية ، فالتاريخ يوثق مشاركة كل المصريين في ثورة ١٩١٩ م ، وقيام الشيوخ بإلقاء الخطب في الكنائس ، والكهنة بإلقاء العظات من على منابر المساجد الأمر الذي أشعل الروح الوطنية في قلوب المصريين ضد الإحتلال ، ولم تكن يوما المشاركة من رجال الازهر والكنيسة " معا" في تظاهرات او مسيرات تتعلق بأمن وسلام وسيادة الوطن تدخلا منهما في السياسة ! ، ولم نسمع يوما من قال أن مشاركة رجال دين من الازهر والكنيسة في ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ م تدخلا في السياسة ، بل واجبا وطنيا وأخلاقبا ، وهل يستطيع احدا أن يقول أن مشاركة شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب ،والبابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية في بيان ٧/٣ الذي ألقاه الرئيس والقائد الوطني عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع بعد الإطاحة بالإخوان في ثورة ٣٠ يونيو المجيدة تدخلا من المؤسستين الدينيتين العريقتين في السياسة ؟!! ، وهل يُعتبر تنديد المؤسسات الدينية بالظلم الواقع على أي إنسان في اي مكان في العالم عملا سياسيا ؟!!!! ، كما نود لفت انتباه القارئء العزيز لنقطة غاية في الأهمية ،وهي أن مشاركة ابناء الكنيسة القبطية الارثوذكسية ( إكليروسا وشعبا ) في مسيرات وتظاهرات اليوم سوف تزيد بلا محالة من قوة وتأثير التفويض الذي سيمنحه الشعب المصري للرئيس السيسي لإتخاذ كافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية الامن القومي وخاصة في سيناء المصرية ،بعد تواتر دعوات من قيادات إسرائيلية تطالب بتهجير مؤقت !!! لأهل غزة إلى سيناء وهو المطلب الذي قوبل بالرفض من الرئيس السيسي والمصريين ، وبالتالي فإن مشاركة الاقباط مع إخوتهم المسلمين في هذه المسيرات سيعزز حتما ويدعم اكثر موقف القيادة السياسية في اتخاذ ما يلزم لحماية أمن مصر القومي ، ر ،وإنني من هنا ادعو لمؤتمر صحفي عالمي يبث على الهواء بكافة اللغات للرئيس السيسي وفضيلة الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الازهر ، وقداسة البابا تواضروس الثاني للخروج ببيان عاجل لدعم الوطن والقضية الفلسطينية في هذا الظرف الحرج الذي تمر به مصرنا الحبيبة ،والذي يتطلب تكاتف كافة المصريين أكثر من أي وقت مضى ،لان التحديات كثيرة وخطيرة ،ولكن كلنا ثقة في حفظ الله تبارك اسمه لمصر .
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها وازهرها وكنيستها من كل سوء