السبت 27 يوليو 2024 04:47 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودي يكتب :بين الغارة والغارة عشرات الغارات

الكاتب حسين السمنودي
الكاتب حسين السمنودي

أردت فى تلك المقالة وعبر تلك الكلمات البسيطة والسريعة .
أن أكتب عن مجازر الكيان الصهيوني الغاصب عبر صراعه الطويل مع الأمة العربية .
ولكن توقفت سريعا..وتساءلت بيني وبين نفسي.
كيف أكتب عن مجازر الصهاينة قديما .وفى هذه الٱيام يرتكبون فى اليوم والليلة عشرات المجازر؟!
وصعب جدا ما تراه العين. وتتألم النفس ويزداد القلب حزنا وغما وهما ..
وغريب أمر هؤلاء الذئاب والوحوش البربرية اللاإنسانية .
وعجيب تقاعس العالم بأسره عن ٱداء واجبه.
وكأن القاتل والمدمر إنسان ذو لحم ودم وإحساس..والمقتول حيوان جائر وجب التخلص منه بأي طريقة وبسرعة لم يسبق لها مثيل.
كل ليلة مجازر تقشعر لها الأبدان.
وضحايا أبرياء لا ذنب لهم لا من قريب أو بعيد غير أنهم بشر وعرب وفلسطينيون.
حقيقة كلما شاهدت مذبحة ورأيت دموع وجراح وٱلام ودماء الأطفال الأبرياء بكيت .
بالطبع بكيت ولكن بكاءا بلا دموع.وكأن الدموع تحجرت فى العيون وأبت ألا تنهمر من قسوة المشهد الفظيع القاسي .
من عدة ٱيام .خرجت من بيتي على صراخ النساء.. عندما خرجن فى الشوارع يبكين ويصرخن.. عندما قام الصهاينة بقصف مستشفى المعمداني بقطاع غزة .وتدميره على رؤوس من فيه ..
خرج الجميع يجري.. ولكن إلى إي مكان يتجهن لا يعرفن ..يتخبطن فى بعضهن البعض.من هول ما شاهدنه على شاشة الفضائيات ..
المناظر القاسية جعلتهم يفقدون أعصابهم ويصرخن .وكأن المصاب مصابهن .وكأن من قتل وأزهقت روحه واحدا من أبناءهن أو بناتهن أو جزءا من لحمهن ودمهن.
الأمر غاية فى الصعوبة والقسوة والجبروت واللاإنسانية من أناس تجبروا على كل شئ حتى رب العزة تبارك وتعالى..
أناس يشبهون البشر مازالوا يظنون بأنهم شعب الله المختار .وأنهم الجيش الذي لايقهر .وكأن الله تعالى إصطفاهم على غيرهم من العالمين ...
هؤلاء هم الحيونات البشرية من أوروبا وأمريكا والعالم أجمع.
يظنون بأنهم العالم المتحضر... والعرب وحدهم المتخلفون الغوغائيون الذين يجب قتلهم كما يقتلون الحشرات تحت أقدامهم.
وهم لا يعلمون أنهم سيفارقون تلك البقعة المقدسة إن عاجلا أو ٱجلا..بكل ذل وهزيمة وإنكسار ..
وإن لم تكن نهايتهم على أيدي العرب فى تلك الٱيام .فسوف يسخر الله لهم جندا من جنده يحبون الموت كما يحبون هم الحياة..
كل يوم وليلة..بين الغارة والغارة عشرات الغارات.
وتحت الأنقاض والركام عشرات الضحايا ومئٱت المصابين.
وبين الغارة والغارة عشرات المنازل يرقد تحت أنقاضها الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمساكين.
الوضع مؤلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
والوضع يسير من سئ إلى أسوء.
ولا حياة لمن تنادي .
ومازالت الجرائم ترتكب بدم بارد أمام مسمع ومرأى الجميع.
وتبريكات أمريكا وأوروبا والخونة أجمعين تعلو رٱياتهم فى التأييد لقطعان المستوطنين وجيش الإحتلال الغاصب ليفعلوا ما شاء لهم أن يفعلوه.
الصهاينة جمدوا حسابات العرب والمسلمين على صفحات التواصل الإجتماعي ومن يقف مع أهل غزة ومن يدعم الإنسانية ويدعم فلسطين حتى ولو بكلمة أو عبارة أو صورة .الكلمة للغرب لينشروا ٱكاذيبهم وروياتهم المفضوحة ليجعلوا غير العرب من كل إتجاه يرى الصورة من طرف واحد حسبما يريدون وبالطريقة التى يرونها تحقق أغراضهم...
كتب على العرب المعاناة ..
والقتل والتدمير.
كتب على العرب أن ترمل نساؤهم وييتم ٱبناءهم.وأن تضيع كرامتهم وأرضهم ..
المقتول عربي...والمذبوح عربي...
والمكلوم عربي.والدمار للعربي.والموت والتهجير والبكاء لابد وأن يكون للعربي..
أما غير العربي أيا كان فى طول الأرض وعرضها مادام يسبح بحمد أمريكا وإسرائيل ويلقي بكل القوانين الإنساتية وراء ظهره فهو حبيبهم.لايحجبون عنه ما يكتبه.وليفعل ما شاء له أن يفعله .فهو واقع فى دائرة الٱمان الصهيو أمريكية ..
مازلنا نحصد تخلفنا وتفرقنا ...
مازلنا نتخلف عن ركب التطور والحضارة والمدنية..
دائما وأبدا ..نجري وراء مايضرنا ولا ينفعنا فى دنيانا ...
نلهث جميعا ..ويلهث شبابنا كل يوم فى أن يهاجر إلى أوروبا وأمريكا والبلاد المتقدمة ..
يلهثون إلى حضارة مادية دنيوية فارغة من كل معان الروحانيات الربانية...
حضارة الغرب الخالية من الأخلاقيات وكل المواثيق الإنسانية ....
ويتركون حضارة الإسلام التى مزجت الدنيا بالٱخرة وجعلت الإخلاقيات هى المسيطرة على مكنون البشرية جميعا...
أخلاقيات الدين الإسلامي هى من ثوابت الدين...
حضارة الإسلام ملأت قلوب معتنقيه بالرحمة والسلام والٱمان والطمأنينة .
رحمة بالإنسان وأخيه الإنسان حتى ولو لم يكن من دينه...
رحمة تفوق أي شئ.
رحمة للإنسان والحيوان والطير ...
وتلك الأخلاقيات الراقية فى ديننا هى التى تمنعنا من عدم التعدي على الٱخرين .
وقدم الله تعالى لنا أمرا بأننا لا نعتدي إلا إذا أعتدي علينا.نحن أمة ترد الإعتداء وأننا لا نسرف فى الإعتداء على غيرنا حتى يرتدع وينته من محاربته لنا .
ولكن أعداؤنا لايفعلون ذلك.
ولا يرحمون إنسانا أو حيوانا أو نباتا ..
دمروا البنايات على رؤوس ساكينيها..
قتلوا الرجال والنساء..
مزقوا كل رباط..حرقوا الصغير والكبير حتى ألعاب الصغار..
ونتسائل فيما بيننا وبين أنفسنا وبصوت عال ...كيف يا أمي النجاة ؟!
..لا أستطيع...
لا أتصور أن يكون هذا هو المصير ...
وهل تعلمين ...أنهم لم يرحموا فينا القوى ولا الضعيف..
ولا الصغار والكبار.
لم يرحموا النساء والشيوخ والأطفال..
حتى الشجر ..والحجر .
والزهور.
حتى الأجنة فى بطون الأمهات..
انظري هناك ..بين الأنقاض..
وسط الدماء حجر فوق حنا وحجر فوق عبد الله.
وانظري هناك على مدد الشوف..كنيسة مهدمة وجامع مدمر .ومستشفي يقبع تحت أنقاضه الصغار..
ونتساءل هل من مغيث ينقذنا من هذا الهلاك..
دمعت العيون حتى جفت..
نحلت الاجساد من قلة ما أطعمت ..
هبت حولنا صراخات تنادي على أحمد وعيسي.
على محمد وموسي..
ولكن لا حياة فقد فارقوا جميعا الحياة.
سألت جاري ماذا حدث لك تحت الأنقاض.
قال باكيا خرجت بعدما أغمضت عيون أبنائي.مات الجميع.ولم يبق أي شئ..
وبقى العدو ومعه كل شئ.
يؤيده الغاصب مثله ويدفعه للإمام.سر فنحن معك ولك ماتريد.
وكأن العرب لا وزن ولا ثمن لهم.
كانت تلك صرخات من ضاعت حقوقه أمام أعين الجبناء ..ولن ينصرنا الله إلا إذا نصرناه..
وسوف تقف القيادة السياسية المصرية الحكيمة عن رأيها ..بأن سيناء لمصر وغزة للفلسطينيين.
ولن تقبل مصر أن تحل أي قضية على حساب أرض مصر..وصبر مصر لا ينفذ أبدا ..وهى أقوي من أي شئ.
مصر تتعامل مع شياطين الإنس ..من أهل الصهيوأمريكية فى العالم أجمع..معك بكلمة ..وأمام عدسات الكاميرات والمصورين والفضائيات بكلام ٱخر.وبداخل الغرف المغلقة فكل ما قيل فهو سراب وما يقال فى الغرف المغلقة هو الذي تنفذه الٱلة العسكرية الصهيوأمريكية .ولذلك تجمعت جيوش أمريكا والغرب وجميع المناصرين والمنافقين أمام سواحل فلسطين يتأسدون على النساء والأطفال والشيوخ.وكما هى عادتهم تدمير البيوت على رؤوس أهلها بدون تمييز ولا حياة لمن تنادي
..والكل فى النهاية يحاول جر مصر إلى معركة جديدة لكي يفعلوا ما خططوا له فى الماضي..وهناك قاعدة تقول ...إذا أردت أن تعرف الفاعل فانظر إلى المستفيد ..
والمستفيد من تلك الحرب هى إسرائيل..
وقد قال أحد عتاة الإجرام الصهاينة....كل أسرة تقطن فى سيناء فإنها تمثل علينا عبئا ثقيلا..
تخيلوا هم ..أي الصهيونية العالمية تريد أن تكون شبه جزيرة سيناء خالية من السكان والتعمير والتنمية ..
هكذا يريدون..ولذلك أرادوا جعلها بلدا بديلا للفلسطينيين فى عهد مبارك ولكنه رفض ذلك وأصر عليه إصرارا عنيفا وذلك عندما طلب منه (النت ياهو) قبل أن يتم تنحية مبارك بستة أشهر .وعند حكم الخائن محمد مرسي فى السنة المريرة والكئيبة التى حكم الإخوان فيها مصر طلب من محمود عباس نفس الطلب بأن يجعل سيناء وطنا بديلا ولكن أبو مازن رفض ذلك..وتكرر الأمر فى عهد الرئيس السيسي ولكنهم وجدوا حائط صد صلب وقوي حال دون ذلك.ووقف الشعب وما زال خلفه يؤيده ويناصره ويحمى ظهره ويقويه..فاشتد الدمار فى غزة على رؤوس أهلهاورفضوا الخروج وتصفية قضيتهم وضربوا ملحمة تاريخية فى الصبر والصمود بالرغم من كل الجراح.وبالرغم من تكالب أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان وكل المتٱمرين على الأمة العربية ..
وما زلنا ننتشل ضحايانا من تحت الأنقاض ..ومازلنا ندفن الشهداء كل يوم بالعشرات والمئٱت.وما زالت الديار تدمر على الأطفال ومازالت الكنائس والمساجد والمشافي والمدارس تنهار واحدة تلو الأخرى..
وما زال أهل غزة يصبرون ويتحملون واقعهم الأليم..
عفا الله عنهم ورحم شهداءهم وشفا مصابهم وانقذهم الله تعالى من براثن اليهود المعتدين والأمريكان المدعمين المانحين.والمنافقين من بني جلدتهم ودينهم وعروبتهم..عاشت مصر قوية صامدة أمام الغاصبين فى كل وقت وحين.وتحيا مصر ....

حسين السمنودي الغارة عشرات الغارات الجارديان المصرية