السبت 27 يوليو 2024 04:30 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : إلي متي يخرس العالم

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

تعجز الكلمات وتنتحب العبارات وهي تحاول وصف المجازر الوحشية التي يرتكبها المحتل الصهيوني النازي في غزة ، فإلي متي يخرس العالم الذي كنا نعتقد أنه متحضر، فما يحدث من قتل وترويع الأبرياء وهدم منازلهم فوق رؤوس ساكنيها بلا رحمة او شفقة ، من أجل تهجير السكان يحدث هذا في ظل منع الطعام والشرب والدواء والعلاج ، ان حرب التجويع والتعطيش ومنع المستلزمات الطبية ومطالبة بإخلاء المستشفيات والتهديد بضربهاو وقطع الكهرباء ومنع الوقود ، هي إبادة جماعية منظمة تحت بصر وسمع المجتمع الدولي العاجزعن إجبار كيان الاحتلال عن إدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين ، ويا للعار من تأييد ومساندة ودعم أمريكي وغربي لا محدود للعدوان ، وعجز وشلل عربي عن اتخاذ مواقف جادة وحاسمة لوقف هذه المذابح التي ترتكب بحق مواطنين عزل يقتلون كل ساعة ، إن التاريخ سيسجل هذه المأساة الإنسانية لشعب غزة ولن يرحم أولئك المتواطئون والساكتون والمتخاذلون ، كما سيسجل بسالة وشجاعة وصبر واحتساب الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وإيمانه بقضيته العادلة ، لقد فضحت هذه الحرب الغير متكافئة النظام العالمي الفاشل ، وأثبتت بما لا يدع مجال للشك أن منطق القوة هو السائد ، هناك مؤسسات اممية لا قيمة لها عاجزة وقوانين دولية لا تطبق ولا تحقق الحد الأدنى من حقوق الإنسان، ماذا تفعل دولة الاحتلال الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني من قتل منظم بالقنابل والصواريخ المهداة من امريكا ، ثم يخرج علينا سياسيون غربيون وامريكان مطالبين بحماية المدنيين وادخال المساعدات ، بعد ان امدوا القاتل الفاشي النازي بالسلاح ومليارات الدولارات دعم ، واحضروا الاساطيل غواصات وحاملات طائرات لحماية الكيان الصهيوني، فيا لها من سخرية إلي متي تخدعونا ام تخدعون انفسكم ، لقد سقط القناع واتضحت الصورة القبيحة لنظم حكم غربية وأمريكية منحازة بالكامل انحياز أعمي للقاتل المحتل ، لقد سحبت دول غير عربية محترمة سفرائها من إسرائيل احتجاجا علي مجازر غزة ، بينما نحن العرب الأشقاء عاجزين عن اتخاذ مواقف صارمة خوفا على المصالح المشتركة، فلتذهب المصالح الاقتصادية والسياسية إلي الجحيم ، فليس بعد الشرف والكرامة والعزة شيء ، سوف يظل الشعب الفلسطيني باقيا صامدا مهما بلغت التضحيات الغالية ، ولسوف يذهب المحتل المعتدى الغاشم ومعاونيه الى مزبلة التاريخ .