السبت 27 يوليو 2024 04:22 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودي يكتب : التغريبة الفلسطينية والممرات الٱمنة

الكاتب الكبير حسين السمنودي
الكاتب الكبير حسين السمنودي

إن سألوك عن العدل فقل مات عمر .
وإن سألوك عن الذل.فقل كيف بأمة مجرمة تعدادها على الأرض 9 مليون يتحكمون فى خير أمة أخرجت للناس تعدادها 2 مليار مسلم.
وإن سألوك عن الإنسانية فقل دفنت تحت الركام عندما عجز الإنسان عن دفن أخيه الإنسان.
منتهى الوحشية والجبروت.هؤلاء لانستطيع أن نطلق عليهم بشرا لا من قريب أو بعيد.هؤلاء قالوا عنا نحن العرب بأننا حيوانات على شكل بشر.ونحن الذين نقول ربنا الله.
هؤلاء قتلوا الكبير والصغير ولم يرق قلبهم لصرخات وأنين الضعفاء والمساكين لأن ذلك ليس فى قوانينهم.ولا يعترفون إلا بٱلة الحرب القاتلة والمدمرة.
الهم والحزن والكرب يسيطر على أهل قطاع غزة.تأتيهم المصائب والكوارث من البر والبحر والجو وهم صابرون وصامدون ومرابطون بكل إيمان.قطعوا الطعام والشراب والدواء حتى النوم من عيون الكبير والصغير ولكنهم لم يتزحزحوا عن إيمانهم بالله لحظة واحدة .الحمد الله الذي جعل لنا أمة من المسلمين يعلموننا الإيمان والصبر على البلاء والقوة التي ليس لها مثيل.هؤلاء الصهاينة القردة والخنازير جرائمهم فى حق أهل غزة وفلسطين لا تسقط بالتقادم وسوف يسئلون عن تلك الجرائم مهما كان.وهل يعقل أن تدمر المستشفيات فى كل مكان بدعوى أن أسفلها أنفاق للمقاومة .وما ذنب المرضى والأطفال والنساء الذين يقتلون فى كل لحظة .أصبح كل مكان هناك ليس بٱمان .الكل بلا إستثناء هدف للطائرات التى لا ترحم أحدا.أو الدبابات التى تطلق على كل شئ أمامها.أو القناصة الذين إنتشروا فوق أسطح البنايات يطلقون رصاصات الغدر على كل شئ متحرك تقع عليه أعينهم.الحرائق تلتهم الأحياء والأموات.الأصحاء والمرضى والأمطار هى الأخرى تطبق عليهم من كل جهة حولهم .مصائب وأزمات وإشكاليات فى كل شئ.لم ينقطع الأبرياء من دعائهم لله فليس لهم إلا إياه بعدما تركهم القريب والغريب وتكتلت عليهم الأمم لتمد يد العون والمساعدة لبني صهيون ليقتلوا ما بقي منهم على قيد الحياة.صرخات ودموع وٱلام وجراح ودماء وجثث أهل فلسطين فى كل الطرقات ومصابون لا يجدون من يحملهم ليضمد جراحهم .وإخوة حولهم جبناء وخونة وعملاء ومتقاعسين عن نصرتهم.يخافون أن تضيع مقاعدهم فى أوطانهم ويدخل الرعب فى قلوبهم خوفا من عدوهم الذي يهددهم فيبتعدون عن نصرة إخوانهم ولا يستمعون لٱلامهم وأستغاثاتهم.رحماك ربي بهم .يقفون بصدور عارية أمام بني صهيون .وامام القوة العالمية. تنزف أجسادهم وتتعفن جراحهم ولكنهم صامدون.يدافعون وحدهم عن أمة نائمة ميته متخاذلة ويتبرعون بدمائهم وحياتهم نيابة عن تلك الأمة العربية المسلمة الغافلة.ويحكم أمة الإسلام أليس فى الأمة رجل رشيد يستطيع أن يقول كلمة الحق ويقف فى وجه هؤلاء الصهاينة المجرمين الذين ضربوا بكل المواثيق الدولية والإنسانية عرض الحائط ولا يفعلون إلا مايرونه صحيحا من وجهة نظرهم الفاسدة .هؤلاء تحدوا كل شئ حتى رب العزة تبارك وتعالى.ولم يحترموا أحدا .ولم ترق قلوبهم لحظة واحدة لموت طفل او شيخا او إمرأة من ضحاياهم.دمروا الإنسان والإنسانية.مزقوا العهود والمواثيق الدولية.دمروا الشجر والحجر والبشر.أحرقوا الورود والبساتين .ٱزالوا كل خير كان يوما مطروحا للجميع.سفكوا الدماء قتلوا الأبرياء وتفننوا فى تشويه كل شئ حتى الأجنة فى بطون الأمهات.والجميع ينظر إليهم بصمت ولا يجرؤ على الكلام والبكاء.كثرت المؤتمرات والجلسات والمواعدات فى بلاد العرب والمسلمين .وتمخض بعدها الجبل فولد لنا فئرانا تتحدث فى الخفاء .ندين ونستنكر ونشجب كل قرار.ثم بعد ذلك يذهبون لديارهم ليناموا فى أحضان نسائهم من دون إحساس.وكأن الذين يذبحون أمام شاشات الفضائيات من أمة أخرى غير أمة العرب والإسلام.وكأن تهجير مئات الٱلاف وهم يسيرون من مكان إلى مكان على الأقدام ليسوا من بني حلدتهم وعروبتهم ودينهم.يضحكون علينا وعليهم ويقولون لهم أعددنا لكم ممرات ٱمنة .ثم يذبحونهم بلا أي رحمة او إنسانية .يصطادونهم كما يجهز الصياد على فريسته.والويل كل الويل لمن يجرؤ على حمل جثثهم أو النظر خلفه .بكت القلوب قبل أن تبكي العيون.وبات الوضع سيئا إلى أبعد مايكون.والأمة البريئة والضعيفة تشتكى إلى الله حالها.فقد باعها الجميع بأقل الأثمان.
وبكى الرجال قبل أن يبكى الصغار.وقل الشراب والدواء والطعام.وكثرت الجثث فى كل مكان .وعجز الجميع حتى عن دفن الأموات.ودمر كل شئ .الديار والمدارس والحدائق والمستشفيات.وباتت الأرض دمارا مابعده دمار .ولكنهم عجزوا عن تدمير الإرادة القوية التى يتحدون بها كل شئ.الٱن يضغطون على أهل غزة أن يرحلوا .ويكثفون الضربات على أهل الضفة بجنون ليس له مثيل.أهل غزة يفتحون لهم ممرات إلى الجنوب ويقولون وهم أكثر أهل الأرض كذبا ونفاقا وبهتانا أنها ٱمنة .وهى عكس ما يصفون .يريدون لهم تهجيرا ثانيا ليس لهم الحق فى العودة إلى أوطانهم.الأولى تهجير 48 .والثانية النكبة التى نحن فيها الٱن.يحاولون بكل الوسائل وبشتى الطرق إخراجهم من ذلك الوطن الأم إلى غير رجعة لتصبح فلسطين وطنا خالصا لبني صهيون المجرمين المخادعين.ولكن الله له معهم شأن ٱخر.فى كل تصريحاتهم يكذبون ويحيكون المؤامرات الخبيثة التى عندما ينتهون منها يجدوا من يسبح بهم وبحمدهم من المتعاونين لهم من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكل المجتمع الغربي المخادع المنافق.ولكن فى نفس الوقت قلوبنا تنزف دما عندما يعحز العرب وكل المسلمين فى كل بقاع الأرض عن نصرة هؤلاء الضعفاء حتى ولو بكلمة ودعاء صادقين يخرجان من قلوب الصالحين.ونتساءل ويتسائل معنا غيرنا من بني جلدتنا لماذا يفعل قادة البلاد العربية ذلك .
ونذكرهم... فلسطين ليست كالأندلس .عندما قامت الدنيا عليهم فقتلوهم عن بكرةأبيهم.وتحكم فيردناندوا وإيزابيلا فى مجريات الحرب على أرض الأندلس.ومن استطاع الهرب إلى المغرب نجا من الموت.ومن لم يستطع الهرب خيروه بين القتل او الإرتداد عن الدين.وهنا ضاعت الأندلس إلى غير رجعة وأصبحت ذكرى مؤلمة تؤرق كيان المسلمين.نذكرهم بما فعله الصليبيين فى بيت المقدس بفلسطين .والمذابح الدامية فى حق شعبها.حتى قيل أن من كثرة القتل صارت الدماء إلى مستوى صدور الخيول بعدما ذبحوا مئات الٱلاف من الأبرياء ومكثوا 400 سنة ولكنهم لم يستطيعوا تهجيرهم ولا القضاء على أهل فلسطين.نذكركهم بما فعله التتار على يد هولاكو المجرم السفاح الذي ذبح أكثر من مليون و800 ألف مسلم فى العراق فى شهر واحد وفعل الأعاحيب بأهلها وقضى على الخلافة العباسية.ولكن التتار لم يستطيعوا أن يمحوا أهل العراق من أوطانهم.نذكرهم بما فعله الأمريكان فى العراق وقتل مليون عراقي فى العصر الحديث ولكنهم لم يستطيعوا القضاء عليهم.نذكرهم بكل المجازر فى سوريا والصومال وليبيا واليمن وكل الأقطارالعربية .ونقول لهم إفعلوا ماشئتم واقتلوا ما يحلو لكم ولكنكم فى النهاية إلى زوال وسيبق أهل الأوطان فى أوطانهم.وستبق فلسطين عربية حرة أبية عليكم مهما فعلت وقتلتم وهجرتم .فلهم الجنة ولكم العذاب الأليم.لكم الله يا أهل فلسطين ونعتذر لكم عن كل تقاعسنا فقد خذلناكم .