دكتور رضا محمد طه يكتب : الألم المزمن....العلاج في النظام الغذائي


الألم المزمن هو حالة مرضية في حد ذاتها ومعقدة للدرجة التي لا يزال العلماء يسعون لفهم مسبباته. وفقا لمنظمة الصحة العالمية ينقسم الألم المزمن إلي فئتين الأولي وتسمي الألم الاساسي المزمن والذي لا ينشأ عن حالة طبية أخري او لا يمكن تفسيرها مثل الفيبروميالجيا او الألم اسفل الظهر، والفئة الثانية تسمي الألم الثانوي المزمن والذي ينجم عن حالة طبية كامنة مثل إلتهاب المفاصل او السرطان او الألم المرتبط بالتهاب القولون التقرحي.
و نظرا لصعوبة العيش معه فقد يصل الألم والمعاناة بالمصابين بحيث يستنزف ببطء طاقتهم العقلية والبدنية وقد يمرون بأوقات جيدة واخري سيئة فضلا عن صعوبة في ممارسة حياتهم وانشطتهم اليومية وقد يصاحبها تدهور في الصحة ومن ثم فقدانهم لوظائفهم، علما بأن الألم المزمن متعدد الأبعاد ويتاثر بالعديد من العوامل في نمط الحياة بما في ذلك النشاط البدني والنوم والسمنة والتدخين وتناول الكحول والاكتئاب والقلق والنظام الغذائي. ويعتبر قدرة النظام الغذائي علي التخلص من الألم أو تخفيفه من المفاهيم الواعدة والتي سوف تؤدي إلى نتائج مفيدة جدا للمرضى.
الأطعمة المضادة للالتهابات والمغذيات النباتية والتي تحتوي على مضادات الأكسدة ترتبط بصورة كبيرة بتقليل مستويات الالتهابات في جميع أنحاء الجسم، منها الأطعمة الغنية بالاحماض الدهنية واوميجا 3 مثل الأسماك والمكسرات والتي تحتوي على مضادات الأكسدة مثل التوت والخضروات الورقية ايضا التوابل مثل الكركم والزنجبيل جميعها تقلل الالتهابات ومن ثم تاثيرها في تخفيف الألم المزمن.
بالرغم من عدم وجود نظام غذائي او برنامج غذائي واحد يمكنه علاج الألم المزمن إلا أنه وكما كشفت الأبحاث عن ان الأطعمة المناسبة تعمل علي تعطيل الآليات البيولوجية التي تدعم الألم المزمن بالجسم وعليه تم اختيار النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط كأفضل نظام غذائي مضاد للالتهابات، ومن ضمن مكوناته مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الطازجة والتي تدعم ميكروبيوم الأمعاء وهذا الاخير يدعم تخفيف الألم المزمن.
في توصية عامة لفريق البحث نصحوا بتجنب الأطعمة المحفزة للالتهابات وتفاقم الألم المزمن مثل الكربوهيدرات المكررة والسكريات المضافة والدهون المتحولة والمشبعة. اما الجديد فيما طرحه العلماء لعلاج الالتهاب والألم المزمن فيتعلق ببرنامج غذائي قائم على الحمض النووي دي إن ايه DNA او البصمة الوراثية للشخص حيث يعتمد على الوراثة اللاجينية epigenetic والتي تبحث في الأساس عن التغيرات الناجمة عن التعديل في التعبير الجيني بما سوف يحدث ثورة في التغذية العلاجية.