دكتور كمال يونس يكتب : قرية خاوية


انتشرت السرقات ، كثرت الشكاوى ، ضج أهل القرية، ٱثروا الصمت ليسلموا ،خاصة بعد أن باءت محاولاتهم بالفشل لتوصيل صوتهم عن طريق أعيان البلدة اللاهين المشغلين بأعمالهم الخاصة ، إذ أولوهم ظهورهم، بل تفننوا في إطعام كلاب العمدة،ظن أهل القرية أنهم يفعلون ذلك كنوع من التكلف والنفاق ، غاب عنهم أن الكلاب لاتعض يد من أطعمها ،فأمنوا شرهم وساروا بحرية في شوارع القرية ، ناجين من نباح الكلاب عند مرآهم ، بينما لم ينج أحد من أهل القرية من ترويع بالنباح أو عضهم أو الاعتداء على طيورهم وحيواناتهم من حين لأخر ، لم يكن لديهم مايعطونه للكلاب، ترتفع أصوات النباح بكل بجاحة ليلا ونهارا، أسقطهم الأهالي من حساباتهم ، لم يأبهوا لهم ولالتماديهم في ظلمهم، اتفق الأهالي ،أجمعوا أمرهم على الرحيل الجماعي من تلك القرية،لم يلقوا بالا لذكرياتهم ولا ممتلكاتهم ، تاركين إياها لا زرع ، لاضرع لا أنفاس لإنسان، ،تنبح الكلاب في القرية الخاوية على عروشها العمدة والأعيان تملكهم الذهول متسائلين في دهشة عن سبب نزوح أهل القريةأو فرارهم الجماعي،متهمين إياهم بالجحود والنكران بعدما بذلوا أقصد جهدهم لتحقيق الأمن والأمان لهم، فاضطروا جميعهم إلى الرحيل قاصدين مكانا لايعرفهم فيه أحد، ولكن الكلاب النابحة الجائعة طاردتهم ،عضتهم ، ودارت رحي معركة كبيرة تبادل فيها الطرفان الضرب بالعصي الغليظة ،العض، فعقر من عقر ،ونفق من نفق.