السبت 27 يوليو 2024 04:50 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير وليد نجا يكتب : إستراتيجية الضغط القصوى في العلاقات الدولية

الكاتب الكبير وليد نجا
الكاتب الكبير وليد نجا

فن التعامل في العلاقات الدولية تحددة قوي الدولة الشاملة وكلما زادت قوة الدولة كلما زاد تماسك جبهتها الداخلية وبالتالى أنعكس ذلك على قوة تأثيرها على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي وكلما امتلكت الدولة قوي الردع كلما استطاعت أن تفرض سياستها في محيطها وتختلف القدرة من دولة إلى أخرى.
فالدول الكبرى تمتلك العديد من الوسائل والبدائل التي تمكنها من فرض سياستها عند التعامل مع الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية فالتعامل مع الأحداث فن و علم يتم تدريسة في الأكاديميات الجامعية والعسكرية وفق قواعد علمية وخطوات محددة تم وضعها عبر الخبراء والباحثين يتم من خلالها التعامل مع طبيعة الأزمات سواء كانت أزمات محلية ا و إقليمية أو دولية وتظهر عبقرية القائد و الدبلوماسي في تعاطية وتعاملة مع المعلومات المتوفرة في بنك المعلومات الموجود في إدارة الأزمات على مستوى الدولة أو أومؤسساتها و الذي يحوي كافة التفاصيل عند إدارة الأزمة وبة سيناريوهات استباقية للتعامل مع الأحداث وفق طبيعتها وفي كافة المراحل مع الأخذ في الاعتبار الخبرات السابقة من التعامل مع أزمات مماثلة.
وهناك عدة إستراتيجيات للتعامل مع الأزمات الدولية وقد أستخدم الرئيس الأمريكي السابق ترامب أستراتيجية الضغط القصوى في تعاملة مع إيران في ملف المفاوضات النووية عام ٢٠١٥ وفق الاتفاق الذي تم إبرام مع الدول الخمس وألمانيا مع إيران وقد انسحب الرئيس الإمريكي من هذا الأتفاق وأستخدم سياسة الضغط الاستراتيجية القصوى ضد إيران من أجل تفتيت جبهتها الداخلية وأسقاط نظامها السياسي دون الدخول في حرب عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة الإمريكية وإيران وقد تم استخدام القوة العسكرية ضد ازرع إيران العسكرية في سوريا ولبنان عبر إسرائيل وقد تم استبدال سياسة الضغط الإستراتيجي في عهد الرئيس بايدن لصالح الصراع السني الشيعي في اليمن بين إيران والمملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية اليمنية من أجل استنزاف إيران عسكريا وإقتصاديا وقد بذلت الدول العربية الكبرى دور بارز في عدم اتساع رقعة تلك الحرب وعملت علي التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران لوقف تلك الحرب المستنزفة لدول المنطقة.
ومع تصاعد الأحداث في الأراضي الفلسطنية منذ السابع من أكتوبر قامت الولايات المتحدة الإمريكية ببناء جسر جوي لدعم إسرائيل بالأسلحة والمعدات ومنعت المنظمات الأممية من وقف الحرب وبعد ضرب الموقع الإمريكي في الأردن اتهمت الولايات المتحدة الإمريكية الفصائل المدعومة من إيران بالقيام بتلك العملية العسكرية وقامت بغارات جوية في كل من العراق وسوريا واليمن وقامت إسرائيل بغارات في سوريا وشمال لبنان وفي خطوة استباقية قبل اجتماع جلسة محكمة العدل الدولية نشرت وسائل الإعلام مسودة قرار إمريكي سوف تقدمة لمجلس الأمن يتضمن هدنة مؤقتة و إدانة لما قامت به المقاومة الفلسطنية في السابع من أكتوبر واحتجاز الرهائن و الأسري وهنا لابد أن تستوعب حماس مايدور على المستوى الدولي وكيفية أستخدمها من قبل إسرائيل ضمن الزرائع والحج التي تعمل على الاستفادة من بقاء حماس وتمويلها من أجل الأستفادة من الانقسام الفلسطيني للتنصل من تنفيذ إتفاقيات السلام بين الفلسطنيين والإسرائيلين فلابد ان يستوعب الفلسطنيون مايحدث على المستوى الدولي ولابد ان تتوحد المقاومة مع السلطة الفلسطنية من أجل قيام الدولة الفلسطنية وتعمل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي على تقديم مشروع إلى الكنيست الإسرائيلي لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطنية وقد ناقش مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جزائري يدعو لوقف أطلاق النار الفوري في قطاع غزة لأسباب أنسانية ويتضمن مشروع القرار ضمن بنودة قرار برفض التهجير القسري و الامتثال إلى الأجراءات التحفظية وفق قرار المحكمة الجنائية الدولية وتتحفظ مندوبة الولايات المتحدة على المشروع الجزائري وتقدم مشروع قرار بديل يدين حماس ويضمن عدم مشاركتها في حكم غزة مستقبلا ويضمن وقف أطلاق نار مؤقت ويرفض التهجير القسري للمدنيبن ويطالب الأمم المتحدة بالتحقيق مع المسلحين وفق وصفها الذين قاموا بعملية السابع من أكتوبر وعبرت مندوبة الولايات المتحدة عن قلقها على حياة الأسرائليين المحتجزين في غزة وقلقها عن الفلسطنيين الذين دمرت منازلهم وتحدث في مجلس الأمن العديد من الأعضاء ومنهم من ندد بإزدواجية المعايير الإمريكية ودعمها غير المشروط لإسرائيل وترأي الولايات المتحدة أن مجلس الأمن يقف بهذا المشروع ضد الدبلوماسية التي تقوم في مجلس الأمن وتخمضت النقاشات في مجلس الأمن وفق التصويت إلى النتائج الآتية ١٣ صوت مؤيد وأعتراض الولايات المتحدة الإمريكية مستخدمة حق النقض الفيتو ومازالت الدول في مجلس الأمن تعبر عن استيائها من عدم قبول مشروع الجزائر أبرزهم دولة الصين وروسيا ٠
وفي الختام ان مايحدث من استخدام حق النقض الفيتو من قبل الولايات المتحدة الإمريكية ضد قرار وقف أطلاق النار في مجلس الأمن يؤدي إلى أعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لإستكمال مجازرها وأن هذا الرفض قد يؤدي إلى تطور الأحداث في المنطقة العربية وقد تتسع رقعة الحرب في المنطقة ولابد ان يتحمل مجلس الأمن مسؤليتة الأخلاقية لحماية الشعب الفلسطيني الأعزال وأصبح من المحتم ان يتوحد الفلسطنيين تحت راية واحدة من أجل إنقاذ فلسطين ومن أجل وضع حد للزرائع الإسرائيلية للتنصل من أستحقاقت السلام فالتاريخ لن يرحم الفلسطنيون في عدم توحدهم ورفعهم شعار فلسطين أولا وقبل كل شئ فلايهم من سيحكم فلسطين بل الأهم من سينقذ فلسطين.

72f86ed90fb2.jpg