الخميس 12 ديسمبر 2024 09:49 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : طيار امريكي اضرم النار في نفسه من أجل غزة

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

شاهد الجميع علي شاشات فضاىيات العالم الطيار في الجيش الأمريكي ارون بوشنل وهو يكب البنزين على نفسه ويشعل فيها النار أمام سفارة إسرائيل في واشنطن الاحد الماضي اعتراضا علي مساعد بلاده إسرائيل فيما تفعله من جرائم إبادة لأهل غزة ولما تصاعدت النار سارع بعض الحراس المسلحين نحوه وأشهر بعضهم مسدسه نحوه لا ادري ماذا كان يمكن لهذا المسكين أن يفعله وهو مشتعل عن آخره وفاضت روحه بعدما قضي ساعات بالمستشفى في حالة حرجة.
هذا الجندي الذي نأسف علي ما فعله بفسه وكنا نود لو أنه رفع لافتة تضامناً مع غزة ورفضا لسياسة بلاده والتي باليمين تمد إسرائيل بالسلاح والعتاد ومساندتها بكل الوسائل كي يستمر نتنياهو في نزوعه الاجرامي والانتقامي لتحقيق أوهامه ومجده الشخصي في إبادة الشعب الفلسطيني وباليد اليسري تصدر امريكا للعالم رغبتها في قيام دولة فلسطينية وأنها تحرص على حياة المدنيين وغيرها من الكلام الحق الذي يراد به باطل ولا يحرك ساكنا عند الإسرائيليين بل يزيدهم اسقواءا وطغيانا وكفرا بحقوق الفلسطينيين وبالتأكيد أن بوشنل رأي أن رفع لافتة وغيرها من الأمور المعتادة في تلك الحالات لن تجدي نفعا مع ذوي الجلد الميت الاحساس والذين تشكو نفوسهم الإفلاس كما عبر عن أمثالهم الشاعر نزار قباني.
ما الذي يدفع جندي امريكي للقيام بما قام به بوشنل سوي إنسانيته التي فاضت عن آخرها يوما بعد يوم منذ السابع من أكتوبر الماضي عندما يشاهد علي شاشات الفضائيات القتل والتدمير والتجويع للاطفال والنساء والشيوخ والتهجير القسري لأهل غزة الأمر الذي دفعه علي أن يبث مقطع علي منصة تويتس وهو يقول مرددا فلسطين حرة ولن اكون متواطئا في الإبادة الجماعية. إذن ما أكثر من هم علي فيض من الإنسانية مثل بوشنل في امريكا او دول العالم الأخري ونري منهم من يخرج في مظاهرات تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة ومحاسبة إسرائيل علي جرائمها لكن الدول الكبري وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية تضع المصالح والاعتبارات الشخصية في المرتبة الأولى قبل المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية ولم تكن الحرب الحالية علي غزة سوي اختبار سقط فيه ورسب بجدارة مدعي حماية الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.