دكتور كمال يونس يكتب: في خبركان
الجارديان المصريةاثنا عشر عاما قضاها مسافرا لأحد البلدان العربية ،رزق خلالها بولدين وبنتين ،كانت إجازته لاتتعدى الشهر والنصف كل عامين أو ثلاثة ،كان كريما مع زوجته وأولاده ،لم يدخر وسعا في التوسعة عليهم ، ليس هناك مايعكر صفو حياته غير الغربة ،متحملا إياها كي يوفر لأولاده حياة كريمة ،كان الجيران لايعيرونه أدنى اهتمام ،لم يستطع تفسير هذا الجفاء والفتور ،أرجعه لسفره الدائم ، التقى بأحد الشباب من أقاربه ،تفاجأ بانتقاله للعيش في نفس الشارع منذ عدة سنوات ، جلسا على أحد المقاهي، أسر إليه الشاب بعد أن أقسم بأغلظ الإيمان بأن زوجته على علاقة برجل يقيم معها بعد سفره إقامة شبه دائمة ،تخبر من حولها أنه أخوها، ولكنهم في قرارتهم لايصدقونها، ولو كان يعرفه لأتصل به بأية وسيلة حتى بخبره حقيقتها ،وأحزنه أن شرف وعرض قريبه وسيرته أصبح على كل الألسنة ،كان في ذهول ،ولكن لماذا يكذب علي؟،ما مصلحته؟،لقد أقسم بأغلظ الأيمان ،عارضا عليه أن يساعده في اكتشاف حقيقة زوجته،. أعلن انتهاء إجازته، ليلة وداعه ودعته الزوجة بحرارة أذهلته، خرج من البيت معه حقائبه ،وركب سيارة أجرة لتوصيله إلى وجهته. بعدها بيومين غير من هيئته ، ذهب للإقامة مع قريبه الذي كان قد أرسل زوجته لتقيم عند أهلها ببلدتهم لعدة أيام ، راقبا بيته و زوجته ، بالفعل وجدها ترافق رجلا غريبا في ذهابها وإيابها ، كان يبيت عندها ، انتظر فرصة دخولها إلى بيته ،فتح الباب بمفتاحه الخاص ،فاجأ زوجته وعشيقها في وضع حميمي ، تشاجر معهما ،استيقظ الأطفال والجيران ،لماذا تتشاجر مع شقيق زوجتك ،ليس بشقيقها ،لا أعرفه ، طلب شرطة النجدة ،عمل إثبات حالة ،اعترفت الزوجة والعشيق بجرمهما ، حكم بحبسهما ، كان قد اصطحب ولديه وبنائه للمختبر ،أجرى لهما فحص الحمض النبوي ،جاءت النتيجة نافية لأبوته، رفع قضية دعوى نفى نسب ،رفضت الزوجة إجراء التحاليل،كانت المحكمة أيضا قد حكمت المحكمة بتطليقها ، وإلزام جدة الأطفال لأمهم برعايتهم ، ونفقة معينة شهرية يدفعها الزوج لأطفال ليسوا من صلبه ، كيف سيتحمل النظر في وجوههم؟!!!! ،جن جنونه ،وقد اتفق المشايخ و القاضي الرأي على قاعدة الولد للفراش وللعاهر الحجر ، هكذا بكل بساطة ،أطاحوا بالعلم الحديث المستقر الذي لاخلاف عليه ، وغرق في دوامة قال فلان ،وأقر فلان ،يرى فلان ،والعلم في خبر كان،وسافر ولم ولن يعد.