السبت 4 مايو 2024 10:29 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : الإعلام يتجاهل رموز مصر ...الدكتور فاروق الباز

الكاتبة الكبيرة هند منصور
الكاتبة الكبيرة هند منصور

سأظل مصرة على ان الإعلام المصرى سواء مقرؤ او مسموع او مرئى او إليكترونى احد اسباب تغييب الشباب وعدم تقديم نماذج مصرية تصلح قدوة للأجيال الجديدة ..إعلام يقدم -بقصد او بدون قصد- نماذج تنشر ثقافة الفهلوة والسطحية الامر الذى انعكس سلبيا على سلوك واحلام الشباب ،الذى يحاصره الإعلام بنماذج سيئة وسخيفة وفقيرة فكريا ..

واتساءل هنا : كام مصرى يعرف تفاصيل عبقرية عالم بحجم الدكتور فاروق الباز ؟.. بل كم مرة استضافته القنوات المختلفة ؟

واكاد اجزم ان عدد قليل جدا من المصريين يعرف من هو فاروق الباز احد رموز مصر التى يتجاهلها إعلام عشوائى !
وحديثى اليوم عن العالم الدكتور فاروق الباز، وهو عالم مصرى أمريكى عمل فى وكالة ناسا للمساعدة فى التخطيط للاستكشاف الجيولوجى للقمر.
وولد العالم الدكتور فاروق الباز فى 2 يناير 1938م، فى مدينة الزقازيق، وهو من اسرة بسيطة الحال فى الزقازيق، التابعة لمحافظة الشرقية،
بعد ما إنتقل والده لظروف عمله فى قرية طوخ الأقلام، بمدينة السنبلاوبن إحدي مدن الدقهلية.
وحصل العالم الدكتور ، فاروق الباز. على شهادة بكالوريوس (كيمياء-جيولوجيا) فى عام 1958م، من جامعة عين شمس، بمصر.
ثم حصل على الماجستير فى الجيولوجيا. عام 1961م.
وفى عام 1964م . حصل الدكتور الباز على شهادة الدكتوراه، وتخصص فى الجيولوجيا الاقتصادية.
وقام العالم فاروق الباز برعاية عمل رواد الفضاء من جهة جيولوجيا القمر فى برنامج ابولو خلال السنوات من 1967 حتى 1972م، وفى خلال هذه السنوات احتل منصب سكرتير لجنة إختيار مواقع الهبوط على القمر، ورئيسا لمجموعة تدريب الرواد.
وتخصص تدريبه لرواد الفضاء فى إنتقاء عينات مناسبة من أحجار القمر بغرض إحضارها الى الأرض لتحليلها ودراستها. وأيضا تم
إختيار الدكتور الباز كمستشار علمى للرئيس المصري الراحل انور السادات فى مصر عام 1978م، وكلف العالم الباز بانتقاء المناطق ذات الاراضى القابلة للاستصلاح فى الصحراء دون تأثيرات ضارة على البيئة، ومنحه السادات وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى نظرا لخدماته المميزة.
وقد إمتاز الدكتور. الباز فى قدرته على تبسيط التعبيرات العلمية الدقيقة فى الاوساط الاعلامية، وانتخب الباز كعضو او مبعوث لما يقرب من 40 من المعاهد والمجالس واللجان.
ومما آثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي فى مصر، تغريدة للعالم المصري الباز الذي قال فيها،
"يبدوا أن هابى اله النيل قد أنهى إحتمال اى إقلاع مما يصل مصر من المياة. ياتى فيضان. كل عام فى يوليو وأغسطس. كنا نشعر به بذلك حتى فى دمياط بالقرب من ساحل المتوسط فى كل صيف. اتى مطر هذا العام غزيرا جدا واهدم جزءا من اعالى سد النهضة ليوصل المياة الى السودان ثم مصر والتى تحميها السماء".
وفسرت تغريدة الدكتور الباز من البعض على أنه يقصد أن الله لم يضيع مصر فى تلك الازمنة وان الشعب المصري سيتخطاها بإرادة الله.
كما مُنح الدكتور الباز الجائزة العالمية للأخلاق، ومن الفقرات التى هزت قلب الدكتور الباز عالم الجيولوجيا والذي شعر بعدها انه يبدأ مشواره العلمى من سنة اولى بعد الثمانين من عمرة، والفقرة من الخطاب السرى الذى ارسلته شانون فرينش، مديرة مركز إينامورى الدولى للأخلاقيات، وكانت مضمون الفقرة، " عزيزى الدكتور فاروق الباز" نود ان نعترف بقيادتك الاخلاقية العالمية البارزة فى عملك ضمن برنامج (ابولو 11) لاكتشاف الفضاء من أجل مصلحة البشرية جمعاء، وجهودك على كوكب الأرض لاستخدام تقنيات الاستشعار من بعد لإطلاق الموارد المائية للارض
العطشى؛ واطفاء النزاعات حول العالم، كما نعترف انكم أمناء على تعليم طلابنا كيف يمكنهم إحداث فرق دائم وإيجابى فى حياة الآخرين، لذلك، وقع الاختيار عليكم لنيل جائزة lnamori العالمية للاخلاق هذا العام 2018م،. كتتويج لمرور عشر سنوات على إنشاء الجائزة "
وهذا كان جزء صغير من حياة الدكتور الباز وانجازاته الرائعة والتى يجب ان نقتدى بها فى حياتنا ونعلمها لابنائنا كمثال وقدوة مشرفة، وهذه النماذج العظيمة يجب على إعلامنا المصري أن يضعها فى المقدمة لتعلن عن عظمة مصر وتصبح حافز كبير لأجيال الحاضر والمستقبل أيضا