الأحد 19 مايو 2024 06:34 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الصحفية والأديبة هالة فهمى تكتب : قبلة الحفيد.. وجائزة العمر!!

الكاتبة الصحفية هالة فهمى
الكاتبة الصحفية هالة فهمى

في أحلك الظروف النفسية التي مررت بها في حياتي والتي دفعتني لإعتزال الحياة الأدبية والثقافية إلا نادرا.. قررت بعد أزمة قلبية ناتجة عن تلك الحالة كسر تلك الشرنقة والخروج منها لحياتي واستئنافها مرة أخرى .. اتصلت بصديقي الغالي أحمد الجنايني الفنان الكبير وقد ربطنا فنه الإستثناء بعلاقة شفافة راقية لزمن طويل مبعثها التقدير والإحترام وفي زمننا الحالي يعز هذا كثيرا .
دعاني لحضور أمسية للإحتفاء بأحدث كتبه النقدية (مسرحة الفن التشكيلي.. عند سيد سعد الدين) وذهبت لأنني حقا أحب أمسيات جاليري ضي لما فيها دائما من وجبات ثقافية جادة ووجود الكبار في كل ألوان الفنون التشكيلية أو الأدب.. وكانت مفاجأتي عظيمة حيث أهداني صديقي الجنايني أحد لوحاته( العصفور والقطة) وكتالوج أحد معارضه التي أحببتها جدا ونسخة من كتابه.
هداياه أسعدتني جدا ولكن المفاجأة الأكبر كانت سيد سعد الدين الفنان العالمي وصاحب المعرض المقام في ضي هذا الرائع الكبير جدا المتواضع تواضع العظماء ممن تربى وجداننا على إبداعهم.. تحدث أحمد الجنايني الفنان الإستثنائي عن عملاق إستثنائي.. هذا الإنتقاء بسط أجنحة السعادة على الأمسية خاصة مع عمق ما قدمه الناقد في كتابه.. وجاء دور الفنان والناقد سامي البلشي فقدم دراسة تطوافية عن هذا المبدع الأهم.. وطبعا تخلل اللقاء حديث للمثقف الواعي مدير الندوة محمد حربي فقرأ قصيدة لعفيفي مطر تتماشى مع ما تطرحه المنصة من إبداع ثم كلمة للراحل العزيز عز الدين نجيب وبدأت المداخلات تتوالى وكانت كلمة هشام قنديل صاحب ضي كما أحب أن أناديه فقد أهدانا هذا المكان الراقي ليعيد للثقافة المصرية والعربية رونقها وبريقها.
وتحدث عن.. لماذا سيد سعد الدين بالتحديد وتكلم عن قدره الفني ومشروعه أو مدرسته التي سيخلدها التاريخ كخلود عمالقة سبقوه.
وسط كل هذه السعادة كنت أراقب الحضور فكانت بجواري فتاة مبتسمة سعيدة فخورة بأبيها الفنان ولكن فجأة وبدون ترتيب ركض طفل جميل ربما لم يصل للعاشرة من عمره ليطبع قبلة على خد سيد سعدالدين وتلاقت عين الحفيد بابتسامة الجد عاد ليجلس الطفل بجوار أمه ومازال شعاع الفخر والسعادة يشعل قلبي بحنيني لأحفادي.. قبلة الحفيد التي جعلت الفنان العالمي سيد سعد الدين ينتشي فرحا وسعادة.. جعلتني أعود لنفسي في لحظة واحدة .
نعم أعادني مصطفى حفيد الفنان الكبير لأحفادي .. تذكرت سعادتهم عندما يدخلون معي لحجرة المكتب ويجلسون على مكتبي ويعبثون بأقلامي وأرد في سعادة على الأسئلة البريئة لنور وعمر.
ضممت مصطفى لصدري فقد كان طاقة النور الإيجابية التي أعادتني طاقة كالتي تنير لوحات جده الغالي سيد سعد الدين فتنير وجدان من يشاهدها بهجة.. فقبلته أغلى من جوائز الكون وفخره هو طاقات النور التي جعلت من تلك الأمسية حالة لن أنساها.. شكرا لمصطفى وقبلتك على خد جدك .
ومحبة وتقدير لأحمد الجنايني على دعوته لي لأخذ نصيبي من السعادة مرتين مرة بهداياه ومرة بولوجي لعالم سيد سعد الدين العظيم.. والذي لابد أن تحيطك بحالة قد لا يعبر عنها القلم في حالة بصرية يجب أن تشاهد.

هالة فهمى الأديبة هالة فهمى مقالات هالة فهمى قبلة الحفيد الجارديان المصرية