الإثنين 20 مايو 2024 04:08 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الجذام وكيف انتشر في العصور الوسطى

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يعد الجذام أحد أقدم الأمراض المزمنة والمسجلة في تاريخ البشرية، ولا يزال منتشراً حتي يومنا هذا خاصة في اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية ، لذا يهتم العلماء بتتبع التاريخ التطوري والعوائل من الحيوانات والتي تصاب بهذه العدوي المشتركة وايضا طرق انتقال الميكروب المسبب لهذا المرض وهي بكتريا اسمها العلمي ميكوباكتيريوم ليبري M.leprae .
يصيب الجذام في الأساس الجلد والأعصاب المحيطة مسبباً إعاقات صحية شديدة إذا لم يتم معالجته. ينتقل المرض من خلال الرذاذ الذي يخرج من انف وفم الأشخاص المصابون عند المخالطة اللصيقة لفترة طويلة من الوقت، وظهور الأعراض يستغرق عدة سنوات (٣-٥) سنوات بسبب بطيء نمو البكتيريا المسببة للمرض. ومن أكثر الأعراض شيوعاً هو الشعور بالخدران والتنميل وفقدان الاحساس بالالم في عدة أماكن من الجسم بالأخص الذراعين والساقين ، ويحدث ضعف في العضلات وألم في المفاصل مع ظهور طفح جلدي وتقرحات ويصاحب ذلك تساقط الشعر في بعض المناطق خاصة الحواجب مما يؤدي إلى تشوهات الوجه.
عن دور السناجب الحمراء في انتقال سلالات من البكتيريا المسببة للجذام بمدينة وينشستر الإنجليزية في العصور الوسطى نشرت مؤخرا دراسة جديدة 3 مايو الجاري في مجلة Current Biology حيث لعبت السناجب الحمراء المستودع والمضيف لتلك البكتريا. ومن خلال تحليل التتابع الجيني لسلالة البكتريا تبين وجود تطابق وثيق لتلك السلالة مع السلالات البشرية القديمة من البكتيريا التي تواجدت في العصور الوسطى من نفس المدينة مقارنة بالسلالات المعزولة من السناجب الحمراء الحديثة المصابة ببكتريا الجذام.
من خلال تلك المقارنة أصبح من السهل للباحثين إعادة بناء احداث الانتقال لتلك البكتريا عبر الزمن، ومن ثم تسليط الضوء على الحيوانات المضيفة لبكتريا الجذام وأخذ الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون إنتشار الجذام إضافة إلى فهم عوامل الخطورة على استمرار المرض في الوقت الحالي بالرغم من الجهود المبذولة للقضاء عليه.
دكتور رضا محمد طه