الإثنين 20 مايو 2024 07:05 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ميرفت حشمت تكتب للجارديان : زواج المساكنة يدق ناقوس الخطر

الكاتبة ميرفت حشمت
الكاتبة ميرفت حشمت

*انتشر فى السنوات الأخيرة ما يسمى بزواج المساكنة، وهذا الزواج يقوم على علاقة زوجية كاملة، من دون أي أوراق رسمية، حيث يعيش كل من الطرفين في منزل واحد، ويلتقيان في أوقات يتم تحديدها، بناء على رغبة الطرفين، ثم بعدها يعود كل منهما إلى منزل أهله، وقد يتم غالباً الاتفاق على عدم الإنجاب، وهذا الزواج لم يكن موجودا من قبل، ولكن تم تصديره الينا من الغرب، ومن بعض الدول العربية على اعتبار أنه الحل الامثل لمشاكل الزواج، واختصار الوقت وتوفير الجهد والمال الخ الخ، مما يعانيه الشباب من مشقه مادية، حتى يصل إلى عقد قرانه، واصحاب تجربة زواج المساكنة يبررون هذا النوع من العلاقات، على أنها أمر شرعي يشبه زواج ملك اليمين،
لكن علماء الدين بمركز البحوث الاسلامية والأزهر الشريف، يرون أنه لا يجوز مساواة زواج المساكنة غير الشرعي بزواج "ملك اليمين"، الذي كان موجوداً في أوقات معينة، حفاظا على حقوق المرأة .

كما أن الإسلام يحرم العلاقات الجنسية غير الشرعية، ويحرم ما يشبهها من'الزنا'، ومن صورها ماسمى بـ«المساكنة» التي تدخل ضمن هذه
العلاقات المحرمة في الإسلام، وفي سائر الأديان السماوية، أيضا علماء النفس يرون، أن زواج المساكنة هو نوع من أنواع الشذوذ الأخلاقي المنحرف،
وما يلفت النظر أيضا ويدعو للقلق، ويدق ناقوس الخطر ، إشادة بعض رموز المجتمع المشاهير من النساء والرجال والشباب بشكل عام، من الفنانين وغيرهم، أنهم يدعمون نظرية زواج المساكنة بل ومنهم من خاضها بالفعل قبل زواجه، وهؤلاء ويرون أنها تجربة يقاس من خلالها نجاح العلاقه بين اثنين من عدمها قبل إتمام عملية الزواج الرسمية، لأنها توفر عليهم من وجهة نظرهم، الوقت والخلافات بعد ذلك، ولمعرفة ان زواجهم سينجح أم لا، ومنهم من لايمانع بفكرة زواج المساكنة وتطبيقها باعتراف منهم، سواء فى الصحف أو عبر لقاءات تليفزيونية.

وهو الأمر الذي يجعلنا أمام موضوع مثير للجدل، وفى غاية الخطورة، عندما يحاول بعض المشاهير نشره ودعمه فى المجتمع، دون النظر لأى اعتبارات أخلاقية، خاصة أننا فى بلاد عربية مسلمة، وأن ما يحاولون نشره أو ترويجه و تطبيقه على أرض الواقع ما هو إلا فاحشة وفسق و"زنا"صريح، ومخالفة للمعايير الاخلاقيه والدينية والعربيه الشرقية
فى الوقت الذي ينصف الله المرأة ويحفظ لها حقوقها وكرامتها بالزواج الشرعى ، والمرأة ان فعلت ذلك فهى من تتنازل عن حقوقها بمحض إرادتها، ظنا منها أنها عندما تقبل بزواج المساكنة، فإنها سوف تستطيع أن تقيم نجاح العلاقه بشكل عام وخاص بينها وبين الطرف الاخر، وإذا لم تنجح التجربة ولم تستقر العلاقة بينهما، فماذا يكون وضع الفتاة المساكنة إذن؟!

ما يحدث هو فقدان كرامتها، وإهدار حقوقها، ولن تنال من زواج المساكنة سوى العار والخزي فى أوساط المجتمع، وفقد كل ما لديها من كرامة وحقوق شرعية، بل وتساعد فى إفساد المجتمع وشبابه،
ومن خلال هذا المقال أطلب من الأجهزة المعنية بالوقوف ضد هذا الزواج المحرم شرعا، ومنعه بكافة الأشكال القانونية، للحفاظ على سلامة المجتمع من تفشي هذة الظاهره، أو قل الفاحشة، حتى لا يترتب عليه فساد شبابنا، وانهيار ماتبقى من قيم ومبادىء المجتمع .