السبت 27 يوليو 2024 04:21 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : فالتسقط القيود

الكاتبة الكبيرة هند منصور
الكاتبة الكبيرة هند منصور

كما خلقنا الله احرارا من كل قيود هكذا نريد الحياة بدون قيود
نريد أن نحيا احرارا. نطلق أفكارنا ومشاعرنا وقرارتنا. ومن حق كل إنسان مسئول أن يفكر ويقرر وينطلق ويخطئ، ثم يعود لإعادة حساباته ويصلح أخطأه من جديد فيتعلم من أخطأه.
لماذا توضع قيود وحدود تربط الإنسان ن وكأنه حيوان لابد من أن يضبط.
نحن نحيا بقيود تحت أعراف سائدة بدون الاقتناع بها.
_ لماذا نفتقد ثقافة أننا بشر ولابد من أن نخطئ ونتعلم من أخطائنا؟
_ هل خلقنا الله معصومين من الخطأ؟
بالتأكيد لا، لم يخلقنا الله كاملين بلا أخطاء ولا نقاط ضعف او عيوب، بل خلقنا بشر نصيب و نخطئ أيضا ونتعلم من أخطائنا.
خلقنا احرارا لنا الحق ان نحب ونكره، أن نقدم للآخرين عند ما تكون لدينا القدرة؛ ونرفض أن نقدم عند عدم قدرتنا على العطاء وبلا لوم.
لنا الحق أن نبحث عن سعادتنا أينما وجدت ولايقف أحد فى طريقنا اذا لم نتسبب فى أضرار للآخرين.
لنا الحق أن نقول لا للآخرين دون أن نشعر بالذنب ونُعاقب بالرفض.
لنا فرصة أن نخطئ ونتعلم من أخطائنا ونرجع عنها دون الشعور المميت بالندم، وكأن كل منا اله معصوم من الخطأ وخالى من نقاط الضعف !
_ لماذا لانحترم عيوبنا وعيوب الآخرين ايضا؟!
لماذا نُجبر على الحياة بازدواجية ونَجبر الآخرين ايضا على الحياة هكذا؟
لكى نجد قبول زائف ندفع فيه ثمن غالى وجهد مبذول؟!
الله كلى القدرة والمعرفة يعرف جبلتنا أننا من طين ومدرك جيدا ضعفاتنا ويحترمها جدا ويقدرها والا ما صنع لنا غفران مستمر!
فمن نحن! لكى ناخذ دور الله فى الحكم على الآخر ولو نظرنا لانفسنا وعلى ما لدينا من ضعفات؛ لرحمنا الآخرين
_ فمن من البشر معصوم من الخطأ ومن منا بلا ضعفات؟! ولكن للاسف الشديد تعلمنا أن من يخطئ يختبأ بذنبه، ومن لايصيب الهدف يحكم عليه بالفشل ويحيا منكس الراس، ويجتهد الإنسان طيل حياته أن يظهر كاملا بلا عيوب أمام الآخرين حتى وإن كلفه هذا الامر حياته! لكى ينال رضا الآخرين عنه، وينسي إنه خلق إنسان له نقاط قوة وأيضا به نقاط ضعف لابد أن يقبلها ويحترمها ويجيد التعامل معاها، ولكنه لسبب تخلف العقول وعدم قبول الآخر كما هو؛ فبدلا من أن يسخر طاقته فى أهداف خلاقه يفيد بها ذاته ومجتمعه! يستبدل هذا ببذل كل ما لدية من طاقة وجهد وفكر فى كيفية إخفاء ضعفاته وظهوره بأنه قوي بلا ضعفات وكاملا بلا عيب. ونجهل أن قبول الآخر كما هو بكل ما فيه من نقاط قوة ونقاط ضعف هو بمثابة شفاء حقيقي له من سقطاته او فقد اتزانه احيانا، وعامل مساعد على إنجازه ونجاحه.
قبول الآخر كما هو يساعده على إظهار افضل ما لدية من الخير والعطاء والنجاح؛ بدلا من ان يتفنن فى إعلان عيوبه فى الخفاء بينه وبين ذاته او إنكار عيوبه تمامآ، ويبدع فى إظهار قوته وقدراته الخارقة فى العلن لكي ينال القبول والإعجاب وينفق كل طاقته فى إعلان كماله؛ وذاته المميزة عن جميع البشر.
_ فلماذا لا نقبل بعضنا لبعض كما نحن ونساعد انفسنا على قبول ما لدينا من ضعفات والخطأ ونساعد الآخرين على التغلب على ضعفهم واخطائهم؟
_ ما هى الدروس المستفادة من خلال الخبرات السابقة التى تتمثل فى الانكار للضعفات والهروب من إظهار عيوبنا والشعور بالخزى من أخطأنا والاختفاء عن الأنظار حينما يكتشف الآخرين نقاط ضعفنا وسهواتنا؟
والى متى سنظل هكذا ولا نتعلم من فشلنا فى تجارب ليس لها ثمر حقيقي يشبع نفسنا ويشبع به من حوالنا ؟
الى متى سنستمر فى الزيف والحياة المزدوجة لكى نقبل ونستطيع التفاعل مع بشر لا يعرفون قيمة الصدق والنقاء والحق ولا يقبلون انسانيتهم كما خلقها الله بل يريدون أن يحيون الهه على الأرض؟
_ هل هى الحياة هكذا؟! وهل هذا هو هدف الله من خليقته؟! والى متى نحتمل هذا العناء؟

هند منصور مقالات هند منصور القيود زيف الحياة الجارديان المصرية