الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب.. السودان حكاية لا تنتهي فمن يستيقظ مبكرا يحكم..!


ذلك ما يرويه التاريخ لنا ومن يقرأ التاريخ جيدا تتأكد له تلك المقولة " من يستيقظ مبكرا يحكم " رغم قساوة تلك الكلمات فتلك هي الحقيقة فمنذ إنفصال السودان عن مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ١٩ ديسمبر وإعلان البرلمان السودان كدولة مستقلة بعد إجراء الإستفتاء العام كدولة مستقلة وقد أعلنت جمهورية السودان رسميا في ١ يناير ١٩٥٦م لم تهدأ الأوضاع في السودان والأمور تسوء من سيء إلى أسوء بفعل الإنقلابات العسكرية المتكررة ، وهذا ما يحزن القلب والوجدان المصري كون أن السودان جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصرى فأمن مصر يبدأ من السودان وانطلاقاً من مسئولية مصر تجاه جيرانها وخاصة السودان فقد إستقبلت مصر العديد من المهاجرين واللاجئين الفارين من الصراعات المسلحة ، واليوم تستمر مصر في دورها الريادي وعقدت مؤتمر تحت عنوان " معا لوقف الحرب في السودان " حيث عقد بالأمس مؤتمر القوى السياسية المدينة السودانية بالقاهرة حول مستقبل السودان في ظل الأحداث الجارية ، ولكن ما يثير علامات الإستفهام هو غياب أطراف الصراع ذاته ، فأين هي الأطراف المتصارعة ؟ التى تسببت في تلك الفوضى والصراعات المسلحة التي قضت على الأخضر واليابس فى السودان الشقيق وأفضت إلى حدوث المجاعات الإنسانية والهجرة الجماعية إلى مصر ، ومن هنا نبدأ الحكاية بطرفين كل منهما يريد أن يحكم السودان وكان ليس للشعب السوداني الحق في اختيار حاكمة فمنذ عامين تقريباً كان هناك شبه إستقرار بوجود مجلس سيادى مؤقت إلى جانب القوى السياسية المدينة السودانية وكاد أن يقترب السودان من الإستقرار السياسي ورفع إسم السودان من قوائم الدول الداعمة للإرهاب بعد رحيل عمر البشير بعد أن ثار الشعب السوداني عليه ، ولكن للكرسي ذهوة وبريق أغرى أعضاء المجلس السيادى فإنقلبوا على شرعية قوى الشعب الذى ثار لينعم بالحرية والديمقراطية ، ولكن رغم ذلك إنقسم أعضاء المجلس السيادى على بعضهم البعض للإستثار بالسلطة ، فإنقلب قائد قوات الدعم السريع حين طلب منه ضم قواته داخل قوات الجيش النظامي من أجل توفيق أوضاعها الأمنية ومراجعة جنسياتهم هل سودانية أم جنسية أجنبية وكانت المفاجأة فى رفض قائد قوات الدعم السريع الذى لم يكتفى بالرفض فقط و إنما قام بقتال قوات الجيش النظامي ، ومن هنا بدأ الصراع المسلح المستمر إلى الأن والذي أوصل السودان للحالة التي نحن عليها الأن، وهنا كانت محاولة مصر الأخيرة لجمع شمل القوى السياسية المدينة السودانية التى غاب عنها القوى المتصارعة سواء قوي الجيش النظامي بين قوسين المجلس السيادى بقيادة عبد الفتاح البرهان ، وكذا غاب عنها قوى الدعم السريع بقيادة حميدتى
-فى النهاية نرجوا من الله أن يوقف القيادة السياسية المصرية في مسعاها فى جمع الشمل السودانى ورأب الصدع .