الأحد 13 يوليو 2025 10:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : على هامش الحوار الوطني) السياسة والعمل الحزبى

الكاتب الكبير حسن سعد حسن
الكاتب الكبير حسن سعد حسن

كثر هم من يتحدثون فى السياسة ،وقد ارتدوا عباءة السياسى الذى يستمع له كل من أراد معرفة قواعد اللعبة ،ومعرفة قواعد تحرك كل قطعة فيها ،ولكن قليل هم من يفهمون قواعدها ،وأصولها، وأخلاقياتها ،وأهدافها
الحقيقية إن ما حدث فى ( ٢٥يناير ٢٠١١) جعل الجميع يتابع فى شغف، وخوف ،وقلق خوفا على مستقبل الوطن لما يدور ويسأل إلى أين المسير ؟!
وسرنا، وتم تصحيح المسار فى ٣٠ يونيو
ولكن السؤال على تحدث الجميع فى السياسة ؟
بلا شك نعم حتى من حرموا على أنفسهم الولوج فيها من قبل هذا ،ولكل مأربه، ولكن هل كان الجميع يفهم، ويدرك قواعد اللعبة؟
بلا شك لا
إذن فيما كان الجدال ؟
الإجابة كان الجدال، واللغو حول حقيقة ما يجرى ،ومن مع من، ومن ضد من ،وتحول الأمر إلى مكلمة رخيصة من البعض عبر الفضائيات المصرية وغير المصرية (سبوبة)، ومن خلال بعض الصحف ،وقد شروهم بثمن بخس ،وكانوا فيهم من الزاهدين .
،وتحولت قواعد اللعبة التى تقوم على الإتفاق، والإختلاف إلى مبدأ المحبة ،والكراهية، وهذا مالا يعرفه عالم السياسة .
الأمر الأعجب، والعجب العجاب هو كشف ضعف عدد كبير من الأحزاب التى كانت قائمة رغم وجودكوادر سياسية بها قادرة على (أحزاب ما قبل ٢٥ يناير ٢٠١١) فعل الكثير ،ولكن لأسباب عدة قبل هذا التاريخ (٢٥يناير ٢٠١١) ضعفت، واستكانت ،وعندما حانت لحظتها للعب الدور الوطنى لم تستطع (بعض الأحزاب) القيام بدورها الوطنى الحقيقى فكان ما كان وتم تصحيح المسار كما قلت من قبل فى ٣٠ يونيو
السؤال أين دور بعض الأحزاب السياسية فى الشارع المصرى؟
أين دورها فى تأهيل الشباب لممارسة العمل الحزبى تلك الحاضنة الشرعية ،والمشروعة، والمصنفة ،والفارزة، والمؤهلة؟!
وأين دور بعض تلك الأحزاب فى مساندة الدولة فى تقديم الدراسات ،والأطروحات، و وجهات النظر فى مختلف القضايا التى تواجه الدولة كالتعليم والاقتصاد ،والثقافة، والمواطنة ،وقبول الآخر بدلا من توجيه اللوم ،والنقد دون تقديم الحلول ؟!
اين قوة بعض تلك الأحزاب فى ممارسة العمل السياسى المشروع ،والمشرع لها أين كوادرها، وشبابها الذى تعده للانتخابات المختلفة.؟!
أين صحف بعض تلك الأحزاب من تعريف القارىء بما عليه ،وماله؟!
فقد كانت بعض الصحف قبل( ٢٥يناير )مدرسة حقيقية تعلم ، وتؤهل .
أين بعض تلك الصحف من إفراد صفحات تكتب بأقلام الشباب ما تراه من آراء وطنية تفيد ،ولا تضر، ونقد بناء؟!
أين تلك بعض الأحزاب، ورجالها من التصدى للتطرف ،والإرهاب؟!
الحقيقة أن الأحزاب السياسية مطالبة بالوقوف صفا واحدا متراصا ،مترابطا ومرابطا خلف القيادة السياسية فى تلك المرحلة التاريخية من عمر الوطن ، وذلك للخروج من المشكلات التى باتت تواجه الوطن من قضايا داخلية، وقضايا خارجية مصيرية لا تقبل التهاون، أو السير على نهج اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون .
إن الولوج فى عالم السياسة ليس نوعا من التر ف ،أو (البرستيج) وليست نوادى للقاءات، والدردشة فيما لا طائل منه ،والنيل من هذا، والتحدث عن ذاك .
بل عمل وطنى يستحق التقدير ،والاحترام من أجل مصلحة الوطن، وليس للمصالح الحزبية الضيقة التى هى من حق الأحزاب، ولكن الأهم فالمهم ،والأولوية للوطن
أتمنى أن يناقش كل ما قدمت ،وأكثر فى الحوار الوطنى الدائر من أجل مصلحة الوطن العليا ،وليس من أجل المصالح الحزبية الدنيا .