دكتور رضا محمد طه يكتب : هشاشة العالم المبني علي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات


عطل تقني عالمي حدث أمس ونتج عنه انقطاع خدمة ميكروسوفت لتحديث شركة الأمن السيبراني وهي واحدة من أكبر شركات أمن المعلومات والاتصالات ، ونتج عن هذا الخلل التقني أربك العالم وتسبب في فوضى كبيرة تمثلت في تعطيل حركة المطارات وإلغاء مئات الرحلات الجوية وانخفاض في البنوك والبورصات وخسائر بالمليارات.
هذا ومن خلال الاعتماد على تقنية المعلومات والاتصالات أصبح من الواضح والجلي الهشاشة التي ينبني عليها التسارع التقني وإن نجح في تغيير الكوكب وتغيير عقول البشر وعاجزين عن الانسلاخ منها أو التفكير بدونها وجعلتهم أيضاً متورطين والوقوع في فخ نظم معقدة تحكمها نظم أخري تعمل بمعزل عن بعضها وفي نفس الوقت تتفاعل في ما بينها ونتيجة لهذا التفاعل بأساليب غير متوقعة ومن ثم يمكن لذوي النفوس الضعيفة أو الخبيثة وكذلك أصحاب الشركات الغير سوية أن تستولي علي أموال أو تدمير اهداف عالمية.
في العام 2016 برمجية تسمي "ميراي Mirai" نجحت في الإطاحة باجزاء ضخمة من شبكة الإنترنت وتعطيلها علي مدار علي مدار عدة ساعات واستهدفت في تلك الأثناء الأجهزة المتصلة بالإنترنت وبالخصوص الأجهزة الغير مؤمنة بصورة كافية من كاميرات الأمن وحتي مسجلات الفيديوهات الرقمية وانتقلت عدوي ميراي واصابت نصف مليون جهاز لذا نتج عنها تخريب كبير ، لكن هذا الخراب يعد جزء صغير مما تسبب فيه 2010 فيروس "ستوكسنت Stuxent" حيث تم رصده داخل نظم التحكم الصناعي الخاصة بالمحطات الكهرومائية وخطوط التجميع واعتبر سلاحاً عسكريا سيبرانيا يهدف في الأصل أجهزة الطرد المركزي التي تنتجها شركة سيمينز كي يحدث انفجار إذا ما صادف منشأة تضم عدداً من الماكينات وخاصة نطانز Natans النووية في إيران حيث يعتبرها الغرب ركيزة برنامج تخصيب اليورانيوم ، كل ذلك ولم يتم التوصل إلي هوية ومصدر والمسؤول عن هذا الفيروس وكذلك من المسؤول عن برمجية ميراي. وهذا يعكس مدى الهشاشة التي ينبني عليها حياة البشر التي تعتمد علي برامج وتكنولوجيا قد تتسبب في توقف وشلل في حركة ونشاط البشر.