الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : (عمار بن ياسر ) رضى الله عنه


صحابي جليل كان من موالي بني مخزوم وهو من السابقين الأولين الي الإسلام ، حيث أسلم مع صهيب بن سنان في ساعة واحدة في دار الأرقم بعد بضعة وثلاثين رجلا ، وقد اسلم كذلك ابوه ياسر وأمه سمية واخوه عبدالله ، ولما كان عمار من الموالي في مكة ولم تكن له قبيلة تمنعه، فقد استضعف هو وأهله وعذبوا ليتركوا دين الاسلام وشدد الكفار العذاب على عمار ـ رضي الله عنه بالحر تارة ، وبوضع الحجر علي صدره أخرى، وبغطه في الماء حتى كان يفقد وعيه، وقالوا له : لا نتركك حتى تسب محمدًا، أو تقول في اللات والعزى خيرًا (أصنام يعبدوها)، فوافقهم على ذلك مُكْرَهَا، وكان النبي يمر بعمار وأهله وهم يعذبون فى مكة ولا يستطيع ان يدفع عنهم العذاب فيقول صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ، وهاجر عمار بن ياسر الي يثرب ونزل علي مبشر بن عبد المنذر ، وآخي النبي بينه وبين حذيفة بن اليمان ، وكان لعمار مكانته الرفيعة عند النبي محمد، فقد روى أنس بن مالك عن النبي محمد قوله: ثلاثة تشتاق إليهم الجنة: علي وسلمان وعمار، وروى علي بن أبي طالب أن عمارًا استأذن على النبي محمد، فقال: "من هذا؟"، قال: «عمار»، قال: "مرحبًا بالطيب المُطَيَّب" ،كما روي حديثًا عن حذيفة بن اليمان عن النبي محمد، قال فيه: "اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد "، وروي أن أحدهم عاد عمرو بن العاص، وهو في مرض موته، فقال: (إني لأرجو أن لا يكون رسول الله ﷺ مات يوم مات، وهو يحب رجلاً فيدخله الله النار)، فقالوا: (قد كنا نراه يحبك ويستعملك)، فقال: (الله أعلم أحبني أو تألّفني، ولكنا كنا نراه يحب رجلاً عمار بن ياسر)، قالوا: «فذلك قتيلكم يوم صفين»، قال: قد والله قتلناه، وذكر خالد بن الوليد أنه كان بينه وبين عمار كلام، فأغلظ له الحديث، فشكاه عمار إلى النبي محمد، فقال رسول الله):من عادى عمارًا عاداه الله، ومن أبغض عمارًا أبغضه الله،( فقال خالد :خرجت فما شيء أحب إلي من رضا عمار، فلقيته فرضي، كما روى عبد الله بن مسعود وعائشة بنت أبي بكر عن النبي محمد قوله: ما خُيّرَ ابن سمية بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وشهد عمار مع النبي غزواته كلها وبيعة الرضوان، وبعد وفاة النبي شارك عمار في حروب الردة واستبسل يوم معركة اليمامة ، ولما اشتد القتال ورأي تأزم الموقف فاعتلي صخرة وصاح: يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون انا عمار بن ياسر هلموا إلي ، وقد قطعت أذنه يومئذ، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب ارسله عمر واليا علي الكوفة ثم عزله ، وبعد مقتل عثمان بن عفان انحاز عمار الي جانب علي بن ابي طالب وشارك في حربه مع معاوية بن ابي سفيان ، فشهد موقعة الجمل ثم موقعة صفين التي استشهد فيها وهو يقاتل بصفوف جيش علي بن أبي طالب ، في صفر في العام السابع والثلاثين من الهجرة عن عمر 93 سنة وهو شيخ طاعن في السن وبيده حربته ، رحم الله عمار بن ياسر رضي الله عنه وعن رسولنا الصادق الأمين .