الأحد 8 سبتمبر 2024 10:06 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي الحسين عبدالرازق يكتب : داخل الحرم الجامعي!

الكاتب الصحفي الحسين عبدالرازق
الكاتب الصحفي الحسين عبدالرازق

لم يقبل الطالب "مرجان" أن يرتفع صوت زميله في وجه معلمته، فنهره قائلاً ، "عيب كده يا محمود، إنت في الحرم الجامعي ... عبارة كانت كفيلة بإلجام لسان الطالب وإلزامه بالتأدب في حضرة الأساتذة، كان هذا مشهد من فيلم كوميدي شهير للنجم عادل إمام"الله يبارك لنا في عمره"، لقد أدرك مرجان أحمد مرجان أهمية إحترام الطالب لأماكن تلقي العلم، وضرورة تبجيل المعلم، فكان هذا مدخله لإفهام طالب شاب، ربما تنقصه الخبرة، أو الإلمام بما ينبغي عليه فعله داخل الحرم الجامعي، حيث يشمل هذا الحرم، الأرض التي تقع عليها الكلية والجامعة، وجميع ما يتصل بها من مباني تابعة، كالقاعات والمكتبات، مساكن الطلبة والطالبات، وأماكن انتظار السيارات ... سائني ما شاهدته خلال حفلات التخرج الأخيرة، من رقص الشباب والبنات علي أغاني المهرجانات! كلمات نابية، وموسيقي صاخبة، وحركات غريبة مستهجنة، لا تليق بأخلاقنا ولا بقيم مجتمعنا! رأيناها، وانتقدناها بقدر ما سمحت المساحة، ومالبثنا أن انشغلنا بأمور أخري، ربما أهم وأجدر من رقص الشباب، وتمايل الفتيات داخل وأمام الجامعات! ثم أتي الفيديو الأخير، والذي نسأل الله تعالي أن يكون هو الأخير في عمر تلك الظاهرة المثيرة للإمتعاض ! طالب يخرج ليتراقص علي ضجيج أغاني المهرجانات داخل الحرم الجامعي، أمام أعين معلميه من الأفاضل والفضليات، فهل هذا لائق؟ وهل لنا أن نقبله؟! أنا شخصياً لا أقبله، أشجبه، وأرفضه، وأدينه، وأستهجنه وأسجل اعتراضي عليه من أوله لآخره، ولكني للإنصاف أقول، لم يكن الطالب وحده هو المخطئ، فنحن أيضاً مخطئون، لقد أخطأنا حين سمحنا بأن تصدح أغاني المهرجانات بين جنبات الجامعات، وأخطأنا من قبلها، حين تغاضينا عما رأيناه في "بعض" السناتر، من رقص للمدرسين أمام الطلبة والطالبات، متغنين بكلمات المناهج بعد أن لحنوها و طوّعوها، أوميعوها، ولقنوها لأبنائنا علي طريقة "العلاج بالرقص والموسيقي"التي استخدمها التمرجي بخيت"رياض القصبجي"، مع المونولوجيست جميز "إسماعيل يس"، في فيلم كوميدي قديم اسمه المليونير! إن الذين رقصوا اليوم في الجامعة، هم من تغنّوا بالأمس في السناتر!
لسنا معادين للفرحة، ومفيش فرحان في الدنيا زي الفرحان بنجاحه، علي قولة أغنية عبدالحليم حافظ الله يرحمه من ٦٢ سنةفاتوا في فيلم الخطايا، وبالمناسبة كان بيغنيها في الجامعة، ولكن شتان مابين فرحة الناجحين زمان، وبين ما نراه الآن!
حفظ الله بلدنا، وأعز قائدنا ونصرنا