د. بهاء درويش يكتب : الإخلاص معيار النجاح في الحياة (٣)


استكمالًا لمقال الأمس قد يبادرني متسائل بأن المعيار الذي وضعته للنجاح في الحياة لا يكفي. فاتباع الإخلاص في الحياة الدنيوية في كل قطاعاتها مع الحذر لا يعني أن الفعل بالضرورة فعل خيّر. إن معيارك يفتح المجال لأفعال شريرة تجعل منها طريقًا للنجاح.
"تُخلص" إسرائيل- على سبيل المثال- أيما إخلاص في الاعتداء على المدنيين الآمنين "وتحذر" الخيانة وتحافظ على أسرارها العسكرية. هل نطلق على هذا نجاح؟ وفقًا لمعيارك الذي حددته في مقالك السابق- الإخلاص مع الحذر- فإن هذا نجاح.
الرد على هذا أننا ربطنا الفعل بالكرامة بمعنى أن الفعل الذي لا تقبل أن يُفعل لك، لأنه يضر بك، وموجه ضدك توجيهًا مقصودًا لا يمكن أن يكون فعلًا لشخص لديه كرامة لأن من لديه كرامة لن يقبل أن يفعل به ذلك والاتساق يحتم عليه ألا يقبل على الآخرين ما لا يقبله على نفسه.
يكفي للنجاح في الحياة أن تخلص في علاقاتك مع نفسك وغيرك وتحذر كل ما يُعيق مسارك ومسيرتك. ينطبق هذا على الفرد والمؤسسات والمجتمعات. لقد كتبت "يكفي" التي قد تعطي معنى القلة، ولكن عند محاولة تطبيقها سنجد أن المطلوب فعله كثير وكثير . جرب أن تخلص أشد الإخلاص في كل موقف عليك أداؤه، ستعرف كيف أن المطلوب فعله ليس قليلًا.