الإثنين 7 يوليو 2025 02:24 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : اسد سيناء (سيد زكريا خليل )

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

سيد زكريا خليل جندي مصري من سلاح المظلات المصري، أحد شهداء حرب أكتوبر ١٩٧٣، ولد بأحد قري صعيد مصر( قرية البياضية ) ضواحي مدينة الأقصر مواليد عام ١٩٤٩م ، عاصر وهو شاب صغير نكسة ١٩٦٧ وحزن حزناً جماً مثله مثل باقي أبناء شعب مصر العظيم ، وكان تساؤله.. كيف لهذا الكيان الصهيوني أن تكون له الغلبة على هذه الأمة العريقة بتاريخها وإمكانياتها، ولم تهدأ نفسه إلا عندما أصر في نفسه ضرورة الأخذ بالثأر. إنه الفتى المجهول الذي لم يعلم عن قصة بطولته أحد إلا بعد مضي ٢٣ عاماً من رحيله ، كان في عداد المفقودين في حرب أكتوبر ٧٣، ظلت قصته في طي الكتمان طوال ٢٣ سنة، حتى اعترف بها جندي إسرائيلي شارك في الحرب، و ذلك في حفل للدبلوماسيين شمل العديد من سفراء البلاد بما فيهم السفير الإسرائيلي، و قدم متعلقات البطل المصري التي احتفظ بها طوال هذه الفترة إلى السفيرة المصرية في ذلك الوقت، و نقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد و أطلقت عليه لقب (أسد سيناء).،فقد استطاع وحده إيقاف كتيبة كاملة من الجيش الإسرائيلي بعد استشهاد باقي فصيلته في حرب١٩٧٣ ، حاصرته القوات الإسرائيلية بكتيبه من الكوماندوز في ليل سيناء ، كي تتمكن من قتله، الفرعون المصري الجسور الذي كبد الأعداء خسائر بشرية وعتاد عسكري ، الذي حارب صائما تحت أشعة الشمس الحارقة وفي جوف الصحراء والرمال المتقدة، دمر ثلاث دبابات، وتمكن من قتل ٣٢ إسرائيلي ،قصته في الحرب رويها قاتله اليهودي عام ١٩٩٦، عندما قرر أن يحضر احتفالات مصر بعيدها القومي لتحرير سيناء بعد مرور ٢٣ عاماً على انتصارات أكتوبر ١٩٧٣، وأثناء تواجد السفير المصري تقدم رجل أعمال يهودي يعيش في ألمانيا وطلب مقابلة السفير لأمر هام، وعندما تمت المقابلة قدم رجل الأعمال نفسه بأنه كان محاربا إسرائيليا في حرب ١٩٧٣ ، وأخرج من حقيبته سترة قديمة للمجند سيد زكريا وخطابا لم يسعفه القدر أن يوصله لأهله. وقال المحارب اليهودي إن البطل سيد زكريا تسبب في تدمير ٣ دبابات وقتل طاقمهم المكون من ١٢ جندياً، ثم قضى على سرية مظلات بها ٢٢ جندياً ،واستطرد الرجل في الحديث قائلاً: قام المجند سيد وأحد زملاؤه بالاشتباك مع مجندين إسرائيليين يحرسون ٣ دبابات، فقضوا عليهم ثم قاما المجندين بإطلاق النار على طاقم الدبابة المكون من ١٢ جندياً حتى قتلوهم جميعا، مما جعل القوات الإسرائيلية ترسل طائرة مظلات فقام المجند البطل بإصابة الطائرة بقذيفة موجهة جعلت الجنود يقفزون واحداً تلو الآخر والمجند يلتقطهم بالرصاص، حتى أسقطهم جميعاً صرعى ، بعدها أرسل الجيش الإسرائيلي كتيبة صاعقة مكونة من ١٠٠ جندي وطائرة هيلوكوبتر لمحاصرة المجموعة المتبقية من المصريين، وأرسلوا نداءات للاستسلام ، لكن قائد المجموعة وقتها رفض التسليم فاستشهد وباقي مجموعته، وبقى على قيد الحياة سيد زكريا ومجند آخر فقط ، ظل المجندان يقاتلان حتى استشهد احدهم وبقى سيد زكريا يحارب وحده ليلا حتى ظن الأعداء أنهم أمام كتيبة كاملة، بعدها تسلل جندي إسرائيلي لسيد من الخلف وأطلق على ظهره دفعة من الرصاص فأوقعه شهيدا ،حينها لم يصدق أنه انتصر على ذلك البطل الملحمة وتساءل بينه وبين نفسه ما كل هذه البطولة، بعدها احتفظ بمتعلقات الجندي الجسور سيد ، وقام بدفنه إكراما لشجاعته ثم اطلق في الهواء ٢١ طلقة كتحية عسكرية تضرب لكبار العسكريين المقاتلين، وبعد مرور أعوام من الاحتفالات شعر المجند اليهودي الذي أصبح رجل اعمال في ألمانيا بالتقصير في حق هذا البطل ودفن حكايته رغم بسالتها، فقرر أن يذهب لمقابلة السفير المصري ويسلمه متعلقات البطل المصري ويطلب منه تكريم ذكراه ، وقد كرمته مصر بعد اكتشاف قصته، فمنحه الرئيس الراحل مبارك نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، ووسام نجمة سيناء وهو أعلى وسام عسكري بالقوات المسلحة لمن يؤدي أعمالا خارقة في القتال المباشر مع الأعداء علي مسرح الحرب ، وأطلق اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة، وانتج فيلم (أسد سيناء )الذي يروي قصة البطل ، ويتحدث عن بطولته ،( أسد سيناء) ابن الثالثة والعشرين هو تاج رأس الرجولة المصرية، هو الابن البار لأمه مصر والذي ظل صامدا شامخا في ساحة القتال لم يتقهقر خوفا ولا يتقدم بالاستسلام، حتى لقى ربه شهيدا، وأجبر قاتله اليهودي على احترامه ودفنه، وإطلاق ٢١ طلقة في الهواء إجلالا وتعظيما لشجاعته وبسالته ، هو نمبر وان ، هو الأسطورة الحقيقية التي يجب أن تدرس للأجيال الصاعدة .