محمد الشافعى يكتب : خسارة الرياضة... فى المحاكم
الجارديان المصريةالرياضة المصرية فقدت بوصلتها ، فقدت شغفها ، فقدت متابعيها ، فقدت جماهيريتها
وبالأخص اللعبة الشعبية الأولى " كرة القدم " فلا مستويات ولا خطط ولا روح رياضية
ولا قواعد ولا أسس ولا تقاليد رياضية لا فى الألعاب الأولمبية ولا فى المنافسات المحلية
ولا الدولية فلا فرق ولا منتخبات لأى رياضة أصبح لها شغف جماهيرى والدليل على ذلك جميع المدرجات لكافة الرياضات فارغة أو شبه ذلك ، وهذا دليل على أن المخططين والمسؤلين عن الرياضة ضلوا الطريق .
الواقعة الأخيرة فى الشقيقة العربية الإمارات فى منافسة كرة قدم بين فرق مصرية
" الاهلى – الزمالك – بيراميدز – سيراميكا " فى بطولة السوبر المصرى السؤال المتكرر لماذا تلعب هذه البطولة خارج مصر ؟ وينظمها وزير الترفيه السعودى تركى الشيخ واختار أبوظبى لتقام بها المنافسة الرياضية بموافقة وزارة الرياضة المصرية واتحاد الكرة والاعلام المصرى كأن الجماهير المصرية والملاعب المصرية والتنظيم المصرى غير موجود فى الحسبان ؟ فهل هى الرعايا والدعاية والمال الذين أوصلوا الرياضة للمحاكم الواقعة الغير رياضية التى حدثت من لاعبى وإدارى فريق الزمالك لكرة القدم لا تمت للرياضة بصلة ولاهى اخلاق رياضيين ولاروح رياضية بل يمكن أن توصف بالهمجية وعدم الشعور بالمسؤلية ، وكان على الفور أن يتم إجراء سريع من رئيس نادى الزمالك ورئيس اتحاد كرة القدم المصرى ووزير الرياضة المصرى والسلطات المصرية بمعاقبة اللاعبين والإدارى حتى ولو بشطبهم من سجلات كرة القدم وتغريمهم غرامة كبيرة ، كما ويتم التحقيق معهم فى القاهرة ،لكن التباطوء وعدم الحسم جعل المستضيف الذى يستفيد أكثر من تواجد الفرق المصرية يتخذ إجراء غير رياضى بالمرة بإحتجاز اللاعبين والادارى ثم عرضهم على محكمة سريعة أجلت فصلها فى الواقعة إلى يوم 29 أكتوبر مع استمرار حبس أو حجز اللاعبين والإدارى فى واحدة من العجائب والغرائب التى لاتستقيم ولا تتماشى مع القوانين والأعراف الرياضية أو الإنسانية أو الدبلوماسية بين الدول وفى المحافل الرياضية ، فكيف تنتقل واقعة مشاجرة بميدان رياضة إلى المحاكم السريعة والحبس ؟ فلم يقوم اللاعبون والإدارى بجريمة قتل أو نهب أو سرقة أو اغتصاب أو تجارة ممنوعات ... إلخ لكن مشاجرة لم تستغرق دقيقتين وانتهت ولا أميل إلى ماحدث من اللاعبين والادارى بل أطالب بمعاقبتهم بأشد الجزاءات حتى ولو الشطب من سجلات كرة القدم ويمنعوا من ممارسة كرة القدم مرة أخرى ويغرموا ليكونوا عبرة لغيرهم وتسود قواعد وأسس والروح الرياضية ، لكن أن يصل الأمر إلى الحبس فهذا غير مقبول بالمرة ، فكيف سيقوم زملاؤهم اللاعبين من الفرق الأربعة أن يستكملوا البطولة وزملاؤهم ( مسجونين ) بتهمة مشاجرة ؟ وكيف لدولة مستضيفة أن تهين وتحبس لاعبين فى ميدان الرياضة بسبب مشاجرة ، وأتسائل أين مسؤلى الرياضة فى الدولتين وأين مسؤل اللجنة الأولمبية العالمية فى منطقة الشرق الأوسط الذى يتغنى يوميا بأن الرياضة لا يمكن أن تصل إلى المحاكم ويهدد ويتوعد الدول بألا تصل الخلافات أو المشاجرات فى ميادين الرياضة إلى المحاكم المدنية أو ساحات القضاء .
** الوضع جد غير صحى وغير رياضى ويثير الأزمات التى جميعا فى غنى عنها ، لذا أطالب المسؤلين عن الرياضة بالإسراع فى إنهاء هذا الوضع الخطير الذى ستكون له آثارا غير طيبة على الرياضة بين الدولتين وإذا لم ينتهى الوضع ، يتم عدم استكمال البطولة والعودة إلى ملاعبنا فى مصر .. فالرياضة وأحداثها لابد وأن تبدأ وتنتهى فى ميادين الرياضة وليس فى المحاكم والسجون ، والوضع أكبر من الأهلى والزمالك إنها مصر
مصر الكبيرة وشعبها وممثليها لم ولن تكون طرفا فى أى صغائر.. حقيقى عيب .