الأربعاء 6 نوفمبر 2024 03:53 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : جاهلية الماضي والجاهلية الحديثة

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين


ماذا لو قارنا بين اخلاقيات العصر الجاهلي وأخلاقيات الجاهلية الحديثة ؟ ، إن ما يرتكب من فظائع وجرائم حرب وتنكيل وإبادة جماعية ، وحرب تجويع وتشريد شعب مسالم محتل ومحاصر من قبل محتل ، لا يرتقي إلي فعل كفار قريش ، ان كفار قريش عندما عقدوا العزم على قتل النبي محمد ، وذهبوا إلي بيته في انتظار خروجه ليقتلوه ، ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل بانتظار أن يخرج لصلاة الفجر ، ورغم إنهم كانوا قادرين أن يقتحموا البيت من أول لحظة وينفذوا ما جاؤوا من اجله ، وحين حاول احدهم أن يقترح الفكرة مجرد اقتراح ، رد عليه أبو جهل بكل عنف: ( وتقول العرب أنَ تسورنا الحيطان) ، ماذا لـو علمت الجاهلية الأولى بما يجري في الجاهلية الحديثة ..؟ ،أحدهم حاول أن يقترح الفكرة مجرد اقتراح لكن كفار قريش كان لديهم الحد الأدنى من النخوة والرجولة والإنسانية ، كانوا يعلمون إن بالبيت نساء، لا يجوز أن يقتحموه، لا يجوز أن يكشفوا سترهن، أو تنتهك خصوصيتهن ، لأنهم كانوا يعرفون موقف المجتمع ويحافظون علي قيمه وعاداته ، المجتمع الجاهلي الكافر كان لديه أخلاق ، كان لديه قيم إنسانية ، ماذا لو علمت الجاهلية الأولى بما يجري في الجاهلية الحديثة ، من انتهاك حقوق المرأة والطفل بالقتل والحرق والتشريد والتجويع، وفي ظل الحضارة الحديثة والتقنية والتقدم العلمي ، واستخدام ابشع الأسلحة الفتاكة لارتكاب كل الجرائم المعروفة وغير المعروفة، يحدث هذا في ظل وجود منظمات للأمم المتحدة ومجلس للأمن الدولي، وجمعيات دولية لحقوق الإنسان والمرأة والطفل ،ومحكمة للعدل واخري الجنائية الدولية،كل هؤلاء ألعوبة في يد الهيمنة الأمريكية ، وتعجز عن إيقاف الإبادة الجماعية المنظمة لشعب محتل اعزل منذ ٧٥ عام ، إنه من العار والخزي أن يقف العالم مكبل اليدين والقدمين ، عاجز أن يوقف هذه الحرب الشعواء بعد عام من المذابح التي لم يري العالم مثلها ، فلتسقط كل الشعارات الزائفة المنادية بحقوق الإنسان ، نحن في عالم يغلب عليه العنصرية ، ومادامت الازدواجية في المعايير بين الشعوب والامم ، فهذا شعب دمه غالي ، وهؤلاء شعوب دمائهم رخيصة ، إن تحالف قوي الشر مع الكيان الصهيوني منبعه التفتت والتشتت العربي والإسلامي، وأن الهرولة إلي التطبيع مع الكيان المحتل ستضعف القضية الفلسطينية ، بل تعد شرخ في وحدة الرأي والموقف العربي المهترئ بالفعل ، ولن تتحرر فلسطين وسوريا ولبنان من الاحتلال الإسرائيلي إلا بتضافر كل القوي العربية والإسلامية، وبعد أن ننبذ الطائفية وعوامل الفرقة ونتمسك بالعروبة ووحدة المصير .