السبت 2 نوفمبر 2024 02:02 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الربو في ازدياد بسبب تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

لاشك أن الإصابة بالربو تؤثر علي جودة الحياة بسب أعراضه المتكررة مثل الصفير والسعال وضيق التنفس ، ويعاني منه أكثر من 4% من سكان العالم حيث يصل عدد حالات الإصابة سنوياً لأكثر من 30 مليون ، وحتى الآن لا يوجد علاج يصل بالمرضى للشفاء التام منه، وتنجم الإصابة بالربو لأسباب عديدة منها حبوب اللقاح والجسيمات الدقيقة حجمها 2.5 جزء في المليون PM2.5 ، وهذه الأخيرة سلط العلماء عليها الضوء بسبب انتشارها في الهواء على نحو متزايد نتيجة للنشاط البركاني في أماكن من العالم وعوادم السيارات والحرائق ودخان المصانع وغيرها، وإضافة لأنها تزيد من خطر الإصابة بالربو فإنها تتسبب في وفاة أكثر من 7 ملايين حالة سنوياً بسبب أمراض مثل انسداد شرايين القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة ومرض الالتهاب الرئوي.
دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة وان ايرث One Earth خلصت نتائجها عن وجود ارتباط قوي بين التعرض الطويل للجسيمات الدقيقة وزيادة حالات الإصابة بالربو ، حيث أحصي في عام 2019 حالات مصابة بالربو تصل إلى ثلث الحالات جميعا علي مستوي العالم بما يعادل 64 مليون حالة قائمة و11 ونصف مليون حالة جديدة والسبب هو التعرض طويل الأمد للجسيمات الدقيقة ، وكانت النسبة الكبيرة في الأطفال مقارنة بالبالغين حيث عدم اكتمال نضج وظيفة الرئة والمناعة لدي الاطفال وكذلك هم أكثر عرضة لتلوث الهواء مما يترتب على ذلك حدوث الإجهاد التأكسدي في مجرى الهواء والالتهابات والاستجابة التحسسية المفرطة والتغييرات في الاستجابة المناعية والحساسية التنفسية لمسببات الحساسية وجميعها تلعب دوراً كبيراً في تطور الربو.
يتعرض سكان البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخول إلي تركيزات عالية من الجسيمات الدقيقة نظرا للتلوث الكبير في الهواء وعدم توفر الوسائل المادية والتثقيفية للحد من الانبعاثات ، مما يستدعي إيجاد استراتيجيات وتبني صناع السياسات لفرض تشريعات صارمة لمكافحة تلوث الهواء وما يترتب على ذلك من فوائد صحية جنباً إلى جنب مع الالتزام بالتدابير الوقائية الشخصية مثل ارتداء الأقنعة وتجنب السير في الأماكن الأكثر تلوثا بالجسيمات الدقيقة خاصة المدن والطرق المزدحمة بالمركبات والمناطق الصناعية ودخان الحرائق.