الثلاثاء 13 مايو 2025 07:25 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : الحسين بن علي ( شهيد كربلاء).

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

إنه أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته ومحبوبه، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها ، كان مولده سنة أربع للهجرة، ومات ورضي الله عنه قتيلاً شهيداً، في يوم عاشوراء من شهر المحرم سنة إحدى وستين هجرية بكربلاء من أرض العراق فرضي الله عنه وأرضاه ، وعن الأسباب التي دعت إلى خروج الحسين رضي الله عنه وأهله الي الكوفة بالعراق ، هي اولا إرادة الله عز وجل وأن ما قدره سيكون وإن أجمع الناس كلهم على رده فسينفذه الله، لا راد لحكمه ولا لقضائه سبحانه وتعالى ، ومن الأسباب: ما كان من عدم التزام معاوية بشروط الحسن في الصلح والتي من ضمنها بأن يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين ،كما من الأسباب التي أدت إلى خروج الحسين، والفتوى التي بنى عليها خروجه رضي الله عنه ، كان موقف الحسين من بيعة يزيد بن معاوية هو موقف المعارض، وشاركه في المعارضة عبد الله بن الزبير، والسبب في ذلك حرصهما على مبدأ الشورى، وأن يتولى الأمة أصلحها، وتلك الممانعة الشديدة من قبل الحسين وابن الزبير، قد عبرت عن نفسها بشكل عملي فيما بعد، فالحسين رضي الله عنه استمر على صلاته بأهل الكوفة، وقد كان يعدهم بالمعارضة، ولكن بعد وفاة معاوية، والدليل على ذلك أنه بمجرد وفاة معاوية سارع زعماء الكوفة بالكتابة إلى الحسين ، وطلبوا منه المسير إليهم على وجه السرعة ليبايعوه ، ورأى الحسين في محاولة معاوية توريث الحكم من بعده لابنه( يزيد ) مخالفة واضحة لمنهج الإسلام في الحكم ، بقلب الحكم من الشورى إلى الملك الوراثي، ومع ذلك فإنه لم يهتم بالخروج على معاوية ، نظراً لسابق لمبايعته له بالخلافة، فظل على عهده والتزامه، ولكن بعد وفاة معاوية تغير الموقف، فالحسين لم يعد في عنقه بيعة توجب عليه السمع والطاعة، ويدل على ذلك محاولة والي المدينة الوليد بن عتبة أخذ البيعة من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وخروجهما بعد ذلك إلى مكة دون أن يأخذ بيعتهما، إن موقف الحسين وفتواه ضد الحكم الأموي مرت بمرحلتين ، الاولي مرحلة عدم البيعة ليزيد، وذهاب الأمام الحسين إلى مكة، وهذه المرحلة أسس فيها الحسين موقفه السياسي من حكم يزيد، بناء على نظرته الشرعية لحكم بني أمية، فهو يرى عدم جواز البيعة ليزيد، وذلك لسببين، فعلى الصعيد الشخصي فإن يزيد لا يصلح خليفة للمسلمين ، نظراً لانعدام توفر شرط العدالة فيه ، كما أن الحسين أفضل وأحق منه بمنصب الخلافة ، فهو أكثر منه علماً، وصلاحاً وكفاءة ، وأكثر قبولاً لدى الناس من يزيد، أما الصعيد السياسي فلانعدام شرط الشورى، والاستئثار بالسلطة للحكم الأموي، والذي يخالف المنهج الإسلامي في الحكم ، وقد ذكرت مؤلفات كثيرة عن مقتل الحسين رضي الله عنه لكن باختصار نقول: استشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما بكربلاء عن عمر ست وخمسين سنة، ومن أسباب ذلك أنه كان قد أبى أن يعطي البيعة ليزيد بن معاوية ، فلما مات معاوية جاءت كتب أهل العراق إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم، فسار بجميع أهله، حتى بلغ( كربلاء) وهي موضعاً بقرب الكوفة ، ولم يمكث الإمام فيها كثيرا، حتى جاءته كتيبة فيها أربعة آلاف يتقدمهم عمرو بن سعد أو عمر بن سعد ، لمنعه من الوصول للكوفة، وتم الالتقاء في «كربلاء» عندئذ طلب منهم الأمام الحسين إحدى ثلاث: إما أن يدعوه يرجع من حيث جاء ، وإما أن يذهب إلى ثغر من الثغور فيقاتل فيه ، أو يتركوه يذهب إلى يزيد ، فرفض طلبه حتي يبايع يزيد ، ولما رفض الإمام البيعة في هذا اليوم اتفقوا على قتله وكان يوم عاشوراء ، استعد الإمام
ومعه ٣٢ فارسا و٤٢ رجلا، في المقابل تهيأ جيش يزيد، بقيادة عمر بن سعد ومعه أربعة آلاف مقاتل، ووقع القتال وقاتل أصحاب الإمام الحسين بين يديه حتى استشهدوا جميعًا، وكان أول شهيد من أهل الإمام الحسين هو علي الأكبر بن الحسين ، فقتلوه، وقتلوا معه ولده عبد الله، وإخوته جعفراً، ومحمداً، وعتيقاً، والعباس الأكبر، وابن أخيه قاسم بن الحسن، وأولاد عمه محمداً وعوناً ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وابنيه عبد الله، وعبد الرحمن، ولم يقتل أهل بيته جميعاً بل أفلت منهم على الأصغر بن الحسين وحسن بن حسن بن علي وعمرو بن حسن والقاسم بن عبد الله بن جعفر، وفاطمة وسكينة بنتا الحسين ، وزوجته الرباب الكلبية والدة سكينة ، وأم محمد بنت الحسن بن علي وعبيد وإماء لهم، وقتل معه اثنان وثمانون رجلاً ، قيل: ووجد بالحسين رضي الله عنه ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة، وقتل معه من الفاطميين سبعة عشر رجلاً، وقال الحسن البصري: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه، وجاء بعض الفجرة برأس الحسين الشريف إلى عبيدالله بن زياد والي البصرة، ولما تم قتله حمل رأسه وحرم بيته معهم إلى دمشق كالسبايا ، قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه ، ومن أمر به أو رضيه ،وقتلة الحسين ليسوا بكفار، لكنهم فجرة ظلمة أكرم الله الحسين وأهل بيته بالشهادة علي أيديهم ، رضي الله عنه وأرضاه وكل الصحابة الأطهار.