دكتور رضا محمد طه يكتب : حماية الغابات ضرورة لتحسين الصحة والمناخ
الجارديان المصريةيعقد حالياً في باكو-اذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ التاسع والعشرون COP29 في الفترة من 11-22 نوفمبر 2024 يتم خلاله تقديم خطط العمل المناخي الوطنية المحدثة بموجب اتفاق باريس للمناخ، وذلك بعد عام مرتفع الحرارة إلي مستويات قياسية عالمياً بسبب انبعاثات الوقود الاحفوري وارتفاع الغازات الدفيئة وبالذات ثاني أكسيد الكربون مما يسبب الاحتباس الحراري ومعه ذوبان الجليد وفيضانات وكوارث تهدد حياة الناس وخلل في التوازن البيئي واختفاء لمناطق كثيرة عالميا.
غابات الأمازون تعتبر رئة خضراء وحمايتها مفيدة ليس فقط للتنوع البيولوجي والمناخ وانما تساعد في تحسين صحة البشر الذين يعيشون في المناطق المقابلة ، هذا ما أفادت به دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بون وجامعة ميناس جيرايس الفيدرالية في البرازيل ونشرت مؤخراً في مجلة Nature Communications ومجلة Earth & Environment حيث أظهرت النتائج أن التدابير الرامية إلى مكافحة تقنيات القطع والحرق تقلل من تركيز الجسيمات في الهواء الناتج عن دخان الحرائق وهذا بدوره يقلل من عدد حالات الوفيات او تلك التي تقيم في المستشفى بسبب أمراض الجهاز التنفسي.
وأكد علماء البيئة أنه تم حرق ما يقرب من 70 ألف كيلومتر مربع من الغابات في منطقة الأمازون في عام 2019 وتشير أصابع الاتهام إلى أن من فعل ذلك هم ملاك الأراضي والمستولون على الأراضي واستخدامها كمراعي أو للزراعة حيث من الصعب حدوث حرائق طبيعية في الظروف الرطبة السائدة هناك مما ترتب على ذلك تدمير موائل العديد من أنواع النباتات والحيوانات وتغيير المناخ، بسبب إزالة الأشجار التي تستخدم ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو وتطلق الاكسجين المفيد لعملية تنفس الاحياء والبشر، كما أن دخان الحرائق يحفز أعراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ركز فريق البحث في تلك الدراسة على ثلاثة تدابير تنطبق حصريا داخل منطقة الأمازون الاحيائية والتي دخلت تلك التدابير الثلاثة حيز التنفيذ من عام 2016 ومن أشهرها وقف زراعة فول الصويا والذي بسببه يتم إزالة الغابات لتوسيع رقعة زراعته ومنذ أن أوقف ذلك وجهود الحماية المتزايدة حدث انخفاض في ضغط إزالة الغابات ونتج عن ذلك تحسن في المناخ بانخفاض الجسيمات الملوثة للبيئة والهواء وانعكس إيجابيا على الصحة العامة وإنقاذ حياة ما يقرب من 700 من البشر سنوياً.