الثلاثاء 18 فبراير 2025 04:32 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : مصر دوما حاضنة للجميع

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

كانت ومازالت مصر حاضنة لكل عربي في كل الكوارث والنكبات والحروب والصراعات ، وهذا قدر مصر قلب الأمة العربية فلن تتخلي عن دورها التاريخي في نصرة قضايا العرب وعلي رأسها القضية الفلسطينية ، والتاريخ والأرض يشهدان أن أرض مصر لم تلفظ أو تصد أو ترد أي لاجيءاو مكروب إليها، أما ما يثار عن رغبة الإدارة الأمريكية في تحقيق حلم الكيان الصهيوني في تفريغ غزة عن طريق تهجير سكانها خارج القطاع وإعادة احتلاله ، فهذه مؤامرة خبيثة مكشوفة لنزع الأراضي الفلسطينية وإهدائها الي المحتل الغاصب، فبعد أن قام الاحتلال بكل أنواع الفحش والعري اللا أخلاقي من الفتك بشعب اعزل ، مستخدما كل وسائل القتل والترويع والتجويع والتشريدضده ، ضرب الشعب الفلسطيني بصموده وصلابته اروع الأمثلة في الشجاعة والفداء والتمسك بارضه ، ضد احد اقوي الجيوش في العالم بمساندة ودعم غير محدود من الولايات المتحدة ، إن هدف هذه الحرب هي التطهير العرقي والقضاء ومحو كل ما هو فلسطيني، وهذه المؤامرة ومنذ بدايتها لم تكن خافية علي القيادة السياسية في مصر وحذرت منها مرارا ومن محاولة تهجير شعب فلسطين خارج أرضه المحتلة ، وهذا الموقف المصري الثابت من منطلق حرص مصر علي حصول الشعب الفلسطيني علي حقه المشروع في العيش بسلام داخل دولته المستقلة وعلي أرضه التاريخية ، مصر التي تحتضن الان حوالي تسعة ملايين من اشقائنا من السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرهم ، ضيوف اعزاء علي أرضها وبين أحضان شعبها ، حتي تستقر الأوضاع الأمنية والسياسية بتلك البلدان ، أما استقبال مصر لأهل غزة علي أرضها في هذا التوقيت يعني عدم عودتهم الي أرضهم مرة أخرى، واهداء أرض غزة للمحتل الصهيوني ، ومصر لن تشارك في مؤامرة التهجير القسري لشعب فلسطين وإنهاء حلمه بتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة ، فمصر كانت ولا زالت النصير الأول والمدافع عن قضايا امتها العربية ، لهذا فلتعلموا وتذكروا وعلموا أولادكم التاريخ يقول ان سيدنا نوح عليه السلام دعي لمصر واهلها وسكنها بعد الطوفان ، ومر بها سيدنا إبراهيم وتزوج منها السيدة هاجر المصرية ام سيدنا اسماعيل( ابو العرب) ، وعاش بها وتولي خزائن الأرض سيدنا "يوسف " ، وولد بها وعاش سيدنا "موسي "وسيدنا "هارون"، ومرت بها رحلة العائلة المقدسة السيدة مريم ( سيدة نساء العالمين ) وولدها سيدنا "عيسي "عليه السلام، وشرفوا مصر حين أقاموا فيها ما يقرب الثلاث سنوات هربا من اضطهاد الرومان ، وفتحها وعاش فيها وتولي ولايتها الصحابي الجليل "عمرو بن العاص " ، وولد فيها وعاش طفولته الخليفة " عمر بن عبد العزيز " ، ولجأت إليها السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب و السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ومعها ال بيت النبوة ، وعاشت بمصر ودفنت بأرضها، ودخل مصر كثير من صحابة رسول الله أمثال الزبير بن العوام ، المقداد بن الأسود، عبادة بن الصامت ، أبو الدرداء ، سعد بن أبي وقاص ، عمار بن ياسر ، وغيرهم عاش فيها ودفن الكثير من العلماء والصالحين ، فلم تغلق مصر بابها يوما ولم تخذل من يلجأ إليها ، سردنا هذا حتي لا يزايد أحد علي دور مصر التاريخي في مناصرة الحق العربي والإسلامي ، وستظل مصر إن شاء الله حصن منيع وكنانة الله في أرضه ، وشعبها وجيشها خير جنود الأرض إلي قيام الساعة.