الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب : السياسة الأمريكية بلا ساسة ، ومعاركها بلا قادة !!


لعل ما يدور الآن في البيت الأبيض هو وجه للفعل السياسي الهائم بلا بوصلة، هو السياسة عندما تكون بلا منطلقات ولا أهداف ولا معيارية تلهمها، وهو غطرسة انفعالية لربان متهور يريد أن يثبت أنه مختلف عن غيره، حتى ولو كان فعله وتفكيره لا يتسم بأي منطق سياسي.. يا حسرة علي السياسة الأمريكية الموسومة بالديمقراطية..لقد أصبحت السياسة الأمريكية بلا ساسة، ومعاركها بلا قادة، إنها حالة تجسد انفصام "القوة" عن "المعنى"!!
أي معني لمطالبة جمهورية مصر العربية التليدة السامقة بالموافقة علي تسكين أهل غزة في الواد المقدس !!
الحقيقة أني أعذر القائد الأمريكي المتهور في طرحه الخايب بكونه لا يعرف ما تمثله أرض الفيروز بالنسبة للمصريين. أنها تتعد كونها قطعة أرض . أنها تاريخ استرديناه من الغزاة الصهاينة بدماء أبناء الشعب. والشعب هو صاحب الحق في تقرير مصير ما رجع بدماء الشهداء والجرحى من المصريين العظماء .
إن سيناء ملك الأرامل المكلومين واليتامي الذين فقدوا ابائهم في معركة الكرامة .
ينبغي أن يعرف المتهور أن شعب مصر علي اختلاف تنوعاته السياسية خلف قائده ورئيسه يفدونه بالنفيس والغال . وصدقا أقول : ليس علي أرض المحروسة المحفوظة من يقبل أن يفكر كائن من كان في النظر بسوء إلي رئيسه . لأن الشعب جميعه أؤكد.( جميعه ) سيأكلون من ينظر إليه بسوء، وسيحسنوا مضغه جيدا حتي يسهل بلعه وقذفه !!
ليت مؤسسات إيصال الرأي العام للبيت الأبيض ، تنقل لهم حالة التماسك الشعبي واصطفافه خلف قيادته يحمون به الأرض . داعين الله أن يجمع له كل الجوامع ويمنع عنه كل الموانع . من أجل الوقوف بعظمة وثقة في وجه التصريحات الاستفزازية والتهديدات الطائشة الخائبة !!
يا حسرة علي اختيار الشعب الأمريكي لقائد موتور متهور لا يمتلك لياقة القيادة وأصبحت السياسة الأمريكية قريبة من الموت حينما جثمت سفينة سياساتهم على شاطئ الغطرسة وتوسيع دائرة العداء مع الجيران والأبعدين علي حد سواء .
فيا أيها الذي ينعق بما لا يسمع لقد فاق كلامكم البذيئ حد الصبر، وصار النزول لبرككم النتنة والآسنة ضروريا و مسموحا بعد كل هذا التطاول، هل تظنون أن مصر حين تنتهج الرقي بالنقاش معك أنها تهادنكم أو أنها غير قادرة على خطابكم بلغة السوء التي تجيدونها !!؟
هل تنتظر منا أن نرضى أن تهاجمنا بهذه الشراسة وأن نقف مكتوفي الأيدي؟ هل تنتظر منا أن نوغل معكم في الطرح الحالم ونتصنع الإبتسامة أمام طرحك الذي يفتقد آداب الساسية السليمة ، نحن نرفض بكل شموخ اللهجة التي تتكلم بها !!
تفضل إذن لامرحبا بك من الآن لن نفوت لك أي حماقة ولا إساءة على بلدنا ، تفضل إلى ميدان التجريح والذم لا مرحبا بك.
كيف تظن فينا أن نستمع إليكم بأذن الأريحية وأنتم تتطاير حقدا وكرها لنا !؟ هل تظن أننا عاجزونا عن مقارعتكم بمثل هذه الأساليب القذرة في التعاطي والنقاش ، أم تظنون أخلاقنا التي تربينا عليها ستسمح لنا بأن نهضم مسح كرامتنا بالأرض ، من قبول طرحكم الأثن !!
لا أعتقد أنك تفهم طبيعة الشخصية المصرية ، من حقك أن تحلم ، ولكن ليس من حقك تقيء حلمك علي الملأ العالمي ، كيف تحلم وتفرض علينا التسليم بما حلمت !!؟
ايها القائد المتهور إن مصر ستظل رغم أنف عاديات الزمن الرديئ تقول لكم أنها ليست بصدد السير في دربكم المعتل ، و إرضاء من لا يرى غير نفسه وحليفه ، و اعلم أنت و غيرك أن إرضاء الغرور يتعارض مع مبادئنا وشخصيتنا مهما كانت العروض المقدمة !!
خلاصة الخلاصة... مصر فوق كل اعتبار ونحن لها.