الأحد 20 أبريل 2025 02:32 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الإعلامى تهامى منتصر يكتب : الإمام المصلح محمد عبده قبل مائة وخمسين سنة : مصر ستبقي للمصريين ... الحكومات أعراض تزول ويبقي الشعب !

الإعلامى الكبير تهامى منتصر
الإعلامى الكبير تهامى منتصر

#التفرنج ( العلمانية) يهدد المصريين بالانقراض كالهنود الحمر.

حديث وطني خالص مثير للدهشة بين رجلين من خيرة علماء مصر تقدما وإصلاحا ووطنية..الشيخ الإمام المصلح محمد عبده (1849-1905) والشيخ الإمام المجاهدمحمد رشيد رضا .(1865-1935)..
في جلسة تفنن وتفكر في حال مصر وموقف المصريين من الاحتلال والاستبداد وخيانة بعض كبار المسؤولين كعملاء للإنجليز .
قال الشيخ الإمام لصديقه الشيخ رشيد : أثق أن الشعب المصري من أنشط الشعوب وأمضاهم عزما وهمة وإقداما ..والطفل المصري أذكي من سائر أطفال الشعوب ..وو الله لو أن في مصر مائة رجل لما استطاع الإنجليز ولا غيرهم أن يقيموا فيها ولا يعملوا شيئا ..إن في مصر مئات بل آلاف من الرجال يفهمون كل شيء ؛ ولا ينقصهم العلم بما يجب للبلاد ؛ ولكنهم فاقدون للإرادة وقوة العزيمة والتمكين؛ فلا تكاد تجد عشرة منهم يتحلون بهما !! وبدون الإرادة وقوة العزيمة لا ينفع علم ولا عمل ؛ غير إني في عجب ياشيخ رشيد من أمر هذا الشعب ؛ لقد رأيت المصري قبل الخامسة والعشرين يافعا نشيطا وبعدها يدب فيه الهرم المعنوي فيخلد إلي التواكل والراحة وما أتيح من ملذات .
حتي كبار المسؤولين منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وكانوا طرائق قددا... فهذا مصطفي فهمي باشا وقد نال ثقة الاحتلال به وهو ذكي نبيه إلا إنه فاقد للإرادة ضعيف الشخصية فلم يدفع عن مصر أذي ولم يحقق لها نفعا. وأما نوبار باشا المرابي ذيل الخديو فقد سلم مصر لأصحاب رؤوس الأموال وأفقر الشعب !
ياشيخ رشيد أعلم أنك تعلم ما أعلم ولكني اعتصر حزنا وامتلئ ثقة .. أثق أن الشعب المصري قادر علي البقاء لكثرة نسله ولن يفقد هويته فيندغم (يذوب ) في غيره من الشعوب التي تتسلط عليه بفرنجات العصر ..المصريون حالة خاصة يأكلون ويشربون ويلهون ويلعبون ويضحكون ويحافظون علي مشخصاتهم القومية رغم الاحتلال والاستبداد نكاتهم أمضي من القنابل ؛ والحكومات الفاسدة أعراض تزول وهو لايزول ...
فكر متقدم وكأن الشيخ الإمام محمد عبده يعيش القرن بيننا مستيقظا لا ينام .
ياشيخ رشيد : يساورني شك وريب أحيانا في بقاء ماذكرت لك من مزايا الشخصية المصرية بعد سريان جريمتي السكر والزنا من الأمصار إلي الأرياف وابتلاء الفلاحين بهذه الأشربة السامة والأخلاق الفاسدة؛ وإذا لم نتدارك الخطأ بالتربية الدينية والتعليم المشتمل علي القواعد الصحيحة وتغذية ذلك بإصلاح خطابة المساجد وبث الوعاظ العقلاء الفاهمين فيها فإن الشعب المصري نفسه علي خطر الانحلال والزوال ؛ إن التفرنج ( العلمانية البغيضة ) علمهم الترف والتنعم حتي لتري في القري الصغيرة والمزارع من الانحلال والاسراف مالا تراه في المدن العظيمة ؛ وإذا لم يتدارك المصريون هذه الآفات ويعملوا علي إصلاحها فلا أستبعد أن ينقرضوا كما انقرض الهنود الحمر في أمريكا .
رحم الله الشيخين الإمامين
محمد عبده ورشيد رضا

517dd239f02c.jpg
b196246eff2a.jpg
e9b2d1b8766a.jpg
الإمام المصلح محمد عبده مصر ستبقي للمصريين الحكومات أعراض تزول ويبقي الشعب تهامى منتصر