دكتور رضا محمد طه يكتب : اللهم اشغلعم بأنفسهم....ترامب وزعماء أوروبا

من الأماني التي يتمناها المرء أن يكون المولي عز وجل قد استجاب لدعاء من أحد الغزيين المغلوبين على أمرهم ممن فقد أهله ودياره وليس أمامه إلا اللجوء إلى الله بدعاء كهذا "اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك، فأنت سبحانك مدركه وقادر عليه". واظن أن أكثر دعاء تدعوه به الشعوب العربية في أيامنا هذه هو: اللهم اكفنا شر من أراد بنا سوء وابعد عنا كل متجبر وسيء النية وكل ذي لسان سليط.... اللهم من اراد ببلادنا وأمننا و مجتمعاتنا العربية ومقدساتنا سوء فأشغله في نفسه.
المؤشرات التي عليها السياسة العالمية تؤكد على أن الله يستجيب للمظلوم وقد يشغل المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بالاخص بأنفسهم الذين تواطؤا منهم أو وصمتوا صمت القبور حيال قتل65 ألف شهيد فلسطيني وتدمير قطاع غزة خلال عدوان إسرائيلي بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث فوجئ الحلفاء الأوروبيين باتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقوا علي صيغة توافقية لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولقاء قريب بينهما لتأسيس إتفاقية سلام، مما أثار غضب زعماء أوروبا بسبب تهميشهم والقفز على ادوارهم الأساسية حتى أن الرئيس الفرنسي ماكرون حذر من عواقب وخيمة لأي إتفاق سلام يقوم علي الاستسلام لروسيا وعلى الفور وضع جدول أعمال لاجتماع الزعماء الأوروبيين في ميونيخ للنظر فيما يقدم عليه ترامب من تصرفات تشي بأنه رئيس العالم.
امتدت عنجهية ترامب في رفضه انضمام أوكرانيا لحلف الناتو حيث لا يري في انضمام أوكرانيا لحلف الناتو نتيجة جيدة لتسوية بشأن السلام من خلال المفاوضات، وفي المقابل يسعي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لانضمام بلاده لحلف الناتو ويدعو الزعماء الأوروبيين لعدم استبعاد ترامب لبلاده من من أي مفاوضات سلام مع روسيا. معروف أن روسيا ترفض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو خشية أن يفضي ذلك إلى اقتراب جيوش حلف الناتو من حدودها ومن ثم تهديد أمنها.
في الشأن العربي و يدعو للتفاؤل هو مؤشرات تدل على عودة الروح للجامعة العربية وشجاعة الزعماء العرب في رفضهم خطة ترامب بتهجير أهل غزة والإصرار على عقد قمة عربية قريبا والوقوف وقفة رجل واحد أمام العنجهية والفاشية الني عليها ترامب وقد تكون فرصة للعرب أن يتحدوا ويتقاربوا بأكثر من أن يسمحوا للشيطان أن يفرق بينهم ويجعلهم في تحاسد وتناحر ومن ثم يسهل أكلهم واحداً تلو الآخر وهذا ما يهدف إليه أعدائهم.