د.كمال يونس يكتب : الميراث الحرام


لم يغادر ذهن ابنه الأكبر ذلك المشهد حين حمل نعش أبيه بضعة نفر ليصلوا عليه في المسجد القريب ، حتى رواد المقهى أسفل عمارته لم يأبهوا ولم يلحقوا بالجنازة ،لم يحضر جنازته أحد من أشقائه أو شقيقاته إذ قاطعوه منذ استيلائه على ميراثهم بكافة الحيل القانونية التي حضر لها مسبقا قبيل وفاة أمه التي كان يقيم معها ،كان أصغرهم المدلل ،ولكن الطمع أعماه ، وأصاب آذاه حتى مستأجري المحلات بالعمارة ، سرداق عزائه كان خاويا ، في جلسة صفاء جمعت بين ابنه الأكبر وخاله الطيب تعجب مما حدث وتجاهل جمبع الأقارب وفاة أبيه ، ومقاطعتهم لهم ، مدعيا بأن ليس لهم ذنب فيما حدث من أبيهم ،وبادره خاله وهل كنت تتوقع غير ذلك ،لقد ظلمهم جميعا ، ولو رضيتم بأن ترثوا ثمار طمعه فأنتم مثله ، رضيتم بميراث معلوم أنه حرام ،جمع الابن شقيقاته وأشقائه وقرروا جميعا أن يطهروا أنفسهم واتفقوا على رد الحقوق لأصحابها بشرع الله ، لتعود معها المودة والمحبة والعزوة والسلام والوئام.