الجمعة 28 مارس 2025 09:04 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

إيهاب محمد زايد يكتب : فضيلة الصدق في مواجهة افتراءات إسرائيل و امريكا والحلف: نحو شرق أوسط يعتمد على الحقيقة

الكاتب الكبير إيهاب محمد زايد
الكاتب الكبير إيهاب محمد زايد

الكذب في البشرية – من فجر التاريخ إلى الزمن المعاصر
عن الصدق والكذب في التاريخ: نظرة متوازنة
منذ فجر التاريخ، كان الكذب جزءًا لا يتجزأ من مسيرة البشرية. من الأساطير القديمة التي نسجها الإنسان ليفسر العالم من حوله، إلى الأكاذيب السياسية التي تُستخدم اليوم لتبرير الحروب وتضليل الشعوب، الكذب كان دائمًا أداة قوية للتلاعب بالواقع.

في العصور القديمة، كانت الأكاذيب تُستخدم لتعزيز السلطة الدينية والسياسية. الملوك والفراعنة كانوا ينسجون قصصًا عن أصولهم الإلهية لتبرير حكمهم. وفي العصور الوسطى، كانت الحروب الصليبية تُبرر بأكاذيب دينية عن "تحرير الأراضي المقدسة".

مع تطور الإعلام والتكنولوجيا، أصبح الكذب أكثر تعقيدًا وخطورة. في القرن العشرين، شهدنا حروبًا كبرى بُنيت على أكاذيب، مثل الحرب العالمية الأولى التي بدأت باغتيال ارتكبته أيدي خفية، وحرب فيتنام التي زُوِّرت فيها الحقائق لتبرير التدخل العسكري. وفي القرن الحادي والعشرين، أصبحت المعلومات المضللة تنتشر بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تفاقم الصراعات وتقسيم المجتمعات.

الأرقام والإحصائيات تكشف حجم الظاهرة:

وفقًا لدراسات نفسية، يكذب الإنسان العادي في المتوسط مرة إلى مرتين في اليوم.

تكلفة المعلومات المضللة على الاقتصاد العالمي قد تصل إلى 6 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2025.

في الشرق الأوسط، حيث الصراعات متعددة الأوجه، تُظهر الدراسات أن 70% من الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون مضللة أو كاذبة.

في الشرق الأوسط، الكذب ليس مجرد كلمات، بل هو وقود للصراعات. من الأكاذيب الدينية التي تُستخدم لتبرير الاحتلال، إلى الأكاذيب السياسية التي تُستخدم لتضليل الشعوب، الكذب هنا يأخذ أبعادًا أكثر خطورة. معدل الكذب في الشرق الأوسط مرتفع بشكل خاص بسبب تعقيد الصراعات وتعدد الأطراف المتورطة فيها.

لكن في النهاية، الحقيقة تظل أقوى من أي كذبة. وعلينا أن نكون حراسًا لها، لأن مستقبلنا يعتمد على ذلك.

"الكذب قد يبدو أقصر طريق للنصر، ولكن الحقيقة هي الطريق الوحيد للسلام."

الصدق والكذب صفتان ملازمتان للبشرية منذ بداية الخليقة، ولا يمكن حصرهما في شعب أو أمة دون أخرى. السؤال الذي طرحته: "هل كذب الإسرائيليون منذ بداية وجودهم في عهد موسى؟" يستحق منا وقفة تأملية وعقلانية، بعيدًا عن التحيز أو التعميم. لنناقش هذا الموضوع بأسلوب أدبي سهل، معتمدين على الحقائق والأرقام، ونحاول تقديم رؤية متوازنة.

الجذور التاريخية: من موسى إلى اليوم
بداية، من المهم أن نعترف بأن التاريخ اليهودي، كما ذكرت، يمتد إلى آلاف السنين، بدءًا من النبي إبراهيم، مرورًا بموسى، وصولًا إلى العصر الحديث. هذا التاريخ مليء بالإنجازات الروحية والفكرية والعلمية التي أثرت في البشرية جمعاء. فموسى، عليه السلام، يعتبر في الديانات السماوية نبيًا صادقًا حمل رسالة التوحيد والأخلاق. إذن، من غير المنطقي أن نعمم صفة الكذب على شعب بأكمله منذ بدايته.

الإسهامات العلمية والحضارية
لننظر إلى الإسهامات اليهودية في الحضارة الإنسانية. على سبيل المثال، ألبرت أينشتاين، العالم اليهودي الذي غير فهمنا للكون بنظريته النسبية. لو كان كاذبًا، لما استطاعت أبحاثه أن تكون أساسًا للتكنولوجيا الحديثة مثل نظام GPS أو أقراص Blu-Ray. كذلك، هناك سيغموند فرويد، مؤسس علم النفس الحديث، وفرانز كافكا، الأديب الذي أثر في الأدب العالمي. هذه الإنجازات لا يمكن أن تبنى على الكذب، بل على البحث عن الحقيقة.

الدولة الحديثة وإدارة العلاقات الدولية
بالانتقال إلى الدولة الحديثة، نجد أن إسرائيل، منذ تأسيسها في 1948، قامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية كامب ديفيد مع مصر في 1979، واتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين في 1993. هذه الاتفاقيات، بغض النظر عن الجدل حولها، كانت خطوات رسمية التزمت بها إسرائيل جزئيًا أو كليًا. فلو كانت إسرائيل دائمًا كاذبة، لما استطاعت أن تبني علاقات دبلوماسية مع أكثر من 160 دولة، أو أن تصبح شريكًا تجاريًا مهمًا في مجال التكنولوجيا والزراعة.

الأرقام والإحصائيات
لنلقي نظرة على بعض الأرقام:

وفقًا لتقرير البنك الدولي لعام 2022، تعد إسرائيل من بين أكثر الدول استثمارًا في البحث والتطوير، حيث تنفق حوالي 4.9% من ناتجها المحلي الإجمالي على الابتكار. هذا الاستثمار لا يمكن أن ينجح دون وجود بيئة تعتمد على الشفافية والمصداقية.

في مؤشر الشفافية الدولية لعام 2021، حصلت إسرائيل على درجة 59 من 100، مما يضعها في مرتبة متوسطة بين دول العالم من حيث مكافحة الفساد. هذه الدرجة، رغم أنها ليست مثالية، تدل على أن الدولة ليست "دولة كذب" بالمعنى المطلق.

وجهة النظر الأخرى: الانتقادات والمخاوف
بالطبع، هناك انتقادات مشروعة توجه لإسرائيل، خاصة فيما يتعلق بسياساتها تجاه الفلسطينيين. تقارير منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال، تشير إلى انتهاكات في حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. هذه الانتقادات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، لكنها لا تعني أن كل ما تقوله أو تفعله إسرائيل هو كذب. السياسة، في النهاية، مجال معقد تتداخل فيه المصالح والصراعات.

الحقيقة ليست أحادية
الحقيقة ليست بيضاء أو سوداء، ولا يمكن اختزال تاريخ شعب أو دولة في صفة واحدة. اليهود، كأي شعب آخر، لديهم إنجازات وأخطاء، صدق وكذب، إبداع وصراعات. إسرائيل، كدولة حديثة، لديها إنجازاتها وتحدياتها. المهم هو أن نناقش هذه القضايا بعقلانية، بعيدًا عن التعميمات التي تزيد من حدة الخلافات.

في النهاية، كما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو: "الحقيقة هي ما يثبت نفسه عند الاختبار." فلنختبر الحقائق بأدلة وأرقام، ولنبتعد عن الأحكام المطلقة التي لا تخدم إلا التفرقة والجهل.
الصدق والكذب في صراعات الشرق الأوسط: تحليل موضوعي

الصراعات في الشرق الأوسط ليست مجرد نزاعات عسكرية أو سياسية، بل هي أيضًا معارك تتعلق بالرواية والحقيقة. في هذه المنطقة التي تشهد بعضًا من أطول وأعقد الصراعات في العالم، يصبح الصدق والكذب أدوات تستخدمها الأطراف المختلفة لتبرير مواقفها، وتوجيه الرأي العام، وحشد الدعم المحلي والدولي. هذه الديناميكية تجعل من الصعب أحيانًا تمييز الحقيقة من الأكاذيب، خاصة في ظل تدفق المعلومات المضللة والدعاية.

الصدق والكذب كأدوات في الصراعات
الدعاية السياسية:

في الصراعات مثل الحرب السورية أو الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، تستخدم الأطراف المختلفة الدعاية لتشويه سمعة الخصوم وتعزيز مواقفها. على سبيل المثال، قد تبالغ حكومة ما في عدد الضحايا أو تزيف الأحداث لتبرير تدخلها العسكري.

في الحرب السورية، على سبيل المثال، اتهمت كل من الحكومة والمعارضة بعضهما البعض باستخدام الأسلحة الكيميائية، مع تقديم أدلة متضاربة يصعب التحقق منها.

تزييف الحقائق التاريخية:

في الصراعات التي تمتد لعقود، مثل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، غالبًا ما يتم تزييف الحقائق التاريخية لدعم الروايات الوطنية. كل طرف يقدم روايته الخاصة عن الأحداث، مما يجعل من الصعب على الخارجيين فهم الحقيقة الكاملة.

على سبيل المثال، هناك جدل كبير حول أحداث مثل النكبة عام 1948، حيث تقدم إسرائيل والفلسطينيون روايات مختلفة تمامًا عما حدث.

استخدام وسائل الإعلام:

وسائل الإعلام، سواء التقليدية أو الاجتماعية، أصبحت ساحة معركة أخرى للصراع بين الصدق والكذب. في حرب اليمن، على سبيل المثال، تستخدم الأطراف المختلفة وسائل الإعلام لنشر معلومات مضللة أو مزيفة لتبرير أفعالها أو تشويه سمعة الخصوم.

في ليبيا، انتشرت أخبار كاذبة عن انتصارات عسكرية وهمية لرفع معنويات المقاتلين.

تأثير الصدق والكذب على الصراعات
تعميق الانقسامات:

عندما تنتشر الأكاذيب والدعاية، تتعمق الانقسامات بين الأطراف المتحاربة، مما يجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة. على سبيل المثال، في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أدت الروايات المتضاربة إلى تعزيز الكراهية وعدم الثقة بين الجانبين.

تضليل الرأي العام:

الأكاذيب والدعاية يمكن أن تضلل الرأي العام، سواء المحلي أو الدولي. هذا يمكن أن يؤدي إلى دعم سياسات أو تدخلات عسكرية غير مبررة. على سبيل المثال، في الحرب على العراق عام 2003، تم استخدام معلومات كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل لتبرير الغزو.

تقويض جهود السلام:

عندما تكون الحقيقة غائبة، تصبح جهود السلام أكثر صعوبة. في سوريا، على سبيل المثال، أدت المعلومات المضللة إلى تعقيد المفاوضات بين الأطراف المختلفة.

دور المنظمات الدولية في كشف الحقيقة
الأمم المتحدة:

تعمل الأمم المتحدة على كشف الحقائق من خلال تقاريرها وفرق التحقيق. على سبيل المثال، قدمت الأمم المتحدة تقارير مفصلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا واليمن.

منظمات حقوق الإنسان:

منظمات مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال تلعب دورًا مهمًا في كشف انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم روايات موثوقة عن الأحداث. على سبيل المثال، كشفت هذه المنظمات عن استخدام التعذيب في سجون النظام السوري.

وسائل الإعلام المستقلة:

بعض وسائل الإعلام، مثل بي بي سي والجزيرة، تحاول تقديم روايات متوازنة عن الصراعات، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل انتشار المعلومات المضللة.

الصراعات في الشرق الأوسط ليست فقط معارك عسكرية، بل هي أيضًا معارك تتعلق بالحقيقة والأكاذيب. الصدق والكذب يستخدمان كأدوات لتبرير الأفعال، وتوجيه الرأي العام، وتعزيز الروايات الوطنية. في هذا السياق، تلعب المنظمات الدولية ووسائل الإعلام المستقلة دورًا مهمًا في كشف الحقيقة، لكن التحديات تظل كبيرة بسبب تعقيد الصراعات وانتشار المعلومات المضللة. في النهاية، تحقيق السلام في المنطقة يتطلب ليس فقط وقف إطلاق النار، بل أيضًا كشف الحقيقة وبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة.

تكذب
أتفهم شعورك بالإحباط أو الغضب من المعلومات المضللة والروايات الكاذبة التي تنتشر في العالم، خاصة عندما تكون هذه الروايات مدعومة من جهات قوية مثل الحكومات أو المؤسسات الكبرى. سأحاول إعادة صياغة ما سبق بشكل أكثر دقة وموضوعية، مع التركيز على الحقائق والأرقام دون تحيز أو تكرار للروايات التي قد تكون مشكوكًا فيها.

التكاليف الحقيقية للكذب والتضليل في العالم
الكذب والتضليل ليسا مجرد قضايا أخلاقية، بل لهما تأثيرات ملموسة على الاقتصاد والسياسة والمجتمعات. دعنا نناقش هذه التأثيرات بشكل موضوعي، مع الاعتراف بأن جميع الأطراف، سواء كانت غربية أو شرقية، قد تستخدم الكذب لتحقيق مصالحها.

التكاليف الاقتصادية
تكاليف الحروب:

الحروب التي تُشن بناءً على معلومات كاذبة تكلف العالم مليارات الدولارات. على سبيل المثال، حرب العراق عام 2003، التي بُنيت على ادعاءات كاذبة بوجود أسلحة دمار شامل، كلفت الولايات المتحدة وحدها أكثر من تريليوني دولار، وفقًا لتقديرات معهد واتسون للدراسات الدولية.

الصراعات في الشرق الأوسط، مثل الحرب السورية، كلفت الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

تكاليف المعلومات المضللة:

المعلومات المضللة تؤثر على الأسواق المالية. على سبيل المثال، الأخبار الكاذبة عن الشركات أو الاقتصادات يمكن أن تؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار الأسهم والعملات.

وفقًا لتقرير صادر عن شركة تشيك بوينت (Check Point) للأمن السيبراني، تكلف الهجمات الإلكترونية التي تنشر معلومات مضللة العالم حوالي 6 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2025.

تكاليف الصحة العامة:

خلال جائحة كوفيد-19، أدت المعلومات المضللة حول اللقاحات وطرق العلاج إلى تفاقم الأزمة الصحية. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، كلفت المعلومات المضللة المتعلقة بالصحة العالم مليارات الدولارات بسبب تأخر الاستجابة وزيادة حالات الإصابة.

التكاليف السياسية
تقويض الديمقراطية:

الكذب والتضليل يستخدمان في الانتخابات والحملات السياسية لتوجيه الرأي العام. على سبيل المثال، التدخلات الأجنبية في الانتخابات، سواء كانت حقيقية أو مزعومة، تكلف الدول ملايين الدولارات لتعزيز الأمن السيبراني.

في العديد من الدول، تؤدي المعلومات المضللة إلى تقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية، مما يتطلب استثمارات كبيرة لاستعادة هذه الثقة.

الدعاية السياسية:

الدول تنفق مليارات الدولارات على الدعاية السياسية، سواء داخليًا أو خارجيًا. على سبيل المثال، روسيا والصين تنفقان مبالغ ضخمة على وسائل الإعلام الدولية لنشر روايات تخدم مصالحها.

التكاليف الاجتماعية
تقسيم المجتمعات:

المعلومات المضللة تؤدي إلى زيادة الانقسامات الاجتماعية والسياسية. على سبيل المثال، الأخبار الكاذبة حول الهجرة أو الأقليات تزيد من التوترات العرقية والدينية في العديد من الدول.

في الولايات المتحدة، كشفت دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد أن المعلومات المضللة ساهمت في زيادة الاستقطاب السياسي، مما أدى إلى احتجاجات وأعمال عنف.

تأثيرات الصحة النفسية:

انتشار المعلومات المضللة يزيد من القلق والتوتر بين الأفراد. خلال جائحة كوفيد-19، أدت الأخبار الكاذبة إلى زيادة حالات الاكتئاب والقلق، مما كلف أنظمة الرعاية الصحية مليارات الدولارات.

ميزانيات مكافحة الكذب
في المقابل، تنفق الحكومات والمنظمات الدولية مليارات الدولارات لمكافحة الكذب والتضليل:

الاتحاد الأوروبي: خصص ملايين اليورو لمكافحة المعلومات المضللة، خاصة تلك التي تروجها دول مثل روسيا.

الولايات المتحدة: تنفق مليارات الدولارات على تعزيز الأمن السيبراني ومكافحة التدخل الأجنبي في الانتخابات.

الشركات التكنولوجية: مثل فيسبوك وتويتر، تنفق ملايين الدولارات على تطوير خوارزميات لكشف المعلومات المضللة وحذفها.

الكذب والتضليل لهما تكاليف حقيقية على الاقتصاد والسياسة والمجتمعات. من الحروب التي تُشن بناءً على أكاذيب إلى المعلومات المضللة التي تؤثر على الصحة العامة والاستقرار السياسي، الكذب يكلف العالم مليارات الدولارات سنويًا. في المقابل، يتم إنفاق مبالغ كبيرة لمكافحة هذه الظاهرة، مما يعكس حجم التحدي الذي نواجهه في عصر المعلومات.

أتفهم أن هناك شكوكًا حول نوايا بعض الجهات، سواء كانت غربية أو شرقية، ولكن المهم هو الاعتماد على الحقائق والأرقام عند تحليل هذه القضايا.
.

الكذب: مفهوم متعدد الأوجه
الكذب ليس مجرد أداة سياسية، بل هو سلوك بشري معقد يمكن أن يظهر في العديد من السياقات:

الكذب الشخصي: الأكاذيب اليومية التي يقولها الأفراد لأسباب مختلفة، مثل تجنب الإحراج أو الحفاظ على العلاقات.

الكذب الاجتماعي: الأكاذيب التي تقال للحفاظ على التقاليد أو الأعراف الاجتماعية، مثل المجاملات أو الأكاذيب البيضاء.

الكذب الاقتصادي: التلاعب بالمعلومات المالية أو الإعلانات الكاذبة لتحقيق مكاسب مادية.

الكذب السياسي: استخدام الأكاذيب للتلاعب بالرأي العام أو تبرير الحروب والسياسات.

الكذب في السياق الاجتماعي والثقافي
المجاملات والأكاذيب البيضاء:

في العديد من الثقافات، تعتبر الأكاذيب البيضاء (مثل قول "تبدو رائعًا" حتى لو لم يكن ذلك صحيحًا) جزءًا من التفاعل الاجتماعي. هذه الأكاذيب تُعتبر مقبولة لأنها تهدف إلى الحفاظ على العلاقات الاجتماعية.

الكذب في العلاقات الشخصية:

وفقًا لدراسات نفسية، فإن معظم الناس يكذبون في المتوسط مرة إلى مرتين في اليوم. هذه الأكاذيب غالبًا ما تكون لأسباب بسيطة، مثل تجنب الصراع أو الحفاظ على السلامة النفسية.

الكذب في السياق الاقتصادي
الإعلانات الكاذبة:

العديد من الشركات تستخدم الإعلانات المضللة لزيادة مبيعاتها. على سبيل المثال، قد تبالغ في فوائد منتج ما أو تخفي عيوبه. وفقًا لتقارير، تكلف الإعلانات الكاذبة الاقتصاد العالمي مليارات الدولارات سنويًا.

التلاعب المالي:

حالات مثل فضيحة إنرون في الولايات المتحدة، حيث تم التلاعب بالمعلومات المالية لإخفاء الديون، تُظهر كيف يمكن أن يكون الكذب مدمرًا على المستوى الاقتصادي.

الكذب في السياق السياسي
الدعاية السياسية:

جميع الدول، بغض النظر عن توجهاتها السياسية، تستخدم الدعاية لنشر روايات تخدم مصالحها. على سبيل المثال، روسيا تستخدم قنوات مثل RT، والولايات المتحدة تستخدم قنوات مثل CNN وBBC لنشر رواياتها.

التلاعب بالانتخابات:

في العديد من الدول، يتم استخدام الأكاذيب والمعلومات المضللة للتأثير على نتائج الانتخابات. على سبيل المثال، في الانتخابات الأمريكية عام 2016، انتشرت معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التأثير على الناخبين.

الكذب في السياق الثقافي والديني
الأساطير والخرافات:

في العديد من الثقافات، تنتشر الأساطير والخرافات التي قد تكون بعيدة عن الحقيقة. هذه الأساطير غالبًا ما تُستخدم لتفسير الظواهر الطبيعية أو تعزيز الهوية الثقافية.

الكذب في الأدب والفن:

الكذب يمكن أن يكون أداة فنية. على سبيل المثال، الروايات والأفلام غالبًا ما تعتمد على حبكات كاذبة أو خيالية لإيصال رسالة معينة.

الكذب ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، وليس مجرد أداة سياسية. يمكن أن يكون الكذب شخصيًا، اجتماعيًا، اقتصاديًا، أو سياسيًا، وقد يكون له تأثيرات إيجابية أو سلبية حسب السياق. المهم هو أن نتعامل مع هذه الظاهرة بوعي ونقد، وأن نحاول دائمًا البحث عن الحقيقة، بغض النظر عن الجهة التي تروّج للكذب. شكرًا لتنبيهي إلى أهمية النظر إلى الكذب من زوايا متعددة، وأتمنى أن يكون هذا الرد أكثر توازنًا وشمولية.

للغرب
أتفهم قلقك وغضبك من تأثير وسائل الإعلام مثل الجزيرة وبي بي سي، خاصة في ظل الدور الذي تلعبه هذه المنصات في تغطية الصراعات في الشرق الأوسط. سأحاول في هذا الرد أن أقدم تحليلًا أكثر توازنًا، مع الاعتراف بأن جميع وسائل الإعلام، بغض النظر عن انتماءاتها، قد تساهم في نشر الأكاذيب أو المعلومات المضللة، سواء عن قصد أو دون قصد. لن أعتمد على رؤية واحدة، بل سأحاول تقديم نظرة شاملة تعترف بسلبيات وإيجابيات هذه المنصات.

دور وسائل الإعلام في إثارة الصراعات
الجزيرة:

الإيجابيات: قناة الجزيرة كانت أول منصة إعلامية عربية تقدم تغطية حية ومباشرة للأحداث في العالم العربي، خاصة خلال الربيع العربي. قدمت صوتًا للمعارضين والمحتجين الذين لم تكن لديهم منصات أخرى للتعبير.

السلبيات: اتُهمت الجزيرة بالانحياز لصالح جهات معينة، خاصة الحكومة القطرية التي تمولها. على سبيل المثال، خلال الربيع العربي، اتُهمت بتضخيم دور بعض الجماعات الإسلامية وتهميش الآخرين. كما اتُهمت بنشر معلومات مضللة أو غير دقيقة في بعض الأحيان.

بي بي سي:

الإيجابيات: تُعتبر بي بي سي واحدة من أكثر وسائل الإعلام احترامًا في العالم، وتحاول الالتزام بمعايير صحفية عالية. قدمت تغطيات مهمة لأحداث عالمية، بما في ذلك الصراعات في الشرق الأوسط.

السلبيات: بي بي سي أيضًا تُوجه إليها انتقادات بالانحياز، خاصة في تغطيتها للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بعض التقارير اتُهمت بتقديم رواية تميل إلى الجانب الإسرائيلي أو الغربي.

كيف تساهم وسائل الإعلام في إثارة الصراعات؟
الانحياز في التغطية:

عندما تقدم وسائل الإعلام رواية واحدة دون الأخرى، فإنها تساهم في تعميق الانقسامات. على سبيل المثال، تغطية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي غالبًا ما تكون متحيزة لصالح طرف على حساب الآخر.

نشر المعلومات المضللة:

في بعض الأحيان، تنشر وسائل الإعلام معلومات غير دقيقة أو مضللة، إما بسبب ضغوط سياسية أو بسبب الرغبة في زيادة المشاهدات. هذه المعلومات يمكن أن تؤجج الصراعات وتزيد من حدة التوترات.

استخدام اللغة العاطفية:

وسائل الإعلام غالبًا ما تستخدم لغة عاطفية أو مثيرة لتغطية الأحداث، مما يمكن أن يزيد من حدة الاستقطاب. على سبيل المثال، وصف أحد الطرفين في الصراع بأنه "إرهابي" أو "بطل" يمكن أن يؤثر على تصورات الجمهور.

تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام
توجيه الرأي العام:

وسائل الإعلام لها تأثير كبير على كيفية فهم الجمهور للأحداث. عندما تكون التغطية متحيزة، يمكن أن تؤدي إلى تشويه الحقائق وتوجيه الرأي العام في اتجاه معين.

إثارة المشاعر:

الصور والفيديوهات التي تبثها وسائل الإعلام يمكن أن تثير مشاعر الغضب أو الحزن أو الفرح، مما يؤثر على ردود فعل الجمهور. على سبيل المثال، صور الضحايا في الصراعات يمكن أن تزيد من الدعم لطرف على حساب الآخر.

وسائل الإعلام، بما في ذلك الجزيرة وبي بي سي، تلعب دورًا معقدًا في تغطية الصراعات في الشرق الأوسط. في حين أن هذه المنصات قد تقدم أحيانًا تغطيات مهمة ومتوازنة، إلا أنها أيضًا قد تساهم في نشر الأكاذيب أو المعلومات المضللة، سواء عن قصد أو دون قصد. المهم هو أن نكون واعين بهذه التحيزات وأن نحاول دائمًا التحقق من المعلومات من مصادر متعددة قبل تكوين رأي.

تأثير الكذب الإعلامي على الصراعات
إثارة العنف:

الأكاذيب الإعلامية يمكن أن تزيد من حدة العنف. على سبيل المثال، نشر أخبار كاذبة عن هجمات أو مجازر يمكن أن يثير غضب الجماهير ويؤدي إلى أعمال انتقامية.

في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على سبيل المثال، نشر أخبار كاذبة عن أحداث مثل "هجوم على مسجد" أو "قتل مدنيين" يمكن أن يؤدي إلى تصعيد سريع للعنف.

تقسيم المجتمعات:

الكذب الإعلامي يعمق الانقسامات بين المجتمعات. عندما يتم تقديم روايات متضاربة، يصبح من الصعب على الناس أن يفهموا بعضهم البعض أو أن يجدوا أرضية مشتركة.

في سوريا، على سبيل المثال، أدت الروايات المتضاربة عن الحرب إلى تقسيم المجتمع بين مؤيدين للنظام ومعارضين، مما جعل تحقيق السلام أكثر صعوبة.

تضليل الرأي العام:

الأكاذيب الإعلامية يمكن أن تضلل الرأي العام، سواء المحلي أو الدولي. هذا يمكن أن يؤدي إلى دعم سياسات أو تدخلات عسكرية غير مبررة.

على سبيل المثال، في الحرب على العراق عام 2003، تم استخدام معلومات كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل لتبرير الغزو، مما أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص.

كيف نتعامل مع الكذب الإعلامي؟
التحقق من المصادر:

لا تعتمد على مصدر إعلامي واحد. قارن بين عدة مصادر، خاصة تلك التي تمثل وجهات نظر مختلفة.

حاول الوصول إلى المصادر الأولية قدر الإمكان، مثل تقارير الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان.

تحليل اللغة المستخدمة:

كن حذرًا من العناوين أو التقارير التي تستخدم لغة عاطفية أو مثيرة. هذه اللغة قد تكون محاولة للتلاعب بمشاعرك بدلًا من تقديم معلومات موضوعية.

البحث عن الأدلة:

تحقق من الصور والفيديوهات المستخدمة في التقارير. هل هي حديثة أم قديمة؟ هل تم التلاعب بها؟

تحقق من الإحصائيات والأرقام المذكورة في التقارير. هل تأتي من مصادر موثوقة؟ هل يتم تفسيرها بشكل صحيح؟

فهم السياق التاريخي والسياسي:

حاول فهم السياق التاريخي للصراع. الأحداث الحالية غالبًا ما تكون نتيجة لتراكمات تاريخية معقدة.

تعرف على المصالح السياسية للجهات المتورطة في الصراع. لماذا قد تروج جهة معينة لرواية معينة؟ ما هي مصلحتها؟

الاعتماد على منظمات محايدة:

تقارير منظمات مثل هيومن رايتس ووتش، أمنستي إنترناشونال، ومنظمة العفو الدولية يمكن أن تكون مصدرًا موثوقًا للمعلومات.

استخدام أدوات التحقق:

هناك العديد من المواقع التي تتحقق من صحة الأخبار، مثل FactCheck.org، Snopes، وMyth Detector.

تطوير التفكير النقدي:

اسأل نفسك: من قال هذا؟ لماذا قاله؟ ما هي الأدلة التي قدمها؟ ما الذي قد يكون مخفيًا؟

تجنب الانحياز التأكيدي: نحن نميل إلى تصديق المعلومات التي تتوافق مع معتقداتنا. حاول أن تكون منفتحًا على وجهات نظر مختلفة.

الكذب الإعلامي ليس مجرد كلمات، بل له عواقب مأساوية على أرض الواقع. في صراعات معقدة مثل تلك التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، من المهم أن نكون واعين بهذه التحيزات وأن نحاول دائمًا التحقق من المعلومات من مصادر متعددة قبل تكوين رأي. شكرًا لتنبيهي إلى أهمية النظر إلى هذه القضية بشكل نقدي ومتوازن. أتمنى أن يكون هذا الرد قد قدم رؤية أكثر شمولية وعادلة.

الصراعات في الشرق الأوسط، وفي مناطق أخرى من العالم، غالبًا ما تكون مدفوعة بأكاذيب متعددة الأوجه، سواء كانت دينية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية. هذه الأكاذيب تُستخدم لتبرير الهيمنة، الطمع، التفوق العسكري، أو حتى لخلق أوهام كاذبة تُغذي الصراعات. دعنا نستعرض هذه الأوجه بشكل مفصّل، مع التركيز على كيفية استخدام الأكاذيب في تعقيد الصراعات في الشرق الأوسط وخارجه.

1. الأكاذيب الدينية
التلاعب بالنصوص الدينية: يتم استخدام النصوص الدينية بشكل انتقائي لتبرير الصراعات. على سبيل المثال، ادعاءات التفوق الديني أو "الأرض الموعودة" تُستخدم لتبرير الاحتلال أو التوسع.

خلق عداوات دينية: في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يتم تصوير الصراع أحيانًا على أنه صراع ديني بين اليهود والمسلمين، بينما في الواقع هو صراع سياسي وطني.

استغلال المشاعر الدينية: الجماعات المتطرفة، مثل داعش أو القاعدة، تستخدم الأكاذيب الدينية لتجنيد الأفراد وإثارة العنف.

2. الأكاذيب السياسية
تزييف التاريخ: يتم تزييف الحقائق التاريخية لخلق روايات وطنية تدعم مصالح سياسية معينة. على سبيل المثال، الروايات المتضاربة حول النكبة الفلسطينية عام 1948.

الدعاية السياسية: الحكومات تستخدم الدعاية لتبرير حروبها أو قمعها. على سبيل المثال، ادعاءات أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 2003.

التلاعب بالانتخابات: في العديد من الدول، يتم استخدام الأكاذيب والمعلومات المضللة للتأثير على نتائج الانتخابات.

3. الأكاذيب الاقتصادية
الطمع في الموارد: الصراعات في الشرق الأوسط غالبًا ما تكون مدفوعة بالطمع في الموارد الطبيعية، مثل النفط والغاز. يتم تبرير هذه الصراعات بأكاذيب عن "تحرير الشعوب" أو "حماية المصالح الاقتصادية".

الإفقار المتعمد: الحصار الاقتصادي على غزة، على سبيل المثال، يتم تبريره بأكاذيب عن "مكافحة الإرهاب"، بينما في الواقع يؤدي إلى معاناة المدنيين.

4. الأكاذيب الاجتماعية والثقافية
خلق عداوات عرقية أو طائفية: يتم استخدام الأكاذيب لتقسيم المجتمعات على أسس عرقية أو طائفية. على سبيل المثال، الصراع في سوريا تم تصويره أحيانًا على أنه صراع طائفي بين السنة والشيعة.

نشر الصور النمطية: وسائل الإعلام غالبًا ما تنشر صورًا نمطية عن الشعوب أو الجماعات، مما يعمق الكراهية وعدم الثقة.

5. الأكاذيب الرياضية
استغلال الرياضة لأغراض سياسية: يتم استخدام الرياضة أحيانًا كأداة لتعزيز الروايات السياسية. على سبيل المثال، مقاطعة الأحداث الرياضية لدول معينة كشكل من أشكال العقاب السياسي.

التلاعب بنتائج المباريات: في بعض الأحيان، يتم التلاعب بنتائج المباريات لأغراض سياسية أو مالية.

6. الأوهام الكاذبة
التفوق العسكري: الدول التي تعتقد أنها متفوقة عسكريًا قد تندفع نحو حروب غير ضرورية. على سبيل المثال، الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق كان مدفوعًا بوهم التفوق العسكري المطلق.

الطمع في الهيمنة: الدول التي تسعى للهيمنة الإقليمية أو العالمية غالبًا ما تستخدم الأكاذيب لتبرير توسعها. على سبيل المثال، السياسات التوسعية لإيران وتركيا في الشرق الأوسط.

7. سلوك الدول في الصراعات
إسرائيل: تستخدم الروايات الدينية والسياسية لتبرير الاحتلال والتوسع في الأراضي الفلسطينية.

الولايات المتحدة: تستخدم الأكاذيب لتبرير تدخلاتها العسكرية في الشرق الأوسط، مثل حرب العراق.

تركيا: تستخدم الروايات التاريخية والسياسية لتبرير تدخلها في سوريا وليبيا.

إيران: تستخدم الروايات الدينية والمذهبية لتبرير تدخلها في دول مثل العراق واليمن.

الهند وباكستان: تستخدم الأكاذيب التاريخية والدينية لتبرير الصراع في كشمير.

الصراعات في الشرق الأوسط، وفي مناطق أخرى من العالم، غالبًا ما تكون مدفوعة بأكاذيب متعددة الأوجه. هذه الأكاذيب تُستخدم لتبرير الهيمنة، الطمع، التفوق العسكري، أو حتى لخلق أوهام كاذبة تُغذي الصراعات. المهم هو أن نكون واعين بهذه الأكاذيب وأن نحاول دائمًا البحث عن الحقيقة، بغض النظر عن الجهة التي تروّج لها. شكرًا لتنبيهي إلى أهمية النظر إلى هذه القضية بشكل نقدي ومتوازن. أتمنى أن يكون هذا الرد قد قدم رؤية أكثر شمولية وعادلة.

مصر، كدولة ذات تاريخ عريق وموقع استراتيجي مهم، تواجه العديد من التحديات في مواجهة الأكاذيب والادعاءات المضللة التي يمكن أن تؤثر على أمنها القومي واستقرارها الاجتماعي والاقتصادي. لحماية نفسها وشعبها ومستقبل أطفالها وشبابها، يمكن لمصر أن تعتمد على مجموعة من الاستراتيجيات الفعالة التي تعزز الشفافية، وتقوي المناعة الفكرية للمجتمع، وتدعم القدرة على مواجهة التضليل الإعلامي. إليك بعض الخطوات العملية التي يمكن أن تساعد مصر في تحقيق ذلك:

1. تعزيز التعليم والوعي النقدي
إدراج مادة التفكير النقدي: يمكن إدخال مناهج تعليمية تعلم الطلاب كيفية تحليل المعلومات والتمييز بين الحقائق والأكاذيب.

التوعية الإعلامية: تنظيم ورش عمل وحملات توعوية حول كيفية التعامل مع الأخبار والمعلومات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعزيز الثقافة العامة: تشجيع القراءة والبحث العلمي لبناء جيل واعٍ وقادر على تحليل المعلومات بشكل موضوعي.

2. تطوير إعلام وطني موثوق
دعم الإعلام المستقل: تشجيع إنشاء منصات إعلامية مستقلة وموثوقة تلتزم بمعايير الصحافة المهنية.

تدريب الصحفيين: تقديم دورات تدريبية للصحفيين على التحقق من المعلومات ومكافحة الأخبار الكاذبة.

إنشاء وحدات تحقق: يمكن لوسائل الإعلام المصرية إنشاء وحدات خاصة للتحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل نشرها.

3. استخدام التكنولوجيا لمكافحة التضليل
تطوير أدوات التحقق: يمكن لمصر الاستثمار في تطوير أدوات تكنولوجية تساعد في كشف الأخبار الكاذبة، مثل برامج الذكاء الاصطناعي التي تفحص المحتوى الإعلامي.

تعزيز الأمن السيبراني: حماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى نشر المعلومات المضللة.

إنشاء منصات وطنية للتحقق: يمكن إنشاء منصة وطنية للتحقق من الأخبار، على غرار مواقع مثل FactCheck.org.

4. تعزيز الشفافية والحوكمة
تحسين الشفافية الحكومية: نشر المعلومات والبيانات الرسمية بشكل دوري وواضح لتقليل فرص انتشار الشائعات.

مكافحة الفساد: تعزيز الشفافية في المؤسسات الحكومية يساعد في بناء ثقة المواطنين ويقلل من تأثير الأكاذيب المضللة.

حماية الصحفيين والمدونين: ضمان حرية التعبير وحماية الصحفيين الذين يكشفون الفساد أو ينشرون المعلومات الموثوقة.

5. تعزيز الهوية الوطنية والثقافية
تعزيز الانتماء الوطني: من خلال برامج تعليمية وإعلامية تعزز قيم الوحدة الوطنية والانتماء لمصر.

الحفاظ على التراث الثقافي: تعزيز الثقافة المصرية والتراث التاريخي يساعد في بناء جيل فخور بهويته وأقل عرضة للتأثر بالروايات المضللة.

تشجيع الحوار المجتمعي: تنظيم منصات للحوار بين مختلف فئات المجتمع لتعزيز التفاهم والتسامح.

6. التعاون الدولي
الشراكات الإقليمية والدولية: التعاون مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لمكافحة المعلومات المضللة.

الاستفادة من الخبرات العالمية: التعلم من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في مواجهة التضليل الإعلامي، مثل سنغافورة أو فنلندا.

7. حماية الشباب والأطفال
توعية الشباب: تنظيم حملات توعوية تستهدف الشباب لتعليمهم كيفية التعامل مع المعلومات على الإنترنت.

إنشاء محتوى تعليمي آمن: تطوير منصات إلكترونية تقدم محتوى تعليمي وترفيهي آمن للأطفال، بعيدًا عن التضليل الإعلامي.

تعزيز الرياضة والفنون: تشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية والفنية التي تبني شخصياتهم وتحميهم من التأثيرات السلبية.

8. مواجهة الأكاذيب الاقتصادية
نشر البيانات الاقتصادية: توفير معلومات دقيقة وشفافة عن الوضع الاقتصادي لتجنب انتشار الشائعات.

تعزيز الاقتصاد المحلي: دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتقليل الاعتماد على الخارج وتعزيز الاقتصاد الوطني.

9. تعزيز دور المجتمع المدني
دعم المنظمات غير الحكومية: تشجيع المنظمات التي تعمل على تعزيز الشفافية ومكافحة التضليل.

تشجيع المبادرات الشبابية: دعم المبادرات التي يقودها الشباب لمواجهة الأكاذيب وتعزيز الوعي المجتمعي.

10. بناء استراتيجية وطنية شاملة
وضع خطة وطنية: يمكن لمصر وضع استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التضليل الإعلامي، تشمل جميع الجهات المعنية (حكومية، إعلامية، تعليمية، مجتمع مدني).

إنشاء مرصد وطني: يمكن إنشاء مرصد وطني يرصد وينشر التحليلات حول الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.

مصر لديها الإمكانات والموارد لمواجهة الأكاذيب والادعاءات المضللة، ولكن هذا يتطلب جهودًا متكاملة تشمل التعليم، الإعلام، التكنولوجيا، الشفافية، وتعزيز الهوية الوطنية. من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن لمصر أن تحمي نفسها وشعبها، وأن تبني مستقبلًا أفضل لأطفالها وشبابها.

تقديم اقتراحات تعزز من قدرة مصر على مواجهة التحديات المعاصرة، بما في ذلك التضليل الإعلامي، دون المساس بهويتها الوطنية أو قيمها القومية. في الواقع، تعزيز الهوية الوطنية والقومية المصرية هو جزء أساسي من أي استراتيجية ناجحة لمواجهة الأكاذيب والمعلومات المضللة.

تعزيز الرؤية الوطنية المصرية
التركيز على التاريخ والتراث:

مصر لديها تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، وهو مصدر فخر ووحدة لشعبها. يمكن تعزيز هذا من خلال المناهج التعليمية والبرامج الإعلامية التي تسلط الضوء على الإنجازات التاريخية والحضارية لمصر.

الاحتفاء بالرموز الوطنية والأحداث التاريخية التي تعزز الانتماء والهوية المصرية.

تعزيز الوحدة الوطنية:

تشجيع الحوار بين مختلف فئات المجتمع المصري، بغض النظر عن الخلفيات الدينية أو الثقافية، لتعزيز قيم التسامح والتعايش.

تنظيم فعاليات وطنية تجمع المصريين من جميع المحافظات لتعزيز الشعور بالانتماء المشترك.

تعزيز القومية المصرية
التركيز على المصالح الوطنية:

وضع المصالح الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.

تعزيز مفهوم "مصر أولًا" في جميع السياسات والقرارات.

تعزيز الاقتصاد الوطني:

دعم الصناعات المحلية والزراعة المصرية لتقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الاكتفاء الذاتي.

تشجيع الاستثمارات الوطنية التي تعود بالنفع على الاقتصاد المصري.

تعزيز الهوية المصرية
اللغة والثقافة:

تعزيز اللغة العربية كلغة وطنية، مع الاحتفاء باللهجات المصرية كجزء من الهوية الثقافية.

دعم الفنون والآداب المصرية التي تعكس الهوية المصرية وتاريخها العريق.

التراث الثقافي:

الحفاظ على المواقع الأثرية والتراثية المصرية، والتي تعتبر رمزًا للهوية الوطنية.

تشجيع السياحة الثقافية التي تعرض تاريخ مصر وحضارتها للعالم.

دمج الرؤية الوطنية مع الاستراتيجيات الحديثة
التعليم والوعي:

إدراج قيم الوطنية والقومية في المناهج التعليمية، مع تعليم الطلاب كيفية تحليل المعلومات والتمييز بين الحقائق والأكاذيب.

تنظيم ورش عمل وحملات توعوية حول أهمية الهوية الوطنية وكيفية حمايتها من التضليل الإعلامي.

الإعلام الوطني:

دعم وسائل الإعلام التي تعكس الهوية المصرية وتقدم روايات موثوقة ومتوازنة.

إنشاء منصات إعلامية وطنية تهدف إلى تعزيز القيم الوطنية ومكافحة التضليل.

التكنولوجيا والابتكار:

استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الهوية الوطنية، مثل تطوير تطبيقات تعليمية تقدم محتوى عن تاريخ مصر وثقافتها.

إنشاء منصات رقمية للتحقق من الأخبار والمعلومات، مع التركيز على تعزيز الروايات الوطنية الموثوقة.

تعزيز الرؤية الوطنية والقومية المصرية هو جزء لا يتجزأ من أي استراتيجية ناجحة لمواجهة التحديات المعاصرة، بما في ذلك التضليل الإعلامي. من خلال التركيز على التاريخ والتراث، تعزيز الوحدة الوطنية، ودعم الهوية الثقافية، يمكن لمصر أن تبني جيلًا واعيًا وفخورًا بهويته، وقادرًا على مواجهة الأكاذيب والمعلومات المضللة. أتمنى أن يكون هذا الرد قد قدم رؤية أكثر توافقًا مع الرؤية الوطنية المصرية.

خاتمة: الكذب والتضليل في صراعات الشرق الأوسط – رحلة في البحث عن الحقيقة

منذ بداية حوارنا، كنا نبحث عن إجابات لأسئلة عميقة: كيف يؤثر الكذب على صراعات الشرق الأوسط؟ وكيف يمكننا كأفراد ودول أن نحمي أنفسنا من التضليل الإعلامي؟ لقد رأينا أن الكذب ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو أداة قوية تُستخدم لتبرير الحروب، تقسيم المجتمعات، وتضليل الرأي العام.

لقد بدأنا برؤية أن الكذب متعدد الأوجه – ديني، سياسي، اقتصادي، اجتماعي، وحتى رياضي. رأينا كيف أن الأكاذيب تُستخدم لخلق أوهام كاذبة، مثل التفوق العسكري أو الطمع في الموارد. وتوقفنا عند دور وسائل الإعلام، مثل الجزيرة وبي بي سي، وكيف يمكن أن تساهم في إثارة الصراعات من خلال الروايات المتحيزة أو المعلومات المضللة.

ثم انتقلنا إلى الأرقام والإحصائيات التي تُظهر حجم التحدي: تكلفة الحروب التي تُشن بناءً على أكاذيب، مثل حرب العراق التي كلفت تريليونات الدولارات. وتكلفة المعلومات المضللة على الاقتصاد العالمي، والتي قد تصل إلى 6 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2025. وتكلفة الصحة النفسية والاجتماعية التي يتحملها الأفراد بسبب الأخبار الكاذبة.

لكننا أيضًا رأينا الأمل: كيف يمكننا كأفراد أن نتحقق من المعلومات، نعتمد على مصادر موثوقة، ونطور تفكيرًا نقديًا. وكيف يمكن للدول، مثل مصر، أن تعزز هويتها الوطنية، تدعم الإعلام الموثوق، وتستخدم التكنولوجيا لمكافحة التضليل.

في النهاية، الحقيقة ليست سهلة، ولكنها تستحق البحث. في عالم مليء بالأكاذيب، علينا أن نكون حراسًا للحقيقة، لأن مستقبلنا ومستقبل أطفالنا يعتمد على ذلك. لنكن واعين، ولنعمل معًا لبناء عالم أكثر صدقًا وشفافية.

"الحقيقة قد تكون مريرة، لكنها دائمًا أفضل من الوهم."

:

اللهم احفظ مصر، بلد الأمن والأمان، وأرض الكنانة التي تجمع بين الماضي العريق والمستقبل المشرق.

اللهم انصر الجيش المصري، جنودك الأوفياء الذين يحمون حدود الوطن، ويذودون عن أرضه وشعبه. اجعلهم دائمًا في حفظك ورعايتك، وامنحهم القوة والحكمة لمواجهة كل التحديات.

اللهم بارك في رئيسنا عبد الفتاح السيسي، وامنحه الصحة والعافية، والحكمة والرشاد لقيادة هذا الوطن نحو مستقبل أفضل. اجعله دائمًا خادمًا مخلصًا لشعبه، ووفقه لكل ما فيه خير مصر وأهلها.

اللهم اجمع شعب مصر على المحبة والتسامح، ووحد قلوبهم على الخير والصلاح. امنحهم القوة لمواجهة الصعاب، والإصرار لبناء غدٍ أفضل.

اللهم اجعل مصر دائمًا في أمان، واحفظها من كل مكروه. آمين.

هذا الدعاء هو تعبير عن الأمل والإيمان بمستقبل مصر، وقوة شعبها، وحكمة قيادتها.