الإثنين 21 أبريل 2025 12:03 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الحصبة ومضاعفات تهدد الحياة

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

فيروس الحصبة العادية Measles virus هو مرض شديد العدوى وينتشر بسهولة عندما يتنفس المصاب أو يسعل أو يعطس ، والحصبة تصيب أي شخص ولكنها أكثر شيوعا في الأطفال. وبين وقت أو آخر يحدث تفشي للمرض حتي في أكثر البلاد مراعاة وتطبيق للإجراءات الصحية وحرصاً علي التطعيمات.
أكثر من 140 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب الحصبة في عام 2018 وكان معظم دون سن الخامسة ، هذا الرقم انخفض بنسبة تصل إلى 73% عما كان عليه في عام 2000 بسبب برامج التطعيم الفعالة، حيث يوفر التطعيم حماية فعالة من الحصبة، لكن المشكلة حاليا تتمثل في أن بعض الأشخاص لا يتمكنوا من الحصول على التطعيم بسبب حالات صحية مثل ضعف جهاز المناعة، وحل هذه المشكلة في حصول ما نسبته 93-95% من السكان من اللقاح فيما يطلق عليه مناعة القطيع بما يجعل من غير المرجح أن يصاب المعرضون للخطر بالحصبة.
الحصبة الألمانية مرض شديد العدوى وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ، يسببها فيروس الحصبة الألمانية Rubella virus، حيث ينتشر عن طريق الاتصال المباشر بشخص مصاب بالفيروس أو عن طريق الرذاذ المحمول في الهواء، تظهر الأعراض عادة بعد 7-14 يوم من التعرض للإصابة بالفيروس أو وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد تستغرق فترة الحضانة 23 يوم وتصاحبه أعراض مزعجة تتمثل في حمي وسعال وسيلان الأنف وعطس ودموع في العينين وآلام بالجسم إضافة إلى بقع بيضاء في الفم وطفح جلدي أحمر مسطحة يظهر بعد 3-5 أيام من بدء الأعراض، وعادة ما تختفي الأعراض خلال 7-10 أيام ، وإذا لم تحدث أي مضاعفات يلتزم المرضى بما يوصي به الأطباء بالراحة وشرب السوائل وقاية من الجفاف ، وفي حالة وجود خطر حدوث مضاعفات فإن ذلك يتطلب دخول المستشفى ، حيث يصف الطبيب فيتامين أ للطفل المصاب.
تصيب الحصبة البشر فقط ولا يمكن لأي نوع حيواني أن ينقلها ، وإذا أصيب شخص واحد بالحصبة، يمكنه نقل العدوى إلي ما يصل إلى 90% من الأشخاص المحيطين به ما لم تكن لديه مناعة ضد المرض أو تلقي التطعيم. ولا يوجد علاج محدد للحصبة. ارتفعت حالات الحصبة مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سجلت أكثر من 220 حالة في اثنتي عشرة ولاية علي الأقل توفي إثنان منهم، الأمر الذي جعل المزيد من المواطنين يبحثون في مكملات فيتامين أ أملا في علاج الحصبة أو الوقاية منها وهذا ما تناولته مجلة أخبار الطب اليوم مع خبراء في الطب والصحة العامة للوقوف على دور مكملات فيتامين أ لعلاج الحصبة والإجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع إنتشار العدوي، حيث شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تفشيين كبيرين للحصبة في العقود القليلة الماضية هما تفشي مينيسوتا في 2017 وتفشي انديانا عام 2005 وكان نقص التطعيم عاملاً مساعداً في كلا الحدثين.
فيتامين أ قابل للذوبان في الدهون ويساعد على تحسين الرؤية بالإضافة إلى أنه يعزز وظائف الجهاز المناعي، ويتواجد في العديد من الأطعمة الشائعة بما في ذلك البيض والجبن والأسماك وزيت كبد سمك القد والحليب والخضروات الملونة والخضراء، وعن علاقته بمرض الحصبة فإن نقصه يزيد من شدة الأعراض، لكنه لا يعتمد عليه كحماية أو عامل وقائي من الحصبة كما أن تناول كميات كبيرة فيتامين أ يضر الجسم حيث قد يسبب هشاشة العظام والجلد والصداع وتلف الكبد وغيرها ومن ثم يجب ألا تزيد الجرعة اليومية منه عن 3 آلاف جرام للبالغين وأقل منها للأطفال. وأكد الباحثون أن الوقاية الفعالة من الحصبة هي التطعيم.