الخميس 10 يوليو 2025 11:46 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب: الالتهاب المزمن... العلاج في نوع الغذاء

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى السرطان تتزايد معدلاتها في مجتعاتنا بسبب تغيرهم نمطهم الغذائي وخاصة الأطفال واستسهال تلبية رغباتهم في تناول الوجبات السريعة ورقائق البطاطس والأطعمة فائقة المعالجة والمصنعة واسرافهم في المشروبات الغازية والعصائر المصنعة وجميعها أضرارها أضعاف فوائدها.
يعتبر الالتهاب المزمن عاملاً رئيسياً في الإصابة بالأمراض المرتبطة بنمط الحياة مثل أمراض القلب والسكر من النوع الثاني، وما يعزز الالتهاب المزمن هو إتباع النظام الغذائي الغربي الغني بالأطعمة المصنعة والفقير بالأطعمة النباتية والالياف والتي أثبتت الأبحاث أنها تقلل من الالتهابات وتعزز المناعة والصحة العامة.

في هذا السياق دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة نيتشر ميديسين Nature Medicine سلطت الضوء على التأثير السريع للتغيرات في النظم الغذائية على الايض والصحة العامة ومناعة الجسم، وبالأخص لدى الأشخاص في قارة أفريقيا والذين يتجهون نحو التمدن حيث توافر الإكثار من تناول الأطعمة المصنعة بالتزامن مع التخلي عن الأنظمة الغذائية التقليدية التي يكثر فيها المصادر النباتية الطبيعية والالياف والفاكهة والأطعمة المخمرة مثل الزبادي وغيرها الأمر الذي له تداعيات خطيرة على الصحة منها زيادة الالتهابات وضعف الاستجابة المناعية واضطراب في المسارات الايضية المرتبطة بالإصابة بالأمراض، بسبب احتواء الأنظمة الغذائية الغربية على اللحوم المصنعة والبطاطس المقلية وألوان مختلفة من قطع الدجاج المقلي والبيتزا والكربوهيدرات المكررة مثل الفطائر والخبز الأبيض والدهون المشبعة وجميعها تزيد من الالتهابات والاجهاد التأكسدي وتعطيل المناعة والتهيئة للإصابة بأمراض غير معدية مثل القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل والسرطان والزهايمر.

في المقابل فإن الإنتقال من النظام الغذائي الغربي إلي النظام الغذائي الإفريقي التقليدي أو البحر الأبيض المتوسط الغنية بالخضروات والفواكه والحبوب والبقوليات والمحاصيل الجذرية مثل البطاطا والكسافا والقلقاس والذرة الرفيعة الكاملة والدهون الصحية أو زيت الزيتون والشاي وجميعها تحتوي مواد مضادة للالتهاب إضافة إلى تحسين الصحة العامة، نظرا لما تحتويه من ألياف ومركبات نشطة بيولوجيا مثل البوليفينول المضادة للالتهابات فضلاً عن تعزيز ميكروبيوم الأمعاء لإنتاج مواد مفيدة للصحة وتحسين المستقبلات الخلايا العصبية ومن ثم تفيد الدماغ والمزاج والجهاز المناعي.
لخص فريق البحث الأنظمة الغذائية ذات الخصائص المضادة للالتهابات وذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الاعشاب والتوابل مثل الكركم والقرفة والزنجبيل والثوم والفلفل وإكليل الجيل والفاكهة مثل الاناناس والبابايا والمانجو والتوت والكرز الهندي والخضروات مثل الجزر واليقطين والورقية والكوسا والبازلاء والفاصوليا والحمص والعدس واللوبيا السوداء والحبوب الكاملة مثل الذرة ، إضافة إلى الأسماك الزيتية الغنية باوميجا 3 مثل السردين والسلمون والماكريل والرنجة، وكذلك منتجات الألبان مثل الزبادي.