الثلاثاء 17 يونيو 2025 04:46 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

ترامب يتحدى مبدأ فصل الدين عن الدولة بإنشاء لجنة رئاسية للحرية الدينية وسط تصاعد الحماس للمسيحية في البيت الأبيض

الرئيس الامريكى دونالد ترامب
الرئيس الامريكى دونالد ترامب

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بإنشاء لجنة رئاسية للحرية الدينية، في تحدٍ واضح لمبدأ فصل الدين عن الدولة الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية للنظام السياسي الأمريكي. جاء هذا الإعلان خلال فعالية خاصة في حديقة الورود بالبيت الأبيض بمناسبة اليوم الوطني للصلاة، حيث قال ترامب أمام صحفيين وجمهور من المتدينين المحافظين: "يقولون فصل الدين عن الدولة... لكني قلت لهم حسناً.. لننسَ هذا الأمر ولو لمرة واحدة."

وفقاً لتقرير نشرته مجلة *بوليتكو*، فإن الدستور الأمريكي يحظر وجود دين رسمي أو وطني، وهو ما يتم تفسيره تقليدياً على أنه فصل إلزامي بين المؤسسات الدينية والدولة. ومع ذلك، يبدو أن ترامب يتجاهل هذه المبادئ بشكل علني، مستهدفاً تعزيز دور الدين، وخاصة المسيحية، في الحياة العامة والسياسية.

رغم أن ترامب ليس معروفاً بأنه شخص متدين أو منتظم في زيارة الكنائس، إلا أنه يعتبر المحافظين المتدينين قاعدة أساسية لحركته السياسية. وأوضح قائلاً: "قالوا: هناك فصل حقيقي.. لا أعرف.. هل هذا أمر جيد أم سيء؟ لست متأكدًا. ولكن سواء كان هناك فصل أم لا، أنتم هنا في البيت الأبيض حيث يجب أن تكونوا، وتمثلون بلدنا، ونحن نعيد الدين إلى بلدنا، وهذا أمر بالغ الأهمية."

شهدت فترة رئاسة ترامب تصاعداً واضحاً في اعتماده على مصداقيته المسيحية، حيث أنشأ مكتباً خاصاً للإيمان في الجناح الغربي من البيت الأبيض، ودعا القساوسة للصلاة في المكتب البيضاوي وأثناء اجتماعات مجلس الوزراء. كما اتخذ إجراءات تنفيذية هدفها القضاء على ما وصفه بـ"التحيز ضد المسيحية" في الحكومة الفيدرالية. وفي نهاية الأسبوع الماضي، سافر ترامب إلى الفاتيكان لحضور جنازة البابا فرنسيس، مما أثار تساؤلات حول مدى ارتباطه الشخصي بهذه الخطوات وتأثيرها السياسي.

ستترأس لجنة الحرية الدينية نائب حاكم ولاية تكساس، دان باتريك، بينما سيشغل بن كارسون، وزير الإسكان والتنمية الحضرية في ولاية ترامب الأولى، منصب نائب الرئيس. وقال باتريك خلال الفعالية: "لم يسبق لرئيس أن استشهد باسم يسوع أكثر منك"، في إشارة إلى ترامب.

من جانبها، أكدت باولا وايت، كبيرة مستشاري ترامب والمشرفة على مكتب الإيمان، أن الصلاة ليست مجرد عمل ديني بل ضرورة وطنية. وفي إحدى صلواتها، طلبت من الله أن يمنح ترامب "حكمة تفوق الفهم والقدرة البشرية، وأحلاماً إلهية"، مضيفة: "إننا ندعو إلى إعادة ضبط روحية في أمتنا، والعودة إلى ما هو صحيح، واحترام ما هو مقدس، والتوافق الحقيقي مع هدفكم الإلهي."

هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه المجتمع الأمريكي انقساماً متزايداً حول دور الدين في السياسة، حيث يرى البعض أن تعزيز الدين في المؤسسات الحكومية قد يؤدي إلى تقويض العلمانية التي تمثل ركيزة أساسية للديمقراطية الأمريكية. ومع ذلك، يرى أنصار ترامب أن هذه الجهود تعكس التزاماً بإعادة القيم الأخلاقية والدينية إلى مركز الحياة الوطنية.

في النهاية، يظهر ترامب من خلال هذه الخطوة رغبته في استقطاب القاعدة المحافظة المتدينة، معززاً بذلك شعبيته بين هذه الفئة التي تعتبر أحد أهم دعائم دعمه السياسي. ومع ذلك، فإن هذه السياسات قد تثير المزيد من الجدل حول مستقبل العلاقة بين الدين والدولة في الولايات المتحدة.

الرئيس الامريكى دونالد ترامب الكنيسة ترامب الدولة حماس